يبدو أنه في الآونة الاخيرة بدأت تحظى حوادث وجرائم القتل بشعبية كبيرة، فبعضنا يرتأي سماع مثل هذه القصص، لكن لماذا نهتم بمثل هذه الحوادث؟ هل هنالك أسباب منطقية وعلمية تجعلنا نميل إلى الاستماع إلى هذه القصص رغم المآسي التي تحملها في طيّاتها؟
لماذا نحن مهووسون بسماع حوادث و قصص الجرائم؟
أنا لا أتابع الكثير فقط القضايا التي وصلت للتريند، وما يجذبنا أكثر للمتابعة الوصول للحقيقة صراحة أكثر من غرابة الحادثة أحاول التحري عن المعلومات وربطها مع بعضها والخروج باستنتاجات ومن الممكن الحال الذي أنا عليه من خلال الأفلام التي كنت أتابعها للشرطة العلمية ومسلسلات fbi صراحة والأمر هذا لاحظته في نفسي حتى في حياتي اليومية والمشاكل التي تحدث لي مع الآخرين أتابع الحدث حتى أصل للحقيقة. ومن جهة أخرى للتعرف على ما يحدث في العالم وأين نحن ذاهبون.
الحمد لله ان الجميع ليسوا مهووسون بمتابعة الجرائم، فأنا اضطر لمتابعة جريمة ما، نتيجة انني اجد من حولي يتحدثون ويتحدثون ، ولو تركت لحال سبيلي ما التفت اليها.
في الحقيقة اشعر بالخوف من متابعة الجرائم ، ويصيبني شعور بالبؤس وبأن الشر أصبح طاغي وقوي ... الخ ما هنالك من احاسيس سلبية ، والحمد لله هي بالتأكيد ليست حقيقية، فالخير موجود وبقوة ولكن قليل من يتحدثون عنه ويهللون له.
ربما لان الشر استثناء فهو مثير للدهشة، وبالتالي هو يجذب متابعوه من هذه الناحية ، وربما لأن سماع الجرائم يشعر البعض بالاستعداد فوفقًا لميغان بورسما في كتابه، مراجعة قانون إيلون " Elon Law Review " ، يقول إن دراسات الجريمة الحقيقية أظهرت أن الناس يميلون إلى التركيز على الامور التي تهدد حياتهم وسعادتهم. ويقول أن النساء على وجه الخصوص يعشقن الجريمة الحقيقية ، ويعتقد علماء النفس أن السبب هو أنهن يتعلمن كيفية زيادة فرصهن في البقاء على قيد الحياة إذا وجدن أنفسهن في موقف خطير.
هل هنالك أسباب منطقية وعلمية تجعلنا نميل إلى الاستماع إلى هذه القصص رغم المآسي التي تحملها في طيّاتها؟
بالنسبة لي أنا لا اسمع هذه الأخبار ولا اتابعها، خاصة أنني لا اتابع مواقع التواصل الاجتماعي الاخبارية وحتى بعض الجرائم أو الأحداث اقرأ عنها هنا على حسوب.
هل هنالك أسباب منطقية وعلمية تجعلنا نميل إلى الاستماع إلى هذه القصص رغم المآسي التي تحملها في طيّاتها؟
على الأغلب هذه القصص تحفز في الانسان عواطف الرحمة والتعاطف ومن خلال تعاطفه وتفاعله وحتى مشاركته لتلك القصص يشعر أنه يؤدي واجبه تجاه الضحايا، لذلك أصبحنا نشعر أننا قدمنا ما علينا إن شاركنا الخبر وكتبنا عنه.
امتلاكك لحساب على مواقع التواصل قد يجعلك تعرف بمثل هذا النوع من الاخبار مرغماً بسبب كثافة النشر وقت الحادثة ، أضف إلى ذلك أن الميديا اليوم تعتمد العناوين المثيرة والجذابة لاستقطاب المتابعين، والناس يحبون القيل والقال! إلا أن بعض الجرائم ينتشر خبرها بسبب ندرتها وعدم تعود المجتمع على أخبار شبيهة بها فالناس يخافون على أمنهم ويخشون أن تتحول مثل هذه الأمور لظاهرة تهز أمن مجتمعاتهم...
إن الجريمة شيء ملهم للغاية، ناهيك عن الشغف والفضول الذي يمتلكه أي إنسان بسبب ما تخلّفه الجرائم من غرابة تجذب المستمعين، تمامًا مثل ما يحدث معنا في أفلام الرعب، فبعد أن نستشعر قلقًا مستفزًا وخوفًا غير مسبوق من أشياء لو وجدت في الواقع لأنهت حياتنا في غمضة عين، ندرك اللذّة التي تخلّفها فكرة كوننا خائفين وفي مأمن من هذا الخيال في الوقت نفسه، وبالتالي تكون المخاطرة الشعورية لها متعتها.
بالنسبة لي أحاول تجاوز مثل هذه القصص والأخبار على الرغم من كثرتها وانتشارها، إلا أن هناك بعض الأسباب التي قد تجعلني أهتم بها مثلاً إذا صعد خبر جريمة أو حادثة للتريند فبالتأكيد سأسعى لمعرفة التفاصيل وما الذي جعل الناس يتفاعلون مع هذا الخبر حتى أكون في الصورة فأنا من المهتمين بالمواضيع والقضايا التي تصعد في التريند .
سبب آخر هو ارتباطي بشكل وثيق بمجال السياسة وحقوق الإنسان وأنشري عنهما بشكل مستمر وهذا يجعلني أطلع على الكثير من حالات الحوادث والإعتداءات بشكل مستمر ولكَ أن تتخيل مدى تأثير كل تلك المشاهد على حالتي النفسية .
أمر آخر وهو أنني قد أعرف بالصدفة من أحد أفراد أسرتي الذين اطلعوا على تفاصيل الخبر وشاركوني إياه أو أخبروني عنه .
الفضول والإثارة هما أكبر عاملان وبعدهما يأتي الخوف والحذر ثم بعد أن تأسرنا القصة تأتي الرغبة في القصاص والعدل إلخ.
جزء أخر هو الشعبية نفسها فالكثير من الناس لا يهتمون بالقصة إلا بعد أن تصبح هي بحد ذاتها شعبية أو تمثل الرأي العام. هناك لذة من الخوف والألم حتى لو كرهنا الاعتراف بذلك فلماذا يحب الناس تعذيب أنفسهم في مدينة الملاهي مثلًا أو مشاهدة أفلام الرعب؟
التعليقات