كيف ترون حال اللغة العربية، هل ما زالت تنعى نفسها أم هي قوية أم تُحتضر بالفعل؟

فهي لا تلد مفردات علمية تواكب العصر بزعمهم؛ فهي ليست لغة علم ولا علوم!

أكل الدهر على هذه الحجة وشرب، لو قيلت في بدايات القرن الميلادي الماضي لَكَان لها بعض الوزن، لكن في يومنا الحالي هي لا وزن لها وحجة عقيمة.

ومعاجم وقواميس المَجْمَعَيْن دمشقَ، والقاهرة، فيها كل المصطلحات التي تريد وأكثر، وتزيد تنوعها ما تنتجه المجامع اللغوية في المغارب والخليج.

والمصطلحات العلمية لا يضرها في البداية أن تكون مركبة من كلمات لأنها مصطلحات متخصصة ولا يستعملها المجتمع في أحاديثه اليومية في أي لغة.

والجامعات الدمشقية تدرس الطب بالعربية تماما، فعل مستوى الأطباء السوريين أقل من غيرهم في العالم؟ لا بل المهاجرون الآن يعملون في أرقى المستشفيات!

يمكنك أن تكتب العلم حتى بالهيرغليفية، ويمكن لمن يتحدثها أن يتعلمها دون نزول مستواه بل لو كانت لغته الأم لعَلَا شأنه

واتهام العربية بالقصور هو جُرْمٌ لأن الله تعالى اختارها لحمل كتابه الكريم، فكيف تُتهم بالتقصير؟

الناطق بها هو المجرم إذا لم يستطع التفكير.

وبالطبع من الإجرام الأبوي تعليم الطفلة الإنجليزية أو الفرنسية وهو لايزال يرضع أصابعه ويمصها ولا يلقي بباله نحو العربية ألبتة!

العربية بوابة الدين، وثقافة الأم وتاريخها، و الإنجليزية وغيرها ليست لغات محايدة بل هي لغات محملة بثقافات قومها.

أنا لست ضد تعلم لغات أجنبية (أنا نفسي لغاتي العربية أولا والإنجليزية ثانيا وجزئيا الفرنسية)

بل قد يكون أمرًا مطلوبا لكن لكل مقامٍ مقالٌ ولكل شيء وقت!

وسيحاسب من ترك ابنه دون تعليمه العربية ليتعلم القرآن ويفهمه مع قدرته على ذلك.

-- لا علاقةَ لي باللسانيات لا من بعيد ولا من قريب ما تقرأه تحت رأيي الشخصي وتحليلي فقط.

أسماء لتلك المخترعات؟!

هنا أقترح جعل الأسماء العامية (لأنها تأتي من لفظ الناس فهي أسهل للتبني وتصير بديهية) موافقة لقواعد النطق العربية (منع الابتداء بساكن\التقاء الساكنين\منع كتابة المصوتات (vowels) القصيرة حروفًا (علامات الشكل تعوضها)) أحسن من كتابة الاسم الأعجمي من لغته بالحرف العربي فقط، وهي لا تُشارك (الأعجمية) العربيةَ في شيء عكس الدارجة.

وكذلك تعريب حقيقي للأسماء الأعجمية فمثلا:

تلفاز تعد كلمةً عربيةً رغم أن أصلها فرنسي\إنجليزي، لأن جذرها رباعي: ت-ل-ف-ز ويمكن صياغة باقي الكلمات على وزن الأفعال: (الآلة-مِفْعَال) = تِلْفَاز، (القيام بالفعل) تُلْفَز...إلخ (وهنا مثلا streaming يمكن ترجمتها بالتلفزة، والفاعل streamer ب:مُتلفِز...) وبالطبع تلفاز خير من تلفزيون

كذلك كلمة فِلْتَر كلمةٌ عربيةٌ لأن لها جذرا هو ف-ل-ت-ر ويمكن أن تكون مرادفا لكلمة مُرشِّح، بل ربما بديلا أفضل في حالة تعديل الصور مثلا؟

وبالطبع بعض الأسماء يمكن أن تعرَّب فقط جامدة مثل: الإِنْتِرْنِتّ(تاء مشددة) و النِّتّ

طبعا أنا لا أدعو لاعتماد التعريب اللفظي كاملا فذلك سيجعل اللغة تبدو في غُربَة، والأفضل أنْ نأخذ بتعريب المجامع وتقعيد وقياس الكلمات العامية ثم النظر في كيفية تعامل اللغات القريبة معجميا من العربية مثل الفارسية والأردية والعبرية( أنا مسلم وضد الاحـ.تلال)، ثم إذا كانت صعبةً نعَرِّب الاسم الأعجمي ولا نقتصر على الإنجليزية كما يفعل المشارقة والفرنسية كما يفعل المغاربة!

فمثلا أُفَضِّلُ -المجلس- بدل العبارة الطويلة السقيمة اللئيمة -قاعة\غرفة الاستقبال-!

و-هاتف\جوال- أفضل من فُون.

....................

أمر آخر: بدأ في الانتشار هذه السنوات هو الإخلال بقواعد النطق\الخط العربي!

تُتَجاهل الشكلات (والتي تمثل أحرفًا -مصوتات- قصيرة) وتكتب الكلمات بحرف عربي إلا أن النطق وطريقة الكتابة أعجميتان!

وهذا الأمر ينزع من العربية ميزات عديدة أبرزها أنها (تنطبق ما تكتب وتكتب ما تنطق -phonetic-)

فمثلا:

Europe النطق الصحيح في نظري أُرُبَا\أُرُبَة (بالبكاء وليس پ ولكن يمكن التغاضي عن هذا في سياقنا-وللتفريق بينها مثلا وكلمات جذر أ-ر-ب يمكن كتابتها -أوربا-

لكن النطق والكتابة الخاطئة هي أوروبا.

ويمكنك ملاحظة هذه الظاهرة المستشرية المنتشرة، في كل مكان في الإعلام المؤَسسي، والأفراد المستقلين (صناع المحتوى)..

فمثلا:

بَدَلَ سيارة ماكلارين حيث تكتب حروف صامتة لا تُنطق الكتابة\النطق الصحيحين هي مَكْلَرِنّ أو مَكْلَرِين.

............

أنا أشارك في إحياء الفصحى، وأحتسب ذلك لله عز وجل، وذلك من خلال غرسها (وليس تعليمها) للأطفال في العائلة حيث أتحدث وأرد بالفصحى فقط.

وهنا هم يكتسبون الفصحى فطريا ويمكن لهم بعدها تعلم -أو حتى عدم تعلم- النحو والصرف وغيرها من العلوم العربية الشريفة، لأنهم أصلا اكتسبوا اللغة فطريا بالممارسة طبيعيا مثلما يحدث في جميع أنحاء العالم ما عدا نحن! ويمكنهم القراءة والفهم بمجرد تعلم الإملاء ويمكنك أن تتخيل الفوائد الجمة من هذا سواء في الدراسة أو طريقة التفكير!

-يكفي أن يفعل هذا فرد واحد من العائلة لكن مع التزام-

ويمكنك مشاهدة نتائج عملية في يوتيوب من خلال البحث عن:

د. عبد الله العدنان.

 فهل ترون أننا أحوج إلى الحفاظ على اللغة العربية من أي عصر مضى؟ ولماذا؟

بكل تأكيد يا صديقي فنحن أحوج ما يكون للحفاظ علي لغتنا والعمل علي تقويتها فهي لغتنا الأم وبها تاريخنا وعليها سيكون مستقبلنا، ولاكن للاسف ضعفت ولأسباب كثيرة أبرزها في نظري قلة المصادر والمراجع العلمية، أتذكر في هذا الصدد حينما تواجهني مشكلة ما في كتابة كود برمجي من الصعب جدا ان تجد مصدر عربي يتناول حلول المشكلة ولاكن من السهولة المطلة مصدر عربي وربما كان القئمين علية عرب في الاساس هذه مشكلة حقيقة لماذا لا نعمل علي تقوية مكتبتنا العربية وثقلها بالمصادر والمراجع العلمية المتخصصة وكل في مجالة وتخصصة، أمر أخر أريد التنوية عنه عن المصادر العربية الإلكترونية إذا وجدتها سيكون سيكون مصدرا مليئ بالإعلانات يخبرك بان تتصفح وتنظر الي هذا وما رايك في هذا!!! قمة العشوائية التي نجدها في كثير من مواقعنا العربية.

نحن بحاجة حقيقة الي مصادر علمية متخصصة وأفضل أكثر تلك المصادر الرقمية وكل في مجالة يقدم ما وسعة التقديم.

قد عجّلت بسؤالك طرح كنت أبني له العُدة 😃.

نريد حلول عملية جزرية وفرعية يا خالد، حلول قوية أراها قد بدأت تُشرِق، ولكن طالما أن هناك تواجد لمثل ما بالصورة ونتجاهله بدلاً من وضع حدود له فلن يتغير الأمر كثيراً.

تلك ويكيبديا أثناء التجول حول أحد علماء الحفريات المصرين البارزين في العالم، ماذا وجدت؟

وجدت ويكبيديا (الأمريكية) تقول بأن للغة ذلك العالِم هي اللهجة المصرية، على أساس أنها للغة وأن العربية باذنجان!

وبالتعمق في الأمن الدولي والسياسة تفهم ما التدرج المراد الوصول إليه بتلك الفِعلة الكامنة بين أضلع حروب الجيل الرابع حيث سبقها أفعال أخرى كطباعة كلمات إنجليزية على ملابسنا لدرجة مشمئزة (فهل هذا بالاتفاق مع أصحاب المصانع وإعطائهم المال؟ أم بجهل منهم؟ أم باتفاق وجهل معاً؟)

ولكن لم يهمد عقلي حتى بعثت بطلب تعديل ذلك الأمر حيث ويكيبديا تُتيح اقتراح التعديلات وبعد مراجعتها إما القبول أو الرفض

المهم قبلوا التعديل وهذه هي النتيجة:

أيضاً منذ شهرين إلى ثلاثة على التقدير لاحظت أن أي تنقيب عن المعلومات حول مصر يظهر مكتوباً باللهجة العامية وبالأخص في ويكيبيديا. مقصودة بالتأكيد.

وجاءني خاطر وأنا أكتب هذا الرد الآن بأنهم يفعلون ذلك ويحاولون أن تسود اللهجات المشهد في الوطن العربي لأجل اعتماد وتقوية مبدأ فرق تسد الذي ترفعه أنظمة الغرب المتصهين كشعار خلف القناع، لأن اللغة العربية تصنع أرضية مشتركة بيننا كمواطنين دول عربية وإسلامية صنعت حدودها جهات كانت يوماً ما جائرة في الأرض (ومازالت تتشبث حتى لا تسقط في البركان فتفنى)

ولكن خلاصة الأمر أنه بتحركنا في الجامعات وطلب تدريس المناهج باللغة العربية وخاصة في الكليات العلمية وتقديم مقترحات للجامعات بحلول وغيرها (فعلتها في أحد كليات العلوم) مع تحركات على أصعدة أخرى سيحرك المشهد في صف اللغة العربية.

يرى حافظ إبراهيم وغيره من متقني اللغة العربية أن المشكلة تكمن في عدم احتوائها للمصطلحات العلمية الجديدة أو بمعنى أصح قدرتها على احتوائها بدون أن نفعل نحن ذلك، وأرى المشكلة في الواقع في كوننا ننظر إلى اللغة العربية على أنها لغة قديمة.

فالعديد من الأهالي الآن مثلاً يميلون لتعليم أطفالهم الأنجليزية قبل كل شيء وربما كان ومازال ضعيفًا في اللغة التي يتحدث بها.

ربما تحت دعوات أنها لغة العلم أو المستقبل، ولكن في الواقع لا أرى الحل في تعريب العلم بل في وضع اللغة العربية في مكانة غير مرتبطة بالعلم وتقلباته وقبولها في حد ذاتها.

لذلك أرى فعلاً أن اللغة العربية تستغيث وعلينا أن نقدر قيمتها ونهتم بها قبل أن نفقدها إلى الأبد.

ولكن اللغة العربية ليست وحدها المشتركة في ذلك، في هذا السياق أتعتقدفي المستقبل(ربما البعيد)وبما ان العالم يتحول لقرية صغيرة يومًا بعد يوم أنه قد يتحول كل الناس للحديث بلغة واحدة جامعة؟

فهل ترون أننا أحوج إلى الحفاظ على اللغة العربية من أي عصر مضى؟ ولماذا؟ 

لا أجد أن الأمر بهذه السوداوية، ففي الوقت الذي يطوي به بعض العرب صفة اللغة العربية أو لا يكترثون لتذوقها كما سبق؛هناك الكثير من الأجانب يبحثون عن الوسيلة التي تيسر عليهم تعلم هذه اللغة وقد تعاملت مع رياديات أعمال يقمن بتعلم الأجانب اللغة العربية من خلال منصتهم الخاصة وهناك اقبال كبير على ذلك.

كما لا اجد أن هناك فائدة من اللغة العربية غير الاستمتاع بتذوق الادب العربي أما العلم والثقافة فإن المحتوى الانجليزي أقوى بكثير وفي مجال العمل اللغة الانجليزية شرط رئيسي ولن تجد أحدًا يشترط اتقان العربية إلا في حال كانت الوظيفة مدرس لغة عربية أو كانت تتعلق بالإعلام أو كتابة المحتوى العربي.

لا يوجد أجمل من شخص يتقن لغات كثيرة ولكنه يقف أمام الحشد ويقول سأتحدث لغة بلدي لأني أحترم وأحب لغتي العربية، ولكن مع الأسف الشباب الآن يتخيلون أن كتابة الفرانكو أو التحدث بالإنجليزية نوع من "البرستيج" ولو كانوا لا يعرفون لا هذا ولا ذاك يخترعوا لغة غريبة يتحدثون بها، ولكن الأسوأ من كل هذا يا خالد هو تشويه اللغة نفسها؛ فمنذ فترة بدءوا يحرفوا كلمة عربية ويأخذوها بمعني أخر تمامًا، والذي بعث محمدًا بالحق نبيًا يومها راجعت كل مقالاتي لأني تذكرت أني كتبتها في مقالة منهم، تخيل المأساة أن الكُتاب والصحافيين مضطرين يمحوا كلمات معينة من قاموسهم لمجرد أن بعض الحمقى استخدموها بمعاني أخرى غير لائقة.

هذه القناة كنز:

تُحتضر اللغة حين لا نُقحمها في المجال العام؛ فلا نكتبها في الإدارة، ولا ندرِّس بها في الفصول الدراسية، ولا نتواصل بها في البيوت وفي الأسواق...إلخ.

ولا يكفي جمع القواميس والمعاجم للحفاظ على اللغة؛ فاللغات -كما يقول درويش- "تموتُ ككلِّ مَن فيها وتُرمى في المعاجم"!