من المؤسف أن الانحلال الأخلاقي ينتشر يوما بعد يوم بشكل مخيف في مجتمعاتنا ويؤثر على قيم ومعتقدات الجيل الجديد بشكل سلبي. المحير هو أنه لا مهرب من انخراط الشباب والشابات في المجتمع وإلا تحولوا إلى انطوئيين ومنعزلين وما إلى ذلك من تبعيات، وفي الوقت عينه يصعب التمسك بالقيم والتربية في ظل الانفلات الأخلاقي الحاصل، فما الحل؟
كيف نحمي أبنائنا من الانحلال الأخلاقي المنتشر بطرق صحية لا تؤثر على شخصيتهم وحياتهم الاجتماعية؟
أعتقد أن الحل يبدأ من الرقابة الجيدة والتوجيه الحقيقي بحيث يتسلح الأطفال بالمبادئ والأخلاق عند مواجهتهم للعالم الخارجي.
والأهم أيضًا توفير بيئة مناسبة لهذا التوجيه والنمو بحيث نضمن أن تأثيرها على الأطفال سيكون إيجابيًا قدر الإمكان ولن يحول بيننا وبين توجيههم بطريقة سليمة.
التربية أساسية ولكن في بعض الأحيان تكون المغريات كبيرة وكما نعلم، يوجد اختلاف فطري في القدرة على ضبط النفس بين الأفراد. فما أسأله لنفسي دائما، كيف يجب أن يتعامل الأهل مع مراهق متشبث بسلوك لا أخلاقي معين، فهل يجب استعمال أسلوب حرمان أو عنف، أم التساهل لفترة لعله يتعظ بنفسه؟ أعلم أن الجواب يختلف باختلاف الموقف المعين وتفاصيله، ولكن ما الأفضل بشكل عام؟
أعتقد أن الأفضل حين التعامل مع المراهقين هو المناقشة والاقناع. من ناحية الصداقة لا من ناحية فرق المقامات.
وكنت أتمنى أن ينفع هذا مع الأطفال أيضًا لكنهم يحتاجون التحكم لانهم لم يتعلموا بعد كيف يفهمون ويناقشون. أما المراهقين فيمكنهم فهم الأمر إن تمت مناقشته معهم بطريقة جيدة وبدون محاولة إظهار الأهل كأشخاص يعلمون أين المصلحة بل كأشخاص يحاولون اكتشافها بمساعدة أبنائهم.
عند التعامل مع المراهقين في الغالب يحدث التحكم والسلطة عكس التأثير المرجو وإمكانية التمرد واخفاء الفعل سهلة الوصول لها. لذلك من الواجب ترقيتهم من أبناء فقط لأبناء وأصدقاء حتى نتمكن من التفاعل معهم.
وهذا رأيي النظري وليس التجريبي حيث أنني كنت بنفسي مراهقة قبل عدة سنوات.
الحل أن يقوم كلٌّ من الأب والأم بالتربية داخل البيت على أكمل وجه، وأن يكون الشاب أو الفتاة قبل الخروج من البيت لمواجهة هذا العالم لأي غرضٍ كان، قد تشرَّب الخُلق القويم والتفكير السليم الذي سيعيش به ويتفاعل به مع غيره في المجتمع، فإن تم تربية الطفل كما يجب بطريقة سليمة دونما تعنيف أو تمييع فإنه سيكون على الأغلب فرداً سويَّاً في تعاملاته، وإذا تشبَّع من مشاعر الحب من والديه فإنه سيكون في تعاملاته خاصة مع الجنس الآخر مؤدبٌ وراقي.
السبب الأول للإنحراف الأخلاقي هو الأسرة، خاصة دور الأم في التربية كونها تمكث أكبر وقت مع أطفالها فحين يغيب دور الأم وكذلك الأب. وإن تم العمل مع موضوع تربية الأولاد بتجاهل أو عدم دراية كان الإنحراف الأخلاقي هو النتيجة المنطقية للأمر.
التربية هي بالطبع أساسية، ولكننا دائما ما ننصح بالتربية السليمة دون تقديم نصائح عملية وتطبيقات يمكن القيام بها. فأغلب الأهل يسعون إلى تحقيق التربية السليمة وزرع القيم، ولكن كمية الانحلال المنتشر ومدى تأثر الكثيرين به يدل على خلل ما في التربية. فمثلا مشاعر الإعجاب والعلاقات في مرحلة الثانوية، كيف يمكن أن يتعامل الوالدين مع الابن أو الابنة في هذه المرحلة الحساسة وفي زمن أصبح لا مفر فيه من التجارب العاطفية خارج النطاق الرسمي؟
الإنحلال الأخلاقي اليوم أصبحت موضة شائعة يمارسها الكبير قبل الصغير، وعيب جدا أن يصل لحد عدم إحترام وتوقير مشايخنا ورأفة بصغارنا.
ومن الأسباب الشائعة لوجود هذه الظاهرة بكثرة في الأونة الأخيرة:
- غياب التربية الدينية داخل الأسرة وإنشغال التام للوالدين عن الأبناء وإنغماسهم بالرقمنة والعمل.
- غياب التوعية التربوبية داخل الحرم المدرسي وإنحلال الموجود داخل بعض المناهج التربوية.
- فقدان لغة الحوار اليومي بين الأسرة.
- التفكك الأسري في حالة موت او طلاق بين الوالدين قد يساهم في اختلال التوازن داخل الاسرة.
من بين الحلول لردع هذه الظاهرة:
- تعزيز لغة الحوار بين افراد العاىلة للإطلاع على أفكار الأطفال وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجهم.
- المراقبة اليومية لطفل وتقديل من ساعات المشاهدة الإلكترونية له.
- التنشئة الدينية السليمة من خلال محادثة دروس وحكم في كيفية التعامل مع الأخرين وجميل جدا ان نخبرهم بقدوتنا نبينا رسول الله كيجعلوه قدوة لهم.
- تعديل من المناهج المدرسية بإضافة الدروس التي تعكس التربية الحسنة وحذف ما يسئ لأخلاق الطفل.
أوافقك في الحلول المقترحة وأود أن أشدد على مفهوم التربية الدينية "السليمة" لأن التربية الدينية التي لا تكون بوعي وعمق قد تؤدي إلى نتائج عكسية. فهنا نشدد على أهمية اتباع طرق مثل الترغيب أكثر من الترهيب وشرح المفاهيم بأساليب يتقبلها عقل الأطفال الصغار لا كما نقدمها للكبار من العمر. فما لاحظته عند الكثير من أبناء العائلات المدارس المتزمتة دينيا هو حصول نفور كبير عند الأطفال وترك التعاليم الدينية نهائيا. فيجب أن نركز على شرح الحكمة الحياتية وراء تحريم أمور معينة وليس نسبها فقط إلى مبدأ الحرام كي يبتعد عنها الطفل من باب القناعة التامة لا فقط الخوف من العقاب. ومن جهة أخرى، يجب تعزيز فكرة أن الله يحبنا عند الطفل، فالكل خطاء ولا يمر العمر دون بعض الذنوب، فيجب أن يتربى الطفل على أهمية التوبة كي لا ييأس من رحمة الله ويستسلم للمعاصي.
لا اعلم ....لكن اعتقد إنه علينا ان نضحي بجانب معين من حياه الطفل ...لانه بمجرد حتى دخوله المدرسه للتعلم ستضطر للتضحيه بشي من أخلاقه او مبادئه
وحياه المعاصره حكمت على الوالدين حياه عسره ...لا يكادؤن يجدون وقتا للتربيه وتعليم وتدريس وتلقين .
الله المستعان .....اعتقد افضل طريقه حاليا على الاقل هي دخول الطفل وشخص في دوامه الحياه وليعيش كل التجارب بعضها سيندم عليها لكنه قد يتعلم قد ينساق الى سبيل الانحراف .
التعليقات