عندما ننتقل من الجامعة لسوق العمل ونبدأ بمسيرتنا العملية، نواجه العديد من التحديات، والمتطلبات أيضا، وارد أن نكون أخفقنا أو أشياء فعلناها وندمنا عليها أو فرصة فوتناها في تعلم أمر معين، أو مهارة تجاهلنا تطويرها، لذا إن جاء لك الفرصة لتذكر لنا الأشياء التي ندمت عليها خلال مسيرتك المهنية، وتنصح غيرك بها حتى لا يكررها أو يقع بها.
ما هي الأشياء التي ندمت عليها في وقت مبكر من مسيرتك المهنية وتنصح بها غيرك؟
- رغم أني بدأت تدريب بمجال تخصصي من أول عام لي بالجامعة وهذا أكسبني خبرة كبيرة جدا وبدأت عمل بمجرد تخرجي، لكن وجدت أنه كان يمكنني تطوير مهاراتي بشكل عام وليس فقط بمجال تخصصي، لذا أول نصيحة هو أن يستغل كل طالب المرحلة الجامعية لتطوير مهاراته بشكل مستمر، عن طريق الدورات التدريبية، مما يجعله مميزا ومؤهلا لسوق العمل باحترافية.
- الخطأ الثاني أني ركزت بتخصصي فقط وتجاهلت موهبتي، ولم أعطها نصيبها من الاهتمام، لذا يجب على الطالب أن يهتم ويطور مهاراته ومواهبة بجانب تخصصه، وأن يكون مواكب ومطلع على كل التغييرات الحديثة التي تطرأ على سوق العمل بشكل عام وبمجاله بشكل خاص.
- نقطة أخيرة كنت أجدها بالخريجين الجدد عندما كانوا يبدأون العمل معنا، وهو ينتظر لأن يطعمه زميلة القديم المعلومة بملعقة، ليس لديهم الحافز للتعلم والبحث والمحاولة، يريد المعلومة والخبرة تقدم له على طبق من ذهب وهو جالس، والواقع العملي غير ذلك يجب على الشخص أن يحاول ويبحث ويجتهد ليحصل على هذه الخبرة، لا مانع من الاستشارة طبعا لكن ليس لدرجة التواكل.
ليس لدي الخبرة الكبيرة للحديث عن غمار تجارب وإعطائك خلاصتها، لكني تعلمت الكثير خلال فترة دراستي بالجامعة وتمنيت لو كنت على دراية بهذه الأشياء من قبل.
مهم جداً أن نتعلم منذ الصغر على تحديد هويتنا، على الأقل هذا سيسهل الكثير من المصاعب لاحقاً، فمن السئ أن نقطع أشواطاً في أماكن لسنا جزءاً منها وأن ندرك هذا بعد أعوام من التعب والمشقة فيها، مثلاً لو أنني حددت ما أحب وتوجيه مسيرتي نحوه لكنت قطعت أشواطاً وكنت في وضع آخر، عندما كنت أعرف منذ بضع سنوات أني أحب الكتابة ولدي المهارة في توصيل مشاعري وصوتي عن طريقها، لم أرى الطريق واضحاً من قبل، رغم أني كنت عضو مهم في الكتابة والتسويق في أنشطة طلابية كبيرة، وتمنيت لو أني "حفرت في الصخر " كما يقولون للوصول أسرع.
هناك شئ لم أحبه ولكن سأعلم أطفالي في المستقبل، وهو كيف نحول مادة الرياضيات إلى ألعاب وكيف يستمتعون في تعليمها. المستقبل كله رقمي والرياضيات حجر أساس لكثير من المهن والذكاء.
أن يكون عندي نظرة لما في المستقبل ومواكبة نفسي عليه وتكييف مهاراتي لطبيعة عمل المستقبل هذا أهم ما أود ذكره.
في الواقع أكثر ما يؤسفني في بداية حياتي المهنية هو أنني انخرطت في وظيفة و ضعت جل تركيزي عليها وتناسيت أنه في وقت ما قد أترك العمل بدون رجعة له و العودة إلى نقطة الصفر والمربع الأول. كان من باب الأولى أن أكتسب مهارات معينة. وربما أمتلك مهارة أو حتى موهبة مدفونة تحتاج إلى إخراجها وتطويرها. وهذا لم أكن على وعي به. لِذا أهدرت كثيرًا من وقتي على هذه الوظيفة. واتأسف عليها. لو أخذت هذه الأمور في عين الاعتبار لما انتظرت وقتا طويلًا في الحصول على الوظيفة التالية أو حتى التطوير من نفسي وشخصيتي. وربما سيتكرر معي هذا الأمر في جال لم أفكر في تأسيس مشروع خاص. فيبدو أنّ هذه الفكرة تراودني في المرحلة المقبلة وربما من الآن.
أيضًا في في عمل آخر، كنت اعتقد أن بعض زملاء العمل يمكن الوثوق بهم. وهذا من أكبر أخطائي. فمثلًا عندما واجهتني مشكلة معينة تجاه مكان العمل، أخبرت زميلتي بهذا الأمر. وفي النهاية وجدت الخبر موجود عند الادارة. مسؤول العمل تواصل معي. أخبرني أنه كان من باب الأولى أن أتحدث معه حول المشكلة وليس مع الزملاء. اعتقد أنه مع الحق في كل ذلك.
أيضًا ثمة أشياء أخرى ندمت عليها هو عدم موازنتي بين حياتي الخاصة والعمل. إلى جانب جلد الذات عند الوقوع في خطأ مهني. أي نعم يجب أن أراجع نفسي ولماذا وقعت في الخطأ ولكن في الحقيقة أمارس الجلد بشكل ملفت.
بالرغم من كل الإخفاقات التي مررت بها في بداية مسيرتي المهنية إلا أنني لم اندم على شئ، ولو أخفقت في بعض المسائل إلا أنني مدينة لها بالكثير ولولاها لما إنتبهت وطورت من نفسي من عدة جوانب.
- أخفقت في البداية عندما إخترت وظيفة لا تمس صلة بتخصصي ولو عادى بي الزمن لما إخترتها، ولكن الجيد أنني لم أتأخر وقمت إستقالتي فيها.
- اخفقت عندما لم أبحث جيدا عن وظائف لها علاقة بتخصصي وإختصرت نظرتي في النظر للعمل في محيطي وفقط.
- وأهم شئ انني لم أغتنم الفرصة بعد التخرج وذهبت للعمل خارج الوطن وأجلت التفكير في الأمر عدة مرات.
التعليقات