يقول الكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو: " إن الأدب العربي الحديث أقرب الى الأدب الأوروبي منه إلى الأدب العربي القديم".
هل توافقه الرأي ولماذا؟
جميع جوانب حياتنا تأثرت بالثقافات الأوروبية والغربية، والأدب ليس سوى انعكاس للواقع وهو نتاج نظرة الكتاب وتحليلهم لمختلف المسائل الحياتية، فلذلك لا يمكن أن ننكر تأثر الأدب العربي بالأدب الأوروبي، ولكن لا يمكن أن نشمل، فيتضح ذلك التأثير في أعمال كتاب معينين دون غيرهم، ويتراوح بين تأثير واضح وتأثير خفيف. ففي بحث بعنوان "تأثر الأدب العربي بالأدب الفرنسي"، تم التوصل إلى أن ظاهرة التأثر بالأعمال الفرنسية هي فعلا موجودة إلى حد كبير، وتم تسليط الضوء على تأثر أعمال الكاتب المصري محمود تيمور بالكاتب الفرنسي غي دي موباسان. وتجدر الإشارة إلى أن الكاتب محمود تيمور هو صاحب أول قصة قصيرة بالعربية. فحتى قبل أكثر من 50 عام، كان أثر الثقافات الأوروبية واضخا في الأدب العربي، فالآن في زمن الانفتاح والتطور، ليس غريبا أن نجد أعمال عربية بنكهة أوروبية، ولكن هنا يمكن أن نطرح سؤال: إلى أي مدى أحسن العرب استغلال الثقافات الأخرى لتطوير أدبهم؟ وهل كانوا مبتكرين أم مقلدين؟
إن الأدب العربي الحديث أقرب إلى الأدب الأوروبي منه إلى الأدب العربي القديم". هل توافقه الرأي ولماذا؟
تماما كذلك، أوافقه وبشدة الأدب تأثر بالترجمات والأعمال الأروبية أكثر من العمل العربي الذي كان من قبل، أصبح الكتاب لا يترجموا عن العمل فقط بل يتأثرون بأسلوب الكتابة وحتى الأفكار.
كذلك مع التفتح وانبهار العرب بثقافة الغرب الظاهرة في كل مجالات حياتنا نجد كذلك الأدب والكتابات الأدبية تأثرت باعتبار أنهم الأصح ونحن الأقل خبرة.
بالمناسبة كان شوبنهور يتوقع اشتداد النزعة نحو الأدب الشرقي، وامتدادها من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا، ولكن حدث ما لم يكن في حسبانه، فقد وقفت الآداب الفرنسية والإنجليزية في وجه تلك الحركة، فقضت عليها، ذلك أن العقل الغربي تحول فجأة عن الشرق، فقد انصرف عنه إلى فلاسفته الجدد، وما ظهر وقتئذ من أفكار سياسية جديدة، ومخترعات جديدة، وتطور صناعي سريع، فلم يكن في حالة تسمح له بالالتفات نحو الشرق فضلًا عن الانكباب على دراسته. وما زالت أثار هذه النزعة حتى الأن، في الشرق روح غريبة مُغرية جداً للأدب، للكتّاب، على أنّ للحقيقة لا يوجد هناك أثرًا عاديًّا ملموسًا يمكن إدراكه في سهولة ويسر في آدابهم مقتبس منّا، وإنما هو أثر معنوي، إن صح هذا التعبير، لأنه في حقيقة الأمر لم ينقل إلى الغرب نماذج أو أساليب أدبية معينة، وإنما نقل إليه روح الشرق، فكان أثره في بواعث الأدب وغاياته أكثر مما كان في أساليبه وأشكاله الظاهرة
التعليقات