جاملْ عدوَّكَ ما استطعتَ فإنهُ
 بالرِفْقِ يُطْمَعُ في صلاح الفاسدِ

كم من نصيحة تشدد على الحذر من العدو، وكم من نصيحة تعلمنا كيف ننتصر على العدو، فالشراسة مطلوبة أحياناً، وأحياناً أخرى التجاهل، ولكن المجاملة والرفق .. كيف يمكن أن تكون سلاحاً فعالاً في إصلاح العدو ؟

في أبيات قارن فيها الطغرائي بين العدو والحسود، ينصح فيها بمجاملة العدو ومعاملته بالرفق والإحسان علّه يمهد طريقاً نحو كسبه وإصلاحه .. ولكن ما هي المواضع التي يكون الرفق فيها مطلوباً للتعامل مع العدو؟

قد تكون نصيحة الطغرائي صعبة التنفيذ وغير مضمونة، فمقابلة السوء بالإحسان لا تثمر عن تراجع الخصم دائماً، ولكن يبقى الأمر مرهوناً بمدى معرفتك لخصمك وطرق التأثير عليه وكسبه في صفك.

في الجانب الآخرن يوجد الحسود وهو الذي ينصح الطغرائي بالحذر منه أشد الحذر قائلاً في الأبيات التالية:

واحذرْ حسودَك ما استطعتَ فإنه
إن نِمْتَ عنه فليسَ عنك براقدِ

الجدير بالذكر هنا أن التفرقة بين العدو والحسود تكمن في الفرق بينهما ظاهرياً، فالعدو غير متردد في الجهر بعدائه لك ومخالفتك، بينما الحسود قد يظهر لك الود والصداقة ويبطن بداخله شرّ كامن، ولذلك نرى أحكم الشعراء قد حذر من الحاسد وأدانه.

ما رأيكم يا أصدقاء؟