لا شك أن العنف مرفوضًا بشتى أنواعه، ولكن ندرك وجوده في مجال التعليم ودوره التربوي والتعليمي الذي يراه المعلمون. فهل تعتقدون أن العنف وضرب التلاميذ يخرج أطفالًا مجتهدين دراسيًا أم مضطربين نفسيًا؟
العنف في التعليم، هل يخرج أطفالًا مجتهدين دراسيًا أم مضطربين نفسيًا؟
يردد الكثير عبارات من قبيل: أنا تعرضت للضرب المبرح بالمدرسة وها أنا اليوم مهندس ناجح بحياتي وعملي ولدي شركة.
وعندما نلقي نظرة على حياته عن قرب نجده عصبيا يصرخ بشركته على الموظفين وتنتابه نوبات قلق من أتفه المشكلات, ومصاب بالأرق جل الليل. ونحن لا ندري هل ما يعاني منه من مخلفات التعنيف بالطفولة أم لسبب آخر, إذا كان هو غير مدرك لهذا فنحن غير قادرين على معرفة السبب أيضا, وهل نجاحه بفضل الضرب المبرح؟ أم أنه كان سينجح حتى دون ضرب؟ لا يمكننا قراءة الغيب.
لذا علينا النظر للإحصاءات العامة لأخذ فكرة بدل التجارب الفردية, هل نسبة من يعاني من اضطرابات نفسية ممن تلقوا الضرب بالمدارس تفوق أولائك الذين لم يتعرضوا للعنف؟ وإذا قارننا مستوى التلاميذ بالأماكن التي تنتهج الضرب وبين الأخرى التي لا تضرب هل هناك فارق في التحصيل الدراسي؟ ولصالح من؟ وهل أعداد الناجحين مهنيا ممن تلقوا الضرب يفوق غيرهم؟
عموما سؤال كهذا يجيب عنه المختصون في المجال, لا أظن أن وزارات التعليم حول العالم انتهجت منهج منع ضرب التلاميذ بالمدارس عبثا.
أوافقك الرأي جزئيًا ولكن كيف نثق في الاحصائيات فحسب وهي عرضة للتضليل بطرق عديدة أبسطها أن لا تستخدم عينة صحيحة في اجراء التجربة
وليس كلنا متخصصون في الاحصاء لنوافق أو ننفي احصائية يعرضها علينا شخص أخر
أليس من الأولى أن يكون لدينا منهجًا منطقيًا مؤكدُا يخبرنا لماذا العنف أمر خاطئ سواء أتفقت الاحصاءات التي في أيدينا اليوم مع ذلك أم لا؟
الإحصائيات التي أتحدث عنها هي تلك المعتمدة دوليا ووزاريا, وهي دراسات تنجزها منظمات قصد التنمية الشاملة للبلد بذاك القطاع وليس إحصائيات طالب سنة أولى.
أليس من الأولى أن يكون لدينا منهجًا منطقيًا مؤكدُا يخبرنا لماذا العنف أمر خاطئ
ما هو هذا المنهج الذي يعمل دون إحصائيات؟ أنت أستاذة مثلا بمدرسة ونريد أن نعرف مستوى الطلبة بمدرستك مقارنة بالمدارس الأخرى كيف نفعل ذلك دون إحصاء؟
هذا أمر لا مفرّ منه يا شيماء، فأنا بشكل شخصي لدي العديد من الأصدقاء ممن عانوا مشكلات حقيقية جذرية في التعليم بسبب العنف في فترة الطفولة، بالإضافة إلى أنني أنا شخصيًا لي عدد من المواقف لا أستطيع نسيانه حتى الآن بسبب مثل هذه الفلسفات الغبية التي يتبعها التعليم في بلداننا العربية حتى الآن.
وفي هذا الصدد، أحب أن أنوّه أيضًا عن أن الأمر لا ينحصر في مشكلات الدراسة، وإنما يتطور إلى أن يتسبب في تشوّه نفسي كبير لدى الطفل على صعيد أسلوب التعلّم وطريقته وتناوله، وتشوّه كبير أيضًا لديه حول مفهوم السلطة والنصيحة والتربية، مما يؤدي إلى فساد فكرته بالكامل عن مفهوم التنشئة، فنحن بهذه الطريقة لا نصنع طلبة سيّئين فقط، بل آباءً سيّئين أيضًا.
لا اتفق اطلاقا مع العنف للاطفال،سواء في تربية الاهل لهم او في التعليم المدرسي.
من رأيي وما افعله انا شخصياً،لا يحق التعنيف ابدا واي حجة هي مرفوضة.
بل من حقهم علينا ومن واجبنا اتجاههم بذل اقصى جهدنا لينشئوا في السلوك الحسن.
ارى العنف هو وسيلة الضعفاء،فكثيرا ما ارى ان المُربّين لا طاقة لهم على ان يكدّوا في تربيتهم فيذهبون الى الطريق السهل ويقول لك فلنضربه اسهل مما جلست معه ساعة اقنعه الامر خاطئ(هذا لا يقدر عليه الا الشجاع)،الضعيف يستسلم للعنف.
ثم ان التعليم مع العنف لا يُجدي نفعا،وهذا نلحظه مع الاطفال فهم يقدمون على المدارس التي فيها مراعاتهم وما يحبون من العاب او معلم يغدق عليهم بعبارات الحب والحنان.وكثيرا ممن نفروا من التعليم بسبب العنف.وكذلك في التربية،كثيرا ممن نفروا من اهاليهم.
من خلال دراستي لاحظت شيئاً بخصوص الأساتذة الذين يستعملون الضرب والأساتذة الذين لا يستعملونه.
ممارسة الضرب في المدارس تتم كالآتي، أستاذ له مشاكله وضغوطاته الحياتية يفرغها في التلاميذ تحت مسمى "عقاب لأجل التعلم" وما ذلك الضرب إلا تنفيث عن ذلك الأستاذ مما يلاقيه في حياته من ضغوطات مالية أو أسرية أو حياتية، لذا في أغلب المرات التي صادفت فيها أستاذ يتخذ الضرب أسلوباً لتعليم الطلبة، أجده يغضب بهستيرية ويضرب بانتقام ويصب غضبه على الجميع، فهل هذا طبيعي؟ وهل مثل ذلك السلوك يكون دليلا على أنه يود تعليم الطلبة، إنه تعقيد وليس تعليم.
فئة قليلة جدا من الأساتذة هي من تتخذ الضرب أداة للتعليم لبعض التلاميذ الذين لا يفتحون كتابا ولا يذاكرون إلا إذا علموا أن هناك عصا، ويفعلون ذلك لحثهم على المذاكرة، وهؤلاء الأساتذة في تعاملهم بالضرب مع تلك الفئة لا يؤذونهم جسدياً إنما فقط يسببون لهم بعض الألم ليهتموا بدروسهم أكثر كي لا يتعرضوا لذلك الألم مرة أخرى.
على الجانب الآخر لاحظت أن الأساتذة الذين يدخلون الفصل بدون عصا ولهم طرقاً أخرى للتعامل مع الطلاب، يستجيب لهم الطلاب بصورة أكبر، حيث أنهم يمارسون أساليب أكثر رقيا للثواب والعقاب، وذلك يحفظ كرامة التلميذ، ويضمن تنفيذه لأكبر قدر من الخطة التعليمية.
ومن الأضرار الفادحة للضرب في المدارس أن الطالب يظل يرى الضرب والإهانة شيئاً عادياً مهما كبر، فنرى في الصف الثالث الثانوي الطلاب يعاقبون بالضرب دون أن يشعروا بأية إهانة! وعندما يكبرون يتسبب ذلك في اعتيادهم لأشياء أخرى تؤذيهم ولا يحدثون أي اعتراض تجاهها.
لذا من رأيي أن الضرب ضرورياً مع فئة قليلة جدا من الطلاب ويجب أن يكون بشروط مثل
*ألا يحدث ضرراً جسدياً
*ألا يحدث ضرراً نفسياً
*ألا يكون بدافع الإنتقام
لكن استخدام أسلوب الضرب مع جميع التلاميذ يجعلهم مضطربين نفسياً.
لا بالطبع، العنف غير مبرر أبدا ويستحيل أن يخرج أطفالا مجتهدين دراسية. فلا يمكن أبدا أن يبدع الإنسان في عمل يقوم به من منطلق الخوف بل على العس، سيتولد في نفس الطفل كره للعلم وسيفقد الشغف تجاهه وتصبح المدرسة أشبه بالسجن بالنسبة إليه. فالطريقة الوحيدة، أو على الأقل الأكثر فاعلية لتخريج أطفال مجتهدين أو أن نجعلهم يدركون القيمة الحقيقية من العلم والتي تتخطى الدرجات العالية. فعلينا أن نثير اهتمام الإطفال ونساعدهم على التعلم بالشغف وحب لا لأنهم مكرهين على ذلك وهذا ممكن من خلال تعديل المناهج الدراسية وتدريب المعلمين وإدراج أنشطة مفيدة ومممتعة ضمن الدراسة.
فهل تعتقدون أن العنف وضرب التلاميذ يخرج أطفالًا مجتهدين دراسيًا أم مضطربين نفسيًا؟
بالطبع فهذا موضوع لا جدال فية فالعنف يرسخ في النفس أموراً لا يستطع الشخص نسيانها مهما مر من سنين وقد شاهدنا الكثير من هذه الأمور حول ما يسببة العنف من أضرار جسيمة في نفوس من يتعرضون للتعنيف . انا شخصياً أتذكر مواقف تعرضت فيها للتعنيف وعلي أشياء بسيطة جدا فقط بسبب مزاج مدرس سيئ او سؤال في غير موضعة ، فهناك من الأمور مالا ينسي وأعتقد أكثرها ما كان في النفس .
العنف بنوعيه اللفظي والجسدي يشكل خطرا كبيرا على الأشخاص خصوصا منهم الأطفال، فقد ينعكس ذلك بالسلب فيصبح إما مريضا نفسيا أم شخص عنيف بمارس العنف في كبره.
ومن المؤسف جدا أن تصبح المدرسة مكانا خطيرا بدل أن تكون حرما يكتسب في الطفل معارفا ومعلومات تقوم بتوعيته وتنشأته.
فقط قبل سنتين كانت هناك إحصائية تفيد بأن عدد حالات العنف الطلابي وصلت نحو %10.2 من إجمالي عدد الطلاب والطالبات في المدارس الحكومية، هذا المؤشر خطير وربما الأن الإحصائية قد تغيرت وهي في إرتفاع خصوصا عندما نلاحظ بأن هناك تقاعس من طرف الإدارات المدرسية في الشجارات التي تقام بين الطلبة وعدم وضع حد لها.
أمر أخر أراه مهم هو وضع كاميرات المراقبة في المدارس للمراقبة ومحاولة التدخل قبل وقوع مشاكل عقيمة بين مشاجرات بين التلاميذ.
بالعكس أنا من الأشخاص الذين ذهبوا لمعلمي الثانوية وقبل أيديهم لأنهم ضربوني وكانوا شدائد علي وهذا أدى لتحسن مسيرتي الدراسية
................
الآن الموضوع يختلف من طالب لآخر، هناك بعض الطلاب عند ضربهم يتعلمون من آخطائهم ويجتهدون في الدراسة وهناك من يصاب ببعض العقد وهناك من يزداد عنفا وحقدا على الاستاذ.
يعتمد على الطالب وعلى شدة الضرب الذي تعرض له وهل هو مستحق أم لا؟ شخصيا ضربت لمرات كثيرة ظلما فقط لأن هناك بعض التلاميذ الآخرين يشوشون فالأستاذ هنا يقرر تعميم العقاب على الجميع، بل وبعض الأساتذة أيضا يجد في ضرب التلاميذ فرصة لتنفيس غضبه من الظروف الخارجية فيضرب تلميذا في الابتدائية ضرب مبرح غير مقبول حتى لو كان ابنه.
أيضا الضرب عندنا ينتهي في الابتدائية عند دخول الاعدادية والثانوية يتم خصم النقاط بدل من الضرب والحمدلله، شخصيا لا أتصور نفسي باللحية في الثانوية وهناك استاذ يضربني بصراحة لن احتمل هذا.
صحيح، لو كان الضرب لا يسبب أذى جسدي للطالب فلا مشكلة لكن مانشاهده هو ضرب مبرح لطلاب في الابتدائي والاعدادي!
تخيل ياصديقي محمد لقد ضربت بعصا ظلما في الابتدائية فقط لأنه هناك بعض الاطفال يشوشون في القسم فالأستاذ عمم العقاب علينا جميعا، لقد ضربني ضربا بعصا خشبية لدرجة أن جزءا منه دخل في يدي ومازالت ليومنا هذا.
التعليقات