هناك مقولة تقول: "الكتمان أشبه بالنزيف الداخلي لا يلاحظه أحد .ولكن ألمه يرهق صاحبه حد الهلاك "فمما لا شك به أن التنفيس عن مشاعرنا يعطينا شعورًا بالراحة النفسية وسعادة حقيقة، لهذا ارتأيت معرفة تجاربكم في البوح عن مشاعركم السلبية؟ أم أنك من الأشخاص التي تكتم ما بداخلها؟ وما رأيك بالمقولة؟
الكتمان نزيف داخلي يؤلم صاحبه ويرهقه كثيراً، ما هي تجاربكم مع البوح بمشاعركم؟
هذه المقولة حقيقية جدًا. بشكل شخصيّ فأنا أتبع هذه الطريقة دائمًا مع المقربين على الأقل حيث أبوح دائمًا بمشاعري وأشجعهم على فعل المثل. وجدت أن هذا مما يقوي العلاقات بيننا ويجعلنا نفهم بعضًا أكثر ويقينا من فخ الإفتراضات كما يساعدنا على الحصول على الدعم الذي نحتاجه في مثل هذه المواقف.
ولكن بصراحة ما زاد عن حده فقد انقلب ضده. واجهت مشكلة في الصراحة المبالغ فيها حيث كنت أحكي جميع المواقف الصغيرة التي تمر بي فجعل هذا الجو دائمًا سلبيًا وقد كان تصحيح ذلك عن طريق أن أعبر فقط عن الأحداث الكبرى والمشاعر السلبية المتحكمة وبالطبع ما أرى أنه قد يخص المتلقي. ساعد هذا التوازن على عودة الأمور لمكانها الصحيح بدون كتمان.
كنت أحكي جميع المواقف الصغيرة التي تمر بي فجعل هذا الجو دائمًا سلبيًا وقد كان تصحيح ذلك عن طريق أن أعبر فقط عن الأحداث الكبرى والمشاعر السلبية المتحكمة
تعلمت في حياتي أن الحديث عن بعض الجوانب يفسدها وان اضطررنا للحديث عنها فيكون باختصار شديد ومكثف بححيث نحتفظ بالتفاصيل ونقدم فقط عناوين كبيرة فان لزمت التفاصيل فلكل وقت آذانه وبهذا تمكنت الاحتفاظ بالأمور بجانبي وألا أترك نفسي في مهب الريح او مضغطة عند الاخرين.
من جانب آخر فليس كل ما يسمع يقال وليس كل ما يقال حقيقة .. بهذا يمكننا ان ننجو من الجروح التي قد نسببها لأنفسنا بسبب عدم قدرتنا على تقدير الأمور بداية وندفع ثمنها لاحقا.
أتفق مع هذه المقولة، وبشدّة. المسألة في رأسي تشبه عمليات تفريغ الطاقة، حيث أن الطاقة المختزنة دون تفريغ داخل نظام محكم الإغلاق لا ينتج عنها في النهاية سوى الانفجار. خريطتنا الذهنية والسيكولوجية تعمل بالكيفية نفسها على المستوى المعنوي، حيث أن الكتمان ودفن الذكريات والأزمات دون أي تسرّب في وقتٍ ما، دون أي إراحة ذهنية أو عمل مستمر على التخفيف يؤدي في نهاية الأمر إلى انفجارنا، إلى انهيارنا العصبي أو النفسي أو كلاهما، والذي في النهاية قد يكون له أضراره الجسدية أيضًا.
بعد العدوان في 2014 خضعنا كفريق أول في العمل الطبي لدورات في التفريغ النفسي .. كان الهدف هو تفريغ الذاكرة من الأحداث وعملية تجديد للطاقة والقدرة على العمل وبالتالي نعم كما تفضلت المسألة في رأسي تشبه عمليات تفريغ الطاقة، حيث أن الطاقة المختزنة دون تفريغ داخل نظام محكم الإغلاق لا ينتج عنها في النهاية سوى الانفجار.
لذا يجب ان ننقذ أنفسنا من الانفجار الداخلي بعملية تفريغ مدروسة وأي عملية لاستحضار الحدث يعني تقديمه وتفكيكة وبهذا نخفف الثقل على مركز الذاكرة بما ينعكس على نفسيتنا وسلوكنا وعدم وقوعنا أسرى ما يقع لنا أو نقع فيه.
الكتمان هو موت بطيء للقلب والشعور، لقد كنت سابقا كتومة وأكتب أحيانا لكن أخاف أن يطلع عليها أحد، ثم مع الوقت لجأت للتدوين اليومي ومع الوقت أصبحت شجاعة في الإعتراف والتعبير عن مشاعري.
وحاليا أنا الآن قادرة تماما على الإعتراف بمشاعري وأرى فائدتي من البوح، قبل كل شيء طبعا مع مراعاة مشاعر الآخرين.
هناك كتمانا للحفاظ على أنفسنا من الغرق في التفاصيل. وهناك كتمان كي لا ننجرف مع أمور قد نتورط فيها.
ولكن هناك جوانب يجب ان نبوح فيها باساليب مختلفة ومنها مثل ما تفضلت: التدوين وكتابة المذكرات والأفكار فهي عملية فضفضة وتفريغ ذاتي يمكن ان تفيدنا في تجزئة الأمور او رؤيتها من جانب آخر وفلسفتها بحيث يكون تأثيرها أقل ضررا علينا ان ننزع منها ما نتجب أن يفسد عليها الامور.
نعم .. و بلا تفاصيل أخرى و شرح و تأويل ..المقولة صحيحة بنسبة 100% .
لا أجد إضافة أكتبها فالجملة لخصت كل شيء .
البوح بالمشاعر صحيح أنها تعمل على طرد الطاقة السلبية لكن من ضمن عيوبها أن هذه المشاعر قد تعتبر أسراراً ومما لا ينبغي البوح به،
وسيتبادر إذاً إلى الأذهان تساؤل مهم الآن وهو أنه كيف يتم التخلص من هذه الطاقة السلبية دون البوح بهذه الأسرار لأحد، والجواب هو أن قيام الفرد بكتابة كل ما يضايقه على الورق يخفف كثيراً من الضغط الواقع عليه، هذا أمر غاية في الأهمية،
والأمر الآخر والأهم وهو أن الشكوى والمناجاة الحقيقية والأفضل تكون لله، فمن خلال التحدث بكل ما يضايقنا مع الله سيساهم هذا كثيراً بلا شك في القضاء على مشاكلنا بالتأكيد.
مع المقولة بالتأكيد، وليس أشبه فقط، وإنما هو حقا نزيف داخلي، كم من أمراض لمت بالفرد جراء صمته وجعل تفكيره بالتفاصيل الأمور حتى ولم تم ذات أهمية، الكتمان الداخلي قد يصل الى حد الوسواس والقهر، الإنسان كما زاد نسبة صمته كلما إرتفعت نسبة تعرضه لإنفجار وإرهاق نفسي شديد في يوم من الأيام.
مرة سمعت طبيبة نفسية تقول بأن بعض الكدمات التي تظهر على جسم الإنسان أحيانا يكون سببها الكتمان وعدم تفريغ بما يجول في خاطر الإنسان، لذلك، حتى ولو لم يجد الشخص من يبوح له، فلا بد أن يكتشف شئ يساعده على تفريغ شحنات السلبية.
لذلك برأي الكتابة العلاجية التي لا تكون تهدف في الغالب لشئ محدد سوى أن الفرد يفرغ تفكيره، وأيضا ممارسة الرياضة تساعد في التخلص من الأفكار السلبية.
الأمر يعتمد و محير جدا بالنسبة لي،نعم لا شك أن الكتمان مؤلم و مرهق جدا،و أعيش بهذا الشعور بشكل دائم لدرجة التأثير على الصحة و ملامح الوجه،مع ذلك أفضل عدم البوح،ذات مرة واجهت مشكلة هي أصعب مشكلات حياتي،أدت لتراجعي بشكل واضح و كان الناس يستغربون بشدة أسباب هذا التراجع و ينتقدونني عليه و يفسرون ما يحصل معي تفسيرات لا علاقة لها بالواقع،أخيرا بحت بمشكلتي ليس من أجل أن أشكوها للناس أو أحصل على التعاطف بل لأنني وجدت أنه مر وقت طويل لم أستطع حلها و لعل من حولي أكثر خبرة مني و أكبر سنا و يقدمون لي حلا أو اقتراحا واقعيا أستفيد منه بالفعل،لكن بصراحة لم أستفد أي شيء،و ندمت بشدة على بوحي بهذه المشكلة،و لم يقدم لي أحدا أي حل بل مجرد كلام فقط،ظللت لوقت طويل جدا محافظا على تماسكي بأن أكون صندوقا مغلقا لا يعلم الآخرون ما أفكر فيه و ما يدور في ذهني و لا أبوح لأحد بطريقة تفكيري لكن خسرت سمة أساسية من سمات شخصيتي،و فوق ذلك لم أستفد شيئا،لكن تعلمت درسا في الحياة،الشعور بأن الناس يقفون لجانبك لن يحل مشاكلك و الناس لن يقدموا لك الحلول و لن يحلوا مشكلتك و لا يهمهم ذلك،مهما كانوا مقربين إليك لأنهم هم لهم حياتهم الخاصة التي يهتمون بها،الأفضل أن تحتفظ بمشاكلك لنفسك و تحلها،أو تذهب لشخص هو فعلا يحل مشكلتك و ليس بالكلام
الشعور بأن الناس يقفون لجانبك لن يحل مشاكلك و الناس لن يقدموا لك الحلول و لن يحلوا مشكلتك و لا يهمهم ذلك،مهما كانوا مقربين إليك
مؤلم هذا في الوقت الذي تشير كثير من الدراسات الحديثة أن غالبية المشكلات يتم حلها عبر التفكير الجماعي والمجموعات. أعتقد أن هناك بعض الأمور يجب بالفعل على الشخص تعلم ايجاد حلول لها قبل عرضها على غيره .
التعليقات