القناعة مثلها مثل السعادة لا تشترى
بل تكتسب
باختصاار : كيف نحصل على القناعه
دعنا أولًا نتفق بأن القناعة هي الشعور بالسعادة فيما نمتلكه بالفعل في حياتنا، فنحن نشعر بالرضا بما نملكه وهذا يكفي لأن نصل إلى مرحلة السعادة.
عموما القناعة تاتي من خلال الشعور بالامتنان لكل ما هو جميل في خياتنا، عدم مقارنة أنفسنا بالآخرين، عيش اللحظات السعيدة في حياتنا.
تعجبني مقولة سقراط عندما قال: "من لم يكتف بما لديه لن يكفيه ما سيحصل عليه"
القناعة هي أحد أسباب السعادة
فهناك كثر مما يعتقدون أن القناعة تعني القبول بالدون، وإماتة الطموح، وهذا ليس المعنى المقصود منها، بل المقصود تهذيب للطمع والجشع، ومن أهم الوسائل التي تزيد من القناعة هي:
الإيمان والتسليم بقضاء الله وقدره، وأن تكون على يقين أن الله سيمنحك ما فيه الخير لك دوما.
التوقف عن المقارنة مع الآخرين.
الاستمتاع بصغائر الأمور، وتحسس النعم البسيطة مهما كانت والتمتع بها.
دراسة النفس بشكل كاف، وتعامل مع الفشل والإخفاق على أنه فرصة ثانية للنجاح.
حسنًا اعترف بأن حياتنا مليئة بالضغوطات والمنغصّّات ولكن ألا يوجد جانب مضيء بها؟ قد يتمثل في قضاء وقت مع العائلة، الأصدقاء، حتى مجر التأمل في الطبيعة والجلوس تحت شجرة قد تشعر بالسعادة. نحن بأيدينا من أن نجعل أنفسنا سعيدين. كما قلت لك في تعليقي الأول، الامتنان وعدم مقارنة أنفسنا بالآخرين كفيل بأن شعرك بالسعادة ولو للحظات.
أولاً ، جرد حياتك الحالية والسنوات السابقة. ما الذي جلب لك على الأقل بعض القناعة؟ ضع في اعتبارك حياتك العملية وعلاقاتك وأنشطتك الترفيهية وتطوعك. هل تريد أن تفعل المزيد من أي من هؤلاء؟
كلمة خاصة عن العلاقات. هل يخبرك "الحكيم" بداخلك أن تقضي وقتًا أطول أو وقتًا أقل مع أصدقاء معينين؟ اي واحدة؟ أي أفراد الأسرة؟
ماذا بعد؟
الآن المشروع إلى الأمام. قد تكون هناك أنشطة لم تقم بها حتى الآن ولكن الإحساس يمكن أن يساهم في حياة أكثر إرضاءً. قد تشمل الأمثلة ما يلي:
الشغل
من وجهة نظري أن القناعة فيها الشمولية والديمومية او الاستمرارية وهي بالفعل جديرة بالاهتمام لأنها توصلنا الى الرضا الداخلي الذي يترجم الى السعادة والنجاح.
القناعة استمدها من قدرتي على الانتقال من جانب التحدي الى الفرص ومن ثم الى القوة فهذا يعني انني مقتنع بما افعله وبما وصلت له. وهذه اسميها ايضا الايجابية ومكافأة ما بعد العناء وهي حافز يمدنا بطاقة نستطيع بها أن نعبر الى مراحل أخرى متقدمة.
وأعتقد في نفس الوقت أن العلاقات السيئة في حياتنا او غرقنا في البيئة والأشخاص السلبيين سوف يشوه قناعاتنا وقناعتنا ويستبدلنا بالنظرة التشاؤمية والاحباطية.
بحمد الله أنا قنوع جداً بما لدي حتي ولو بسيط من نظر غيري، ولكن هنا تكمن الفكرة والحل، أنها ليست بسيطة من نظري أشيائي التي أفعلها فخور بها، أشيائي التي أملكها كافية لإسعادي، ولكن هل هي حقا كافية لإسعادي؟
أنا من يشعر بالإمتنان أنها في حياتي شعوري بالإمتنان يجعلني سعيد، يجعلني أُقدر حتي أبسط الأشياء، وأحمد الله علي وجودها في حياتي.
القناعة هو رؤية قيمة ما لديك، لتمتلك السعادة ومن الممكن أن تمتلك أكثر من ذلك في الأشياء المادية.
الإمتنان يجلب القناعة، " والقناعة كنز لا يفني".
لا تنظر لرزقك غيرك وتحسده أو تقارن بينها وبين رزقك، كلٌ منا لديه رزقاً ليس عند الآخر، وإذا قارنت يوماً فقارن بينك وبين مريض يريد الشفاء، أو قعيد يريد السير أو مرض يسجنك في عقلك لا تستطيع الكلام، قل الحمد لله.
يمكنك الجلوس وكتابة النعم التي أنعم الله عليك بها، وستري حينها الإمتنان، وستشعر حينها بالقناعة.
قرأتُ ذات مرة مقولة أعجبتني لأديب روماني كانت تقول: «إذا كان لديك حديقة ومكتبة، فأنت لديك كل ما تحتاجه.»، وكان ذلك في وقت الحجر الصحي عندما كان الوباء في ذروته، وحينها شعرت بمعناها لأول مرة، فالحياة مليئة بالنعم ولكننا لا نراها ولا نشعر بقدرها إلا عندما نُحرم منها، ومنذ ذلك الوقت وأنا أشعر أن نظرتي تجاه الحياة تغيرت كثيرًا، فأنا الأن أحاول جاهدةً أن أعيش اللحظة وأن أكون ممتنة لكل شيء أمتلكه في حياتي مهما كان صغيرًا.
لذا في رأيي نحن من نختار ما إذا كنا سعداء أو لا، والسر في هذا يكمن في الرضا بما نملك، ولكن في نفس الوقت، أعتقد أيضًا أن الرضا ليس مسألة تتعلق بالاكتفاء بوضعنا في الحياة والتسليم به فقط وعدم محاولة تحسينه أبدًا، ولكن هو يتعلق بكوننا راضيين عما نملك مع محاولة تحسين وضعنا في الحياة بشكل دائم بغض النظر عن مدى سعادتنا.
بالرضا يا صديقي.. القناعة لا تأتي إلا بالرضا..
والرضا لا يعني الاكتفاء بما لديك.. بل بأن تحاول دوماً تحسين نفسك ووضعك على أن لا تكون الشكوى هي الأسلوب الوحيد الذي تنتهجه إذا ما ضاقت الدنيا وضيّقت الخناق..
فنحن نملك من الخير الكثير.. أكثر من سوانا وإن كان هنالك سوانا لديهم الأكثر..
والله يعطي ويأخذ.. فليكن الشكر على العطاء دائم، والدعاء بديمومة الخير لا حجبه.
والرضا لا يعني الاكتفاء بما لديك.. بل بأن تحاول دوماً تحسين نفسك ووضعك
وان كان تحسين الوضع قد طاال انتظاره ؟ والصبر قد مللنا
وان كان تحسين الوضع قد طاال انتظاره ؟ والصبر قد مللنا
سأخبرك بأمر... أصيب والدي بنزيف دماغي.. بات والدي عاجزاً يعاني (ربي يشافيه ويعافيه وكلّ مريض يا رب).
تصاب أمي كثيراً بذلك الضعف واليأس.. فتصبح كطفل صغير يبكي..
لا أجد ما أقوله لها سوى: هل بيدنا شئ؟؟
فتجيب لا..
فأقول لها: طالما نحن عاجزون، فضعي الأحمال على مَن لا يُعجزه شئ، فلا خيار بأيدينا سوى انتظار رحمته.
وذات الأمر أقوله لك.. نحن نفعل ما يجب علينا فعله، حتى لا نكون مقصرين بحق أنفسنا، وحتى لا يأتي يوم نقول لو أننا قمنا بكذا.. أو فعل كذا..
لكن نجاح الأمر وفشله، وصول الفرج وتأخيره، حصولنا على ما نتمناه أو حرماننا منه.. هو أمر لا تملكه أيدينا.. ولا نملك الاستفسار عنه لأنّ البادي لنا هو فقط ما نعلمه والمخفي لا يعلمه إلا مقدّر الأقدار..
لذلك يا صديقي.. نرضى بأقدارنا على أوجاعها لأننا لا نعلم أي عبء كبير قد يكون مقدّر لو لم نرضى.. فلسنا نعلم أي شرّ قد يكون أشرّ مما نظن أنفسنا فيه..
وبعد الرضا نبحث عن الخيارات التي يمكننا فيها تحسين أنفسنا أو مستوانا أو تلك المتاحة أمامنا فقط لنخرج من دائرة العتب واللوم على أنفسنا.. وبعد ذلك لا نملك سوى الانتظار عند مَن لا يُعجزه من الأمر شئ.
التعليقات