لي صديقة تعاني مع طفلها بخصوص مسألة العند، شديد العند فعلًا ويصل بها إلى حد الجنون، لدرجة أنه يتعمد القدوم نحو الخطر لاستفزازها، كأن يتسلق سور الشرفة، أو يلعب بالسكين، وبالرغم أنني أقدم لها بعض النصائح إلا أنني عندما أحضر المواقف بينها وبين ابنها أجد نفسي عاجزة فعلا أمام عنده هداه الله. أتمنى فعلا أن أجد لها نصيحة تساعدها، فما هي تجاربكم ونصائحكم للتعامل مع العند عند الأطفال؟
ما هي نصائحكم للتعامل مع الطفل العنيد؟
من الأهمية أن تبقى هادئًا وصبورًا أثناء التعامل مع الطفل العنيد، التفاعل بردود فعل عاطفية قوية قد تزيد من تصاعد الوضع بدلاً من حله حاول أن تفهم مشاعر الطفل ورؤيته للأمور، استخدم الإيجابية في توجيهه نحو سلوك أفضل بدلاً من التركيز على السلوك السلبي ايضاً منح الطفل خيارات محدودة يمكن أن يختار من بينها، مما يعطيه شعورًا بالسيطرة على الموقف.
التفاعل بردود فعل عاطفية قوية قد تزيد من تصاعد الوضع بدلاً من حله حاول..
كثيرا ما ألاحظ ذلك، فمثلا عندما أنفعل بشدة تعبيرا عن الغضب أو الإعتراض على فعل ما، أشعر وكأن ابني يستمتع بذلك الإنفعال، بل ويقدم على تكرار نفس الفعل مرارا؛ حتى أعطيه نفس ردة الفعل المنفعلة، تقريبا يشعر أنه نوع من اللعب معي:)
ولذلك فالهدوء وعدم المبالغة بردود الأفعال أمام الأطفال أمور هامة جدا؛ وشخصيا أجد ضالتي أحيانا في عدم الإكثراث المؤقت، أي أن قليل من عدم الإكثراث لمشاغبة الطفل كفيل بأن يفقده رغبته في مواصلة عناده!
كثيرا ما ألاحظ ذلك، فمثلا عندما أنفعل بشدة تعبيرا عن الغضب أو الإعتراض على فعل ما، أشعر وكأن ابني يستمتع بذلك الإنفعال، بل ويقدم على تكرار نفس الفعل مرارا
عندما كنت أتناقش معه وأنصحه قال لي بالحرف: "مثلما هي لا تستطيع أن تضبط أعصابها وتتمالك نفسها أنا أيضا لا أستطيع أن أمنع نفسي عن تلك الأفعال" صراحة ذهلت من دقة ملاحظته وقدرته على التعبير والتحليل، لذا فمعك حق تماما أماني.
بالإضافة إلى ما تقول، أجد ضرورة هنا للتدخل الخارجي والاستعانة بالأب أو الأجداد في تقويم السلوك، في الماضي لو كنا نفعل هذه التصرفات كان الأهل يقومون سلوكنا باستدراجنا عاطفيا أن الأب سوف يعاقبك مثلا بخصم جزء من مصروفك أو منعك من اللعب أو الخروج أو عدم زيارة الجد أو خلافه، ولو لم تفلح هذه الطريقة أيضا أرى ضرورة أخذ الطفل إلى أخصائي للتعامل معه، في حال أن الأب أيضا فشل في تقويم سلوك الطفل، لأنه ربما يكون الطفل يهزأ أو لا يحترم ويقدر أوامر الأم ولو تُرك الطفل هكذا سيكون لهذا عواقب وخيمة في المستقبل.
المشكلة أن الأب عندما يتدخل يتصرف بعنف من باب تقويم سلوك الطفل، فيضربه بعنف فعلا، وما أعتقده أن هذا العنق يتخزن في شخصية الطفل، ليخرج بعد ذلك في سلوكياته وردود أفعاله.
العناد عند الأطفال أصبح شائع خصوصا مع هذا الجيل الجديد و هو تحد شائع يواجه العديد من الآباء والأمهات، وغالبا ما يكون جزءًا طبيعيًا من عملية النمو واستكشاف الحدود، لكن من المهم أن نتذكر أن العناد قد يكون وسيلة للأطفال للتعبير عن استقلاليتهم ورغبتهم في السيطرة على بعض الجوانب من حياتهم، و أعتقد أن أحد الحلول التي رأيتها ناجحة هي أنه بدلا من إعطاء أوامر مباشرة، يمكن تقديم خيارات محدودة للطفل. على سبيل المثال، بدلا من قول "لا تتسلق السور"، يمكن القول "هل تريد أن نلعب لعبة معينة". هذا يعطي الطفل شعورا بالتحكم ويقلل من احتمالية العناد.
بدلا من قول "لا تتسلق السور"، يمكن القول "هل تريد أن نلعب لعبة معينة". هذا يعطي الطفل شعورا بالتحكم ويقلل من احتمالية العناد.
يعني هذا أنها مضطرة لمقايضته طوال اليوم! لكن مسألة إيهام الطفل بالتحكم هذه معك حق فيها، فأغلب عناده وصراخه يعبر خلاله عن أنه مطلوب منه كذا وكذا ويمل من كثرة التحكمات به.
الطفل العنيد يحتاج إلى إقناعه بمخاطر الأشياء و التصرفات حتى يمتنع لأنه لا يستجيب للتحذيرات فلا تتوقعون أنه سيمتثل لأنه طلب منه الإمتثال .. هو نوع مختلف من الأطفال و التمرد جزء من جيناته .. لذلك يحتاج تعاملا خاصا يتناسب مع شخصيته
صحيح انها مسألة صعبة وحرجة وكثير من الأطفال عنيدون بالفعل خاصة البنين، أظن أن تفاقم المشكلة أمام الطفل سببه كما ذكر شهاب هو نزاع على السيطرة، أقترح هنا أن تحاول الأم صرف انتباه ابنها عما يفعله ليس بالأمر وانما مثلًا بقولها "هيا بنا نجهز الطعام" أو "المنزل غير مرتب ساعدني بتنظيفه"، او "أحضر الألوان والالعاب لنلعب معًا"، دون ذكر الامر الذي لا تريده ان يفعله كي لا يربط هذا بذاك.
امر آخر أحيانًا يفلح معي كأن أظهر الضعف بدلًا من القوة، فمثلًا كموقف النافذة، اخبره أنني أحبه وخائفة أن يصاب وأتظاهر بالبكاء فيلين قلبه ويتفاعل معي متناسيًا الموقف لنذهب لنشاط آخر.
إن لم تكن النصائح التي تتبعها صديقتك مجدية فالأفضل ان تلجأ لأخصائي نفسي للمساعدة.
أقترح هنا أن تحاول الأم صرف انتباه ابنها عما يفعله
كنت أقول لها ذلك وأنصحها أن تتظاهر بالهدوء واللامبالاة، لكن عندما ذهبت عندها لبعض الوقت مرات متكررة وجدت نفسي أفقد أعصابي وأصرخ معها 😅 رغم أنه من المفترض أنني أم هادئة من الأساس.
امر آخر أحيانًا يفلح معي كأن أظهر الضعف بدلًا من القوة، فمثلًا كموقف النافذة، اخبره أنني أحبه وخائفة أن يصاب وأتظاهر بالبكاء فيلين قلبه ويتفاعل معي متناسيًا الموقف لنذهب لنشاط آخر.
أعجبتني تلك النصيحة سأقولها لها.
التعامل مع الطفل العنيد يمكن أن يكون تحديًا، لكن هنا بعض النصائح التي قد تساعدك:
- الهدوء والصبر:
- حافظ على هدوئك ولا تنفعل. الأطفال يشعرون بالتوتر عندما يشعرون بتوترك.
- كن صبورًا وتذكر أن العناد جزء من مرحلة نموهم.
- التواصل الجيد:
- استمع إلى طفلك بعناية. حاول فهم مشاعره واحتياجاته.
- حاول التحدث بلطف وبشكل واضح. قدم له الإرشادات بطريقة إيجابية.
- تحديد الحدود:
- حدد قواعد وحدود واضحة. اشرح للطفل ما هو مقبول وما ليس كذلك.
- لا تتراجع عن القواعد بسهولة. الاستمرار في تطبيقها يساعد على تحسين السلوك.
- التشجيع والإيجابية:
- قدم تشجيعًا وثناءً عندما يتصرف بشكل جيد. احتفظ بالإيجابية.
- اعترف بجهوده حتى في الأمور الصغيرة.
- التفاهم والتحليل:
- حاول فهم السبب وراء سلوكه العنيد. قد يكون هناك أسباب معينة.
- ابحث عن حلول مشتركة. قد تكون هناك طرق للتعامل مع الوضع بشكل أفضل.
في النهاية، كل طفل فريد، لذا قد تحتاج إلى تجربة مختلفة لمعرفة ما يعمل بشكل أفضل مع طفلك. 😊
التعليقات