وَالذُلُّ يُظهِرُ في الذَليلِ مَوَدَّةً 

وَأَوَدُّ مِنهُ لِمَن يَوَدُّ الأَرقَمُ 

وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنالُكَ نَفعُهُ 

وَمِنَ الصَداقَةِ ما يَضُرُّ وَيُؤلِمُ

دائماً أقول أن الحياة مزيج من المتناقضات المتلاحقة التي تشكل سلسلة لامتناهية، وهي أيضاً لا تلتزم خط سير واحد، ولا ترتكز على التوقعات.

 لنبحث عن المعاني المختبئة في كلمة "الصداقة" سنجدها متمثلة في الحب والثقة والراحة والقرب، وكلها معانٍ جميلة، فكيف يمكن أن يكون الصديق ضاراً ؟

يخبرنا المتنبي أن الصداقة من الممكن أن تحمل معها معانٍ وحقائق أخرى، حيث يمكن أن يكون ذلك الصديق المفضل هو مصدر أذى وألم لنا، إذاً فلنحاول النظر في الأسباب التي تجعل من الصديق مصدر ألم وضرر لابد من استئصاله من تفاصيل حياتنا، مثلاً دعني أحدثك عن صديق لا يظهر إلا حين مصلحة، وصديق يرتدي مئات الأقنعة في حضورك وغيابك، وصديق يجعل منك أضحوكة أمام الغير، صديق لا يعطي أي قيمة لأحاسيسك، كيف يسمى هذا صديقاً ؟

وهنا أود الإشارة إلى مقولة لطالما تكررت على مسامعي :

"احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة، فإن انقلب الصديق فهو أعلم بالمضرة" فهل توافقونها ؟

حسنٌ وبعد أن تعرفنا على بعض من مضارّ الصديق، فما هي أوجه النفع التي بإمكاننا الحصول عليها من عدوٍّ يكنّ لنا البغض ويتمنى زوالنا؟

يقال أن عداوة العاقل خير من صداقة الجاهل، فربما أكسبتنا هذه العداوة بعضاً من المعارف والخبرات التي نحتاج منها رصيداً لنعيش، ربما كشفت لنا ما خفي، وربما علّمتنا أن لا ننخدع، وعلّمتنا كيف نواجه ونحارب، وكيف نفوز وما هي أسباب الخسارة، ربما جدال مع عدو يكون أنفع من دردشات عابرة مع صديق ليس له مثيل !

أقف هنا لأفسح لكم المجال لتشاركوني آراءكم و تجاربكم حول الموضوع.. هل مررتم بتجربة أضرّكم فيها صديق أو نفعكم فيها عدو ؟