السلام عليكم
عندنا كنت أصغر سناً اي منذ حوالي ١٣ عام كنت شخصية قنوعة مع الاجتهاد و السعي للحصول على ما أريده لكن للأسف تلاشت تلك الشخصية فكيف اعيدها؟ اي أصبح اكثر قناعة بما وهبني الله؟
وعليكم السلام،
يحتاج الأمر إلى التركيز على الامتنان لله سبحانه وتعالى على ما رزقنا من النعم وأن نتفكر في ذلك دوما، ومن الطرق الفعالة في ذلك هو تخصيص وقتا بصورة دورية لكتابة الأفكار والنعم التي نحظى بها بين أيدينا على الورق، فإن ذلك يساعد كثيرا على الرضا والقناعة.
ولكن أرغب أن أؤكد على أن هناك فارقا بين القناعة والطموح، فليس معنى أني راضي بما بين يدي أني لا أتطلع لأن أكون أفضل أو أحسن أو أن أمتلك بيتا أكبر وغير ذلك من الأحلام والطموحات المشروعة، ولكن أحذر من أن يتملك ذلك من قلبي لأسخط على ما بين يدي، فينبغي أن أضبط تفكيري على أني راضي بما بين يدي الآن وسعيد به، وأعمل أيضا من أجل الحصول على ما هو أفضل سواء نجحت في تحقيق ذلك أم لا فأنا في كل الأحوال سعيد برحلتي في تحقيق أهدافي وسعيد بما بين يدي.
لتحقيق ذلك طرق وخطط كثيرة، وحين أقول خطّة هذا لإنّ الأمر يحتاج منك متابعة وجهد وتفكير واستنتاج للتوصّل إلى هذا الأمر الصعب، القناعة أمر صعب، هذا ملك للأطفال عادةً، لإنّهم لا يدركون فكرة الملكية، بعد نضجك من الصعب التحصّل عليها، على كل حال سأعطيكِ ما أعطي لنفسي عادةً من نصائح:
أدرسي الامتنان ومارسيه، قد تكون واحدة من أغرب النصائح التي قد توصّلتِ لها حتى الأن، ولكن من يريد السعادة يجب أن يدرس القيمة ونفسه ومن يريد القناعة عليه أن يدرس الامتنان، هو فعل تقدير الأشياء الجيّدة في حياتك. يمكن أن يكون الأمر بسيط مثل قضاء بضع دقائق كل يوم في التفكير في الأشياء التي تشعرين بالامتنان من أجلها، عندما تمارسين الامتنان فإنك تركزين على الجوانب الإيجابية في حياتك والتي يمكن أن تساعد في زيادة رضاك فعلاً.
اقضِ الوقت مع أحبائك، لا تنسي هذا الأمر، ركزي عليه، الروابط الاجتماعية القوية ضرورية لحياة سعيدة ومرضية، خصصي وقتاً للأشخاص الذين تهتمين بهم سواء كان ذلك لقضاء الوقت مع عائلتك أو أصدقائك أو شريكك، يمكن أن يساعدك قضاء الوقت مع أحبائك على الشعور بالحب والدعم والتواصل وهو ما يمكن أن يساهم في رضاك العام عن الحياة ويكسبك بعد القناعة لإنّهُ سيؤشّر لك فعلاً على ما تملكينه.
القناعة تأتي من الرضا، والشعور بالامتنان، لذا حاولي أن تراجعي الأهداف التي تسعى لتحقيقها وتأكد من أنها ملائمة ومتوافقة مع قيمك ورغباتك الحالية. قد تحتاجين إلى إعادة تحديد الأولويات والتركيز على الأهداف التي تعكس رغباتك الحقيقية.
قد يكون تراجع القناعة ناتجًا عن الشعور بعدم الرضا عن نفسك بسبب مقارنتك بالآخرين. حاولي أن تركزي على نموك الشخصي وتحسين ذاتك بدلاً من مقارنة نفسك بالآخرين، وخصصي وقت منتظم لنفسك للتأمل والاسترخاء. قد تساعدك الأنشطة مثل المشي، والقراءة، والكتابة، على استعادة التوازن الداخلي.
أيضا يرتبط الشعور بالرضا والقناعة بصحة العقل والجسد. لذا حاولي أن تتبعي نمط حياة صحي، بما في ذلك النوم الكافي، والتغذية المتوازنة، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. حاولي أن تركزي على الجوانب الإيجابية في حياتك وأن تكونين ممتنًة لما وهبك الله. قد يساعد التفكير الإيجابي وتمارين الامتنان في إعادة بناء القناعة والرضا الداخلي.
وأخيرا لا تترددي في طلب المساعدة من الأصدقاء والعائلة فهم أكبر داعم لنا بهذه الحياة.
التعليقات