تواصل معي منذ يومين عميل يطلب مني تحديد موعد لاجتماع عمل، بعد أن قمت بتحديد الموعد تبيّن لي أنّ غرضه أن يوظفني حصراً أنا ضمن مشروع قصير يعلم بأنّهُ ليس من اختصاصي مسبقاً، أنا لم أجبه فوراً، أعطيت نفسي مهلة للتفكير، هذه أوّل مرّة أتعرّض بها لهذا الموقف ولا أعرف في الحقيقة أي طريق أنسب لي، برأيك أيّ طريق أنسب: الرفض أم القبول؟
طرح علي عميل مشروع قصير يعلم أنه ليس من اختصاصي، أي طريق أنسب برأيك: الرفض أم القبول؟
طالما العميل يعرف اختصاصك، اذًا يمكنك التقدم عليه، برأيي لن تكون هنالك مشكلة، يبدو بأن العميل على إطلاع تام بمعرض أعمالك أو يتابع المواقع التي تكتب بها وبالتالي أخذ فكرة جيدة حولك، وما مدى انضباطك وربما صادف صفات أخرى من خلال كتابتك وخلافه. جرب وتواصل مع العميل ربما تجد المشروع مناسب لخبراتك، إن شعرت بأن الأمر صعب تنفيذه فيما بعد، يمكنك الاعتذار من العميل، وبالتأكيد سيتفهم ذلك العميل، أعرف كثير من الأصدقاء تواصل معه العملاء عبر مستقل على مشاريع خاصة وبالفعل ابدعوا في تنفيذ المشاريع على الرغم من أنهم ليس متخصصة بمجال المشروع.
ربما تجد المشروع مناسب لخبراتك
الأمر غير مناسب لخبراتي نهائياً، هو شيء مختلف بالكلية، حتى أنّهُ يقبل بأن يمنحني بعض الوقت لتعلّم بعض الأمور وللصراحة لا أعرف سر إصراره على وجودي ضمن مشروعه، حتى أنني أخاف أن أعرقل مشروعه فعلاً بنقص خبرتي دون قصد، هذا طبعاً ناهيك عن قلقي من أنّ القيام بهذه الأمور غير مناسب أصلاً بالنسبة لمساري المهني وأنّهُ يجب عليّ أن أقاوم أي مسارات أخرى ليست ضمن خطتي.
في النهاية القرار عائد لك في تقييم قدرتك على القيام بالمشروع على أكمل وجه، بالنسبة لي أفضل الرفض عوضاً عن توريط نفسي في مشروع قد لا أستطيع الإيفاء بكل ما يتطلبه مني بسبب ضعف إلمامي باختصاصه، ولكن إن شعرت بأنه من الممكن أن تنجز شيئاً في هذا المجال، ولا تريد أن تضيع الفرصة عليك، بإمكانك عمل تقييم ومحاولة دراسة لمتطلبات المشروع ومدى توفرها عندك أو إمكانية توفيرها ويمكنك طلب تفاصيل أكثر عن المشروع من العميل .
بالنسبة لي أفضل الرفض عوضاً عن توريط نفسي في مشروع قد لا أستطيع الإيفاء بكل ما يتطلبه مني بسبب ضعف إلمامي باختصاصه
هل يمكنك فعلاً أن تقومي حضرتك بذلك بغضّ النظر عن أنّ صاحب المشروع يراهن على مهاراتك؟ وحتى أنّهُ يعطيكِ فرصة لتعلّم عدة أمور وترميم أمور أخرى؟ (أسألك حضرتك هذا السؤال مضيفاً هذه العوامل لأضعكِ فعلاً بصورة ما يحدث معي حالياً معه).
بصراحة مررت بموقف شبيه -مع اختلافه عن حالتك في بعض العناصر- قبل فترة بسيطة، شعرت بضغط شديد، من جهة لم أشعر بأنني قادرة على تأدية العمل على أكمل وجه أو أنني مستعدة له، ومن جهة أخرى صاحب العمل يثق بي وبمهاراتي ويعتمد عليّ وقد أخبرته مسبقاً أنني مستعدة للتعاون معه في المشاريع القادمة، كنت سأعتذر في اللحظات الأخيرة لولا أنني قررت أن أمنحني فرصة أخيرة، ولكنني لا أشعر بالرضا التام عن العمل الذي قمت به وهذا ما جعل إجابتي معارضة لفكرة القبول بعمل مختلف عن اختصاصي .
فرصة لتتعلم وتجرب، ربما المجال تحبه وتجد نفسك تعلمت مهارة جديدة، الشخص يريدك لأنه وجد فيه صفات أخرى غير التخصص، مثلا الاستمرارية والجد في العمل، مستوى الكتابة والتي تدل على أنك شخص متفاني، ربما هو صاحب مهارة لكن يفتقر لشخص بمهارات مختلفة عن التخصص، فرصة لك لتكتشف المغامرة الجديدة.
هذا الحيد عن أمور التخصص أو المجال الذي نرهن أنفسنا ليل نهار للقيام به ألا تعتقدين أنّهُ أمر بلا جدوى نهائياً ومعطّل جداً وقد أعبّر عند قبولي له عن عقلية مهتمّة فقط بتحقيق مكاسب شخصية قصيرة الأجل بغضّ النظر عن طريق حلمي ومجالي المهني؟ شيء أشبه بأن يكون لدينا مشوار محدد مسبقاً بسيارة من A إلى Z فنتوقّف عند أمور فرعية وننسى وجهتنا الأساسية، بالمختصر هذا الحيد أو الطريق الفعلي، دخوله ألا يسبب لي ضرر أصلاً بعقليتي التي أعمل بها؟
غرضه أن يوظفني حصراً أنا ضمن مشروع قصير يعلم بأنّهُ ليس من اختصاصي مسبقاً،
طالما ان العميل يعرف مهاراتك بشكل جيد، وأنك قد صارحته بعدم تخصصك بما يريده، وأصر على تجربة العمل معك رغم ذلك، فلا داع لقلقك من هكذا عرض.. بأسوأ تقدير لن تتمكن من انجاز العمل المطلوب ويتم الغاء المشروع ـ بالتراضي ـ ويجب الاتفاق على ذلك الشرط تحديدا مع العميل قبل البدء بالعمل، حتى لا يضع لك تقييما سلبيا فيما بعد يضر بأعمالك المستقبلية.
وسبق ان تعرضت لموقف مشابه، وقمت بخوض التجربة واستفدت منها كثيرا، وتكرر التعاون مع العميل اكثر من مرة.
ويجب الاتفاق على ذلك الشرط تحديدا مع العميل قبل البدء بالعمل، حتى لا يضع لك تقييما سلبيا فيما بعد يضر بأعمالك المستقبلية.
لا يوجد ما يمنعه عن التقييم السلبي، أتذكّر حادثة مشابهة، حادثة لصاحب مشروع راهن على أحدهم وقال له أراهن عليك بهذه الجزئية (كانت ضمن مجاله) حاول المستقل أن يخفف من حدّة هذه المسؤولية وصاغ ذلك ضمن عرضه إلا أنّهُ لم يتفادى بهذه الطريقة التقييم السلبي الذي أتى أخيراً، لا يمكن أن نمنع أي عميل تحت أي ظرف برأيي من القيام بهذا الأمر، حتى ولو قمنا بذلك بألف حركة استباقية لا واحدة، بالغالب لإنّ التقييمات السلبية هي منفَس عادةً لتفريغ شحنة الغضب المتحصّلة من المستقل وأداء لم يكن صاحب المشروع يتوقعه.
يجب على الشفافية والصراحة ان تنتصر دائما. فالمغامرة بهذا النوع من الأعمال لن يجلب إلا الشقاء إذ أنه خارج اختصاصكم. لذلك يجب مصارحة العميل بالأمر ووضعه بالصورة فإن أصر على الأمر يمكن محاولة التعلم لإنجاز المهمة وأما إذا كان التعلم صعبا وغير مجدي خلال الفترة المطلوبة فهنا يجب الرفض بشكل حازم. فالحصول على مشروع ثم الفشل في إنجازه يعني تقييم سلبي وخسارة عميل لذلك فمن الأجدى أن تكون الصراحة سيدة الموقف.
هو موضوع بالصورة أصلاً، لإنّهُ يعرف أساساً بأنّهُ تواصل مع شخص ليس ضمن المجال الذي يطلبني فيه نهائياً، يريدني أن أعمل لصالح أمر هو يعرف مسبقاً أنني غير قادر على العمل فيه.
وأما إذا كان التعلم صعبا وغير مجدي خلال الفترة المطلوبة فهنا يجب الرفض بشكل حازم
لم تذكري حضرتك هنا المال، أشعر بأنّ الأمر غريب وملفت، ألا يعني لحضرتك مبلغ المال المرصود لقاء المشروع في حال كان التعلّم صعباً أو غير مجدي؟ ما هي أولوياتك بتقييم هذا الأمر؟ القدرة على تنفيذ معايير المشروع المطلوبة بالضبط أم المال؟
أنت أدرى بنفسك وقدراتك واختصاصك وطريقة تحليل المشاريع من تجربتي الرفض يختصر عليك الكثير من التعب اللامجدي
أدرك أنّ الرفض قد يكون سيّد هذا الموقف وحلّي الأسهل لهذا الأمر ولكن أليس برفضي وعدم مغامرتي أو الدخول بهذا المشروع ضمن بيئة غير مأمونة ومألوفة مئة بالمئة قد تجعلني أترك نقوداً كثيرة على الطاولة وفرص أكثر ربما ستنبع من هذا العمل ذاته بطريقة مماثلة لما حصل معي سابقاً في الكثير من الأعمال؟ أي باختصار كيف أحدد فعلاً إن كان هذا وقت المغامرة أم وقت الانسحاب من أي مشروع سواء ضمن مجالي أو لا؟
القاعدة هنا عندما ترفض الأمور التي لا تستطيع عملها او التي ستتعب جدا لعملها بعد فترة ستأتيك فرصة مناسبة ومريحة وستمتن انك لم ترتبط بالامور الخاطئة لتكون متفرغا للامور الصحيحة
كل شيء ترتبط به ممكن لاحقا يمعنك عن اشياء ثانية بسبب ضيق الوقت والطاقة فانت بكل تأكيد لا تريد ان يمنعك المشروع المعاكس لمهاراتك من المشروع الموافق لمهاراتك ولا تريد ان يمنعك المشروع المريح من المشروع المتعب
لا ينفي ذلك وجود بعض الحالات عندما نقرر خوض المغامرة فنجد اننا ربحنا فعلا
طبعا من الصعب تحديد اذا كانت المغامرة ستنجح او لا ففي النهاية الجاهل بالشي لا يمكنه توقعه ولكن اذا كنت تريد ان تبني قرارك على اساس منطقي فاعتقد ان افضل شيء ممكن تعمله ان تستشير خبراء بالفرصة المطروقة
تسألهم ما هي صعوباتها وما هي تحدياتها وما هي المهارات المطلوبة وايضا اقرأ وتثقف وايضا حاول فعل جزء من المهمة . وهنا ستكون مغامرة محسوبة او رفض واعي لانك تعلمت وتثقفت قبل القبول او الرفض
أنا للصراحة بدأت أخاف على عقليتي بعد قراءة إجابة حضرتك، هذا الردّ جعلني أتخيّل سيناريو لفرصة كبيرة قد تدقّ أبوابي مثلاً وفيها ربح كثير من المال وبذات المواصفات، هل لحظتها قد أغيّر مساري الوظيفي لقاء ذلك! أشعر بأنّ قبولي للأمر بهذا الحجم الصغير قد يضرّ عقليّتي في الأمور الكبيرة منه، أي في أنني قد أشكّل حاجزاً من صنعي يعيقني عن تحقيق أحلامي.
لستُ ميّالاً عادةً للمغامرات، لكن بين خوفي أعلاه من عقليتي التي قد تتضرر جرّاء هذا وخوفي من عدم استغلال الفرص والمغامرة يبدو أنني أضيع، وأفتقد قليل من تفكيري المنطقي في وَزن الأمور.
من تجربتي المتواضعة في سوق العمل احر لاحظت ان بعض العملاء لا يوجد لذلهم وعي دافي بكيفية اختيار مستقل واخرين ليس لذيهم صبر كافي للبحث عن مستقل ويريدون تنفذ ما في عقولهم بأس طريقة ممكنة مهما كان ، وعندما يجدون شخص جيد في مجال قريب يعتقدون بأنه المنقذ ويلتسقون به كالثوب في قماش، البعض الأخر يفعل ذلك لسبب اخر وهو الطمع، في حال وجد مستقل واسع الاطلاع ولذيه مهارات متعددة، بدل من توظيف عدة مستقلين كل بأجره، يقوم بتوظيف مستقل واحد يقوم بكل الخدمات المطلوبة ليعطي اجر واحد..باختصار تتعدد الاسباب بين نية ايجابية ونوايا اخر.
اما بالنسبة للطريقة فهي الاغلب واحدة، عليك ان تجد طريقة مؤديبة ومقنعة، لاقناع العميل أن نفعه ليس في خدمتك، ولا احد يحب أن يتضرر في النهاية، عندما تقنعه بطريقة جيدة أنك تحترم رغبته في العمل معك لكنك لست الخيار الانسب وربما تقترح له اشخاص اخرين فسوف يحترمك اكثر ويتراجع دون ان تخسره .
من تجربتي المتواضعة في سوق العمل احر لاحظت ان بعض العملاء لا يوجد لذلهم وعي دافي بكيفية اختيار مستقل
ألا يمكن أن تكون هذه النسبة من العملاء فرص محتملة لأولئك الذين بلا خبرة تقريباً ويريدون أي شخص أن يراهن عليهم؟ أعتقد أنّ وجود نسبة من العملاء ضمن أي سوق بهذه القدرة أو هذا الاستسهال هو أمر جيد بالسوق وجميل.
عندما تقنعه بطريقة جيدة أنك تحترم رغبته في العمل معك لكنك لست الخيار الانسب وربما تقترح له اشخاص اخرين فسوف يحترمك اكثر ويتراجع دون ان تخسره .
لا أعتقد أنّ لدي ولو 1% أثناء عملي ضمن العمل الحر أن أحقق احترام العملاء أو أسعى إليه، إمّا أن أحصّل منه مالاً كبيراً أو تقييماً رائعاً يزيد مالي بالمشاريع الآتية، ولذلك أرى نفسي لست مهتماً باقتراح أشخاص آخرين له أو إقناعه بعد جدواي، ماذا لو قمت بالعكس تماماً، أن أقوم بإقناعه بأني قد أكون المناسب فعلاً ولكن عليه أن يمتنع عن كتابة أي تقييم سلبي بحالة فشلي لإنّ هذا المجال ليس مجالي، أعتقد بهذه الطريقة سأكسب المحاولة وإن فشلت لن أخسر شيئاً، وحده هو سيخسر مالاً ووقتاً وافق على خسارته مسبقاً (لذلك لا أرى أعباء أخلاقية أو مهنية من هذه الناحية بتطبيق هذا الأمر).
التعليقات