يقال إننا نظهر للناس ما نود أن يروه فينا، وعلى ذلك فالشكل الذي نرى عليه شخص ما كم يمثل من حقيقته ؟
الشكل الذي نرى عليه شخص ما كم يمثل من حقيقته ؟
الطبائع مدفونة تحت أكوام من المظاهر، ولاستخراجها يلزم طويل المجالسة وكثير المعاملة.
فالناس لا يبدون إلا ما يريدون أن يُعرف عنهم، ويخفون ما يشينهم وينتقص منهم.
ولكني أعرف طبيعة البعض وحقيقتهم من الطريقة التي يعاملون بها من هم أضعف منهم وأقل شأناً.
الشكل الخارجي لا يمثل شيئاً، ولكنه قد يعطيكِ شيئاً من اللطف لتحسني الظن، فلن تتاح لك الفرصة لمعرفة كل الناس. ولكن لا يعني هذا ألا نحسن الظن بمن لا نعرفه حين يبدر منهم من الخير شيئاً بسيطاً.
يقال ان الانطباع الاول يدووم، لهذا فان اللقاء الاول يجب التدرب عليه جيدا وكذلك استخدامنا الناجح للغة الجسد في اعمالنا وامام جمهورنا ومن نستهدفهم في اعمالنا.
فالشكل الذي نرى عليه شخص ما كم يمثل من حقيقته ؟
ساطرح تجربة حقيقية. كان في الجامعة باحث في الكيمياء ولا يخلو شهر من تقديمه لبحث علمي وبل ان طلابه والمشاركين معه يستفيدون منه ومن براءات الاختراع التي يقدمها من خلال عقله العبقري وتجاربة الناجحة.
ولكن حين طرح مجلس الامناء عدة اسماء لترأس الجامعة كان هو بين تلك الاسماء لكنه تم رفض اسمه؟
لم يخجل فريق البحث عن ذكر اسباب رفض الاستاذ الدكتور والباحث العميق، كان السبب ان البروفسور لا يهتم بمظهره وكثيرا ما ياتي للجامعة بملابس غير مكوية او بالوان غير متناسقة والغبار يعلو الحذاء ولا يهمه لو ذقنه تركها عدة ايام .. وكما يمكنه تناول ساندويتش في الممر.. كل هذا كان اسباب رفض ان يتولى رئاسة الجامعة!
البعض سوف يستنكر ذلك، ولكن هناك لجان بروتوكولية يكون لها القرار الفصل في ذلك، ولهذا فالشكل الذي نرى عليه الشخص يرسم لنا في انطباعاتنا الكثير عن الشخص ويحدد لنا خارطة الطريق لما يمكننا التعامل معه به.
هذا يتوقف على طبيعة كل فرد منا, فهناك من له ظاهر يختلف عن باطنه ويكاد يخفي كل صغيرة وكبيرة عن حقيقة دواخله وأفكاره, وهناك من هو عبارة عن كتاب مفتوح للجميع وليس لديه ما يخفيه للآخرين.
لا توجد نسبة مئوية موحدة بين البشر بل لكل واحد منا نسبته المئوية الخاصة حول ما يخفيه ويظهره للآخرين.
التعليقات