أحيانًا أجد بعض الأشخاص ممن حولي متشبثين برأيهم مع العلم أننا قد نواجههم بالحقائق، لكن يرفضون هذا الأمر! فما السبب في ذلك؟ لماذا لا تهمهم الحقائق وخاصة التي لا تدعم آراءهم ومعتقداتهم؟
لماذا لا تساهم الحقائق في تغيير آرائنا؟
لماذا لا تهمهم الحقائق وخاصة التي لا تدعم آراءهم ومعتقداتهم؟
برأيي أن السبب يعود للإيجو والأنا، الإنسان حين يتبنى قناعةً أو رأيًا يكون من الصعب عليه أن يتراجع عنه حتى وإن كان هناك حقائق دامغة تدحض قناعته، إلا أنه لا يسلم بها لأنه يرى ذلك انهزاما.
طبعا لا يمكن التعميم لكن غرور الإنسان يفعل أكثر من ذلك، ولأكون صادقة حصل معي ذلك، أحيانا يواجهني شخص بحقيقة ما فأجد تقبلها صعبا نوعا ما فأحاول التملص منها، لكن ليس دائمًا فقط هناك أشخاص لا يستحقون أن أمنحهم شعور الفوز.
برأيي أن السبب يعود للإيجو والأنا
أتفق تمامًا يا دليلة، غرور الشخص يدفعه أحيانًا لإيذاء نفسه فكريًا فقد لمجرد ألا يظهر بشكل المنصوح. فهو كشخص مغرور يفضل لعب الدور الأهم وهو الناصح. وكذلك الحال مع بعض الأشخاص الذين يُظهرون من أسلوبهم أنهم مغرورون ولكنهم ليسوا كذلك، وإنما يرفضون الرأي الآخر لأجل الاعتراض فحسب، وهم من يُطبق عليهم مقولة "خُلقنا لنعترض".
لكن ليس دائمًا فقط هناك أشخاص لا يستحقون أن أمنحهم شعور الفوز.
تقبل آراء من نمقتهم ويمقتوننا قد يكون صعبًا، ولكن الرفض يجعل الحوار يطول ويؤدي إلى خلافات لا داعي لها وتضييع للوقت مع أشخاص لا نفضل التعامل معهم.
تقبل آراء من نمقتهم ويمقتوننا قد يكون صعبًا، ولكن الرفض يجعل الحوار يطول ويؤدي إلى خلافات لا داعي لها وتضييع للوقت مع أشخاص لا نفضل التعامل معهم.
هذا ما يجعلنا أحيانا نقبل ظاهريا حتى ونحن نرفض ونعترض، فقط لإنهاء النقاش عند نقطة معينة لنرتاح أليس كذلك؟
لا تهمهم الحقائق وخاصة التي لا تدعم آراءهم ومعتقداتهم؟
الحقيقة التي أراها أنا حقيقة ليست هي نفس الحقيقة التي تراها أنت، كل منا له زايته في النظر وليس علينا قياس كل الأمور من زاوية نظرنا نحن.
في أحد الفيديوهات من طبيب نفسي وهو يعالج هذه المشكلة قال: أن كل منا له دستور خاص به، هذا الدستور يحتوي على القوانين الذي شكلها هو من خلال خبراته في الحياة، وكل شخص من عاش حياة مختلفة عن الآخر إذن كل وله دستوره فلماذا أحاول الحكم على الناس وجعلهم تقبل الشيء يكون من نظري أنا حقيقي ومقبول في دستوري لكن لا وجود له في دستورهم.
الحوار ومحاولة فهم وجهة نظر الطرف الآخر والأسباب التي تشكل رأيه ومعتقداتهم والوصول غلى طريقة للموازنة بين أفكاري وأفكاره أو كل منا يتقبل الآخر كما هو.
الأمر صعب جداً صدقني .. لقد مررت بمثل هؤلاء الأشخاص ولمست فيهم الخوف .. الخوف من التغيير فليس من السهل أن تنسف قناعة آمنت بها عمراً بين يوم وليلة وإن كان كل شيء يخبرك بالحقيقة، أنا مثلاً مررت بفترة تغيرت فيها قناعاتي وعرفت فيها بعض الحقائق المغايرة لما كنت أعرفه منذ الصغر، وكانت تلك أكثر الفترات حرجاً في حياتي، الفترة التي قمت فيها بغربلة أفكاري وإعادة تهيئتها من جديد، وكان الأمر صعباً جداً ويتطلب قدراً من الجرأة، فمن السهل التملص بجبن والتمسك بقناعاتي بحجة أنه ما تم تربيتي عليه وما درسته في المدرسة وانتهى الأمر، ولكنني اخترت الطريق الصعب .. طريق الحقيقة مهما كانت النتائج والآن أنا متعايشة مع حقيقتي الجديدة .
كل شخص على هذه الحياة يظن نفسه بكل ما يعلمه محقاً، وما إن تخبره أنه مخطئ في أمر ما بالبراهين والحقائق سيبدأ بالغليان من الداخل ولن يتقبل هذه الحقيقة.. بل هذه الصفعة، أنا جعلتني الحياة أكثر مرونة ولكن الكثيرين ما زالوا ذوي عقول متصلبة ومتعصبة لرأي واحد ولو لم يكن له دليل، هم لا يتقبلون النقد ولا التغيير ويتمسكون بقشة واحدة مهما وهنت، ولكنني فهمت أنه من الوارد أن أقع في الخطأ أو أن اكتشفه ومن الواجب عليّ بعد ذلك أن أغيره وأصححه .
أنا مثلاً مررت بفترة تغيرت فيها قناعاتي وعرفت فيها بعض الحقائق المغايرة لما كنت أعرفه منذ الصغر،
أفهمك يا تقوى، لقد مررت بفترة كهذه وسميتها بحرب الفكرة، كان ذلك صعب جدا، فلم أتخيل يوما أن أعيش حربا مع أفكاري ومعتقداتي التي ترفض الاستسلام كانت فترة عصيبة كنت أعيش داخل عقلي وحسب، ولم يكن يهمني شيء في الخارج، سهرت ليالي طويلة حتى الفجر فقط أبحث وأقرأ...
قبول الحقيقة يحتاج وعيا كافيا وحظورا في اللحظة وتيقظا، الفكرة التي عاشت فينا عمرا لن تستسلم بسهولة وهذا يحتاج وقتا.
لكن الآن أصبحت أكثر تقبلا للرأي الآخر حتى دون دليل، لكن أحيانا أرفض قبول الحقيقة لأن قائلها لا يقصد إيضاح الحقيقة بقدر ما يتبجح...
سهرت ليالي طويلة حتى الفجر فقط أبحث وأقرأ...
معاناة تامة ذكرني تعليقك ببعض ما حملته معها، إلى الآن أشعر بالإمتنان لتلك اللحظات ولنفسي التي عانت فيها حتى تصل لهذه النتيجة التي أنا عليها الآن، وإلى الآن عندما أتذكر اللحظات العصيبة تلك بتفاصيلها أشعر بالإختناق والضيق .
خرجت بنتيجة وهدف عظيم من بعدها :
من الآن سأسعى إلى الحقيقة .. الحقيقة فقط مهما كلفني الأمر !
لامانع من ثقافة الاختلاف اخي المجهول فالعالم واسع كبير مليء بالتنوع العرقي والثقافي والفكري. علينا تقبل النقاش والاراء المخالفة وليس بالضرورة ان نجبر الاخرين على الاقناع وخاصة اذا كان الموضوع هو توجيه النصائح فتوجيه النصيحة لها آداب وشروط نعرفها ونعقلها جميعا اما ذكرك للحقائق فتبقى معتقداتك واسانيدك التي تبقى محل شك عند الطرف الاخر حتى لو جئت بالمراجع فغيرك سيأتي بأخرى يحتج بها. علينا تقبل الرأي و الرأي الاخر هذا ما نريده كثقافة حياة.
اما ذكرك للحقائق فتبقى معتقداتك واسانيدك التي تبقى محل شك عند الطرف الاخر حتى لو جئت بالمراجع فغيرك سيأتي بأخرى يحتج بها.
حتى لو كانت هنالك حقيقة واحدة فقط؟
التعليقات