مع انتشار الميتافيرس بشكل مبدأي، يبدو أنها ستكون موجه فقط للاستخدام الشخصي والترفيهي، ولا يبدو أنها ستكون ذات فائدة حقيقة في مجال المال والأعمال، فهل يمكن للشركات والمؤسسات الاستفادة حقا من هذه التقنية؟ وما هي الاستخدامات الأخرى التي يمكن أن تدخل فيها الميتافيرس؟
كيف يمكن للشركات الاستفادة من الميتافيرس؟
سؤال جيد دافع للتساؤل فعلًا وعند قراءتي له افترضت مثلًا لو أن لدي شركة تصميم معماري أو تصميم سكني سأحاول أن أصنع نسخة في الميتافيرس منها بحيث يستطيع الناس الدخول وتجريب المبنى أو المنزل أو أيًا كان التصميم قبل أن يتم تنفيذه في الواقع وربما يعيشون فيه أيضًا بل ربما قد أبيع تلك النسخ الإلكترونية بحيث تكون مملوكة لشخص هناك كتصميم لمنزل يتمنى أن يعيش فيه في الواقع!
إذا كان لدي شركة تبيع منتجًا على سبيل المثال سأحاول توفير هذا المنتج بشكل إلكتروني أيضًا وتوزيع نسخ إلكترونية منه تقرب الناس من الواقع أكثر وربما أصنع مكانًا كمدينة تتألف من هذا المنتج فقط يمكن للزوار أن يعيشوا فيها التجربة كاملة والاستمتاع بسعر مخفض أو مجانيّ.
إذا كان لدي شركة مختصة في السوفتوير والتقنية فستكون تقنية الميتافيرس جنتي! سأصنع نسخًا أفضل من التطبيقات وربما أضيف الكثير من الأشياء الرائعة للميتافيرس مصحوبة بعلامة الشركة حتى يرى العالم تقنياتها وتعلو صورتها في العالم الإفتراضي.
هذه افتراضات بالطبع فلا نعلم كيف سيكون الأمر ولكني واثقة أن أصحاب الشركات لن يغفلوا هذه الجزئية وسنجد الكثير والكثير من المفاجئات في المستقبل.
على أي أساس حكمت أنها غير ذات فائدة في مجال المال والأعمال؟
تقنية الميتافيرس هو تطور تسلسلي ومتوقع للتكنولوجيا, والانتقال لل3D هو أمر حتمي شئنا أم أبينا. وماهي إلا بضع سنين حتى يصير للجميع تواجد بتقنية 3D على العوالم الافتراضية سواء من أشخاص حقيقيين أو معنويين, تماما كما يتواجد الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي من شركات ومنظمات وأفراد.
على أي أساس حكمت أنها غير ذات فائدة في مجال المال والأعمال؟
لا أعلم حاليا غير ذلك، هل لديك أنت معلومات عن دخولها في هذا المجال؟؟
هو أمر حتمي شئنا أم أبينا
هناك 2 مليار أنسان في الصين لا يستخدمون فيسبوك، وهناك مليارات الأشخاص لا يلعبون ألعاب الفيديو، وهناك أيضا أشخاص لا يستخدمون تيك توك رغم انتشاره، لذلك ليس بالضرورة أن يتجه الناس لاستخدام الميتافيرس، كما أن المقارنة بين تقنية تسهل عملية التواصل بين الناس وبين تقنية لا تقدم فائدة حقيقية هي مقارنة خاطئة.
بالمناسبة تذكرت هنا تصريح إيلون ماسك منذ فترة حينما قال أن الناس يبالغون في تقدير أهمية الميتافيرس، وما هي إلا تقنية واقع معزز موجود منذ سنوات، فقد انتشرت الميتا فيرس قبل سنوات من اعلان مارك زوكربيج، وهناك فعلا عوالم افتراضية موجودة، ولكن ما فعله مارك هو استخدام الدعاية للإعلان عن منتجه الخاص.
لا يوجد منتج بالمجرة يستخدمه كافة البشر, حتى السيارات لا يستخدمها الكل والطائرات لم يسبق للعديد ركوبها والملايين بدون هواتف ولا حتى ثلاجات بالمطابخ... نحن نتحدث عن مسار التطور التكنولوجي وليس عن إحصاءات الاستخدام, لقد كان البشر يستخدمون التيلغراف ولكن التكنولوجيا تطورت فتحولنا للفاكس ثم للرسائل الرقمية, كنا نركب العربات التي تجرها الأحصنة ثم القطار البخاري ثم السيارات بالمحرك .... كان البشر يحمضون الصور بالمختبرات فتحولنا للصور الرقمية, كنا نستخدم الكاسيط الآن انقرضت.
كذلك الانترنت شهد موجات تطور من web 1.0 الجامد الذي كنا فيه مجرد متلقين ولم يكن لنا تواجد على الانترنت إلى web 2.0 و web 3.0 حيث صار لنا تواجد وصار بإمكاننا إجراء محادثات كالتي نجريها الآن أنا وأنت, وصار من الممكن إجراء لقاءات عن طريق zoom والآن كتطور تسلسلي سيصير لنا تواجد ب3D. هذا تسلسل منطقي وهو ما قصدته بالحتمي.
هذا تقرير لصفيحة Business Insider العالمية منذ بضع ساعات بخصوص الميتا فيرس، وقد عرضوا فيه لقاء لاحد أشهر مدراء التكنولوجيا في العالم، ويقول التقرير أن الميتا فيرس تم اختبارها عدة مرات في السنوات الماضية وكانت دائما فاشلة وغير مرغوبة من الناس، ولفت انتباهي أحد التعليقات على موقع ريديت في أن الأمر اشبه بارتداء جاهز الكمبيوتر الخاص بي على وجهي ثم الذهاب للقاء أصدقائي!
هذا أمر طبيعي لأنها في طور التطوير والتجريب, فعندما نطور تقنية ما ستكون بداياتها التجريبية سيئة لا تنتظر أن تخرج لنا التقنية خارقة منذ أول طرح لها بالسوق, فحتى فيسبوك ليس أول موقع تواصل بل سبقه العديد من المواقع وبعضها كريه وفاشل.
يجب التمييز بين الشركة وبين التقنية, قد تفشل شركة مارك وتتولى شركة أخرى اكتساح السوق, تماما كأي تقنية أخرى, فمثلا شركة apple ليست أول من اخترعت السمات فون, بل الفكرة كان لها وجود قبل 2007 ولكن ستيف جوبز من أنضجها وأوصلها للعالمية.
امنح لخيالك الحرية وتخيل أي مجال بعالم المال والأعمال يمكنه الاستفادة وفق تخصصه من الميتافيرس فمثلا ستفيد هذه التقنية الشركات بالاجتماعات عن بعد.
أيضا ستضيف إضافة قوية لعالم الموضة والملابس أونلاين، فيمكن للعميل أن يرتدي الملابس ليرى إن كانت تناسبه أم لا، تخيل ربماأغلب من لا يرغب بالتسوق أونلاين كان بسبب أنه ليس متأكدا إن خياره مناسب، وسيلة مثل هذه ستنشط التجارة الإلكترونية بشكل كبير.
ولا ننسى مجال التعليم، وكيف يمكن للميتافيرس تحويل التعليم عن بعد لتجربة أكثر تفاعلا وأكثر إيجابية.
وبالرعاية الصحية أيضا، يمكنه أن يوفر طرق سهلة لتدريب الأطباء بعيدا عن أي مجازفة، كما أنه يمكن استخدامه للعلاج بالتعرض وهذا من أنواع العلاج السلوكي لاضطراب ما بعد الصدمة.
مجرد أن تكون التنقية مكتملة وتبدأ الشركات بتبني التقنية والعمل على تطويرها سيكون كل شيء ممكنا برأيي
يبدو أنها ستكون موجه فقط للاستخدام الشخصي والترفيهي، ولا يبدو أنها ستكون ذات فائدة حقيقة في مجال المال والأعمال
على العكس تمامًا أعتقد أن الشركات ستسعى للدخول إلى عالم الميتافيرس واستغلاله في التسويق أو فهم آلية البيع والشراء التي يفضلها العملاء.
هناك بعض الشركات الكبرى بدأت بالفعل في التخطيط مثل شركة نايكي على سبيل المثال، التي تعمل حاليًا على إنشاء قسم لتطوير منتجاتها داخل الميتافيرس.
وكذلك قامت منصتي كيوكوين و كوين تيليغراف للعملات الرقمية بالدخول في الميتافيرس، وهناك شركات أخرى تنوي ذلك.
ما زال الأمر في بدايته، وبحلول عام 2025 أعتقد أن الميتافيرس سيكون أمرًا مستغلًا من قبل العديد من المؤسسات وليس الأشخاص فحسب.
التعليقات