في الفترة الأخيرة اضطررت إلى التخلي عن هدف معين كنت أطمح إلى تحقيقه وقد عقدت عليه أملي، ولكن بسبب صعوبة الأمر ولظروف خارجة عن إرادتي (حقًا خارجة عن إرادتي) قررت التوقف عن مطاردته وأنا آسفة وحزينة على ذلك.. دائما ما كنت أعتقد أن النصيحة الشائعة التي تقول بأنك إذا أردت شي بقوة فأطلق سراحه هي مجرد عبث وما قائلها إلا شخص قليل الحيلة عاجز، ولكني مؤخرًا صرت أنا هذا الشخص.
هل تتركون أحلامكم وتنتظرون أن يعيدها القدر إليكم أم تصرون على التمسك بها، أيهما أفضل؟
لا يوجد إجابة صحيحة أو خاطئة بشأن هذا الموضوع، فالأمر يعتمد على الشخص والظروف التي يواجهها. في بعض الأحيان، قد يكون من الأفضل ترك هدف معين والتوجه نحو هدف آخر يمكن تحقيقه بسهولة أكبر أو يكون أكثر تناسباً مع الظروف الحالية. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يكون من الأفضل التمسك بالهدف والعمل بجد لتحقيقه رغم الصعوبات التي قد تواجهه.
المهم في النهاية هو أن تفعلي ما يشعرك بالراحة ، وأن تتخذي القرار الذي يجعلك سعيدة ويساعدك على تحقيق النجاح والرضا الذاتي في المستقبل.
لا مانع أن تقومي بالتركيز على هدف جديد أو تعديل الأهداف الحالية بحيث تتناسب مع ظروفك الجديدة.
المهم في النهاية هو أن تفعلي ما يشعرك بالراحة
لا أعتقد أن الراحة هي ما يجب أن يحكمنا، هناك معايير أخرى للأمر، أحيانًا قد يفعل الشخص ما يمليه عليه قلبه ويكون صائبًا، وأحيانًا أخرى يعميه السير وراء قلبه فيتخذ قراراته بعواطفه لاغيًا عمل عقله.
هنا في الحالة التي أصفها، لا راحة في التخلي عن الهدف ولا راحة في التمسك به.
هل تتركون أحلامكم وتنتظرون أن يعيدها القدر إليكم أم تصرون على التمسك بها، أيهما أفضل؟
أومن بأنّ الحياة مُركّبة كساعة حرفياً، فيها كل شيء ضمن مسنن يعمل لخدمة كلّ الأشياء الأخرى، ما يعني أن كل شيء أومن به له سبب ومسبب، وهذا المسبب منطقي والسبب منطقي أيضاً ويجمع بين الاثنين عامل مهم جداً وهو: قابلية القياس. هذا الأمر يجعلني أبتعد عن أي تفسير أو اعتمادٍ في الحياة على هذه الأنواع من طرائق التفكير التي أشعر بأنّ فيها مبالغات الحالمين وأماني الفلاسفة ربّما، أو ربما شيء من الشعرية المبالغ بها. أومن بانّ الأحلام لن تتحقق إلّا بالعمل وأحياناً أخرى كثيرة بالمزيد والمزيد من العمل، ما يعني أنّ ترك الأحلام هكذا دون ملاحقة لن تُولّد إلّا مزيداً من الترك والخسارات، الشعريّة في الحياة مؤذية، تجعلنا نحلم بلا أيّ منطق أو أساس بأنّ غداً يوم أفضل دون أن نملك الدليل القاطع على ذلك، وأنّ الكون ربما أمينٌ على أحلامنا فما أن نرسل واحدة من باقات أمنياتنا حتى يردّ بضاعتنا إلينا وربما محققةً أيضاً، هذا ما لا أستطيع القيام بالإيمان به لإنّه لا يحملُ أدلّةً منه.
أنّ الكون ربما أمينٌ على أحلامنا فما أن نرسل واحدة من باقات أمنياتنا حتى يردّ بضاعتنا إلينا وربما محققةً أيضاً
ولكن لماذا انتشرت هذه المقولة برأيك؟ لقد ظهر تأثيرها في حياة بعض ممن اتبعوها وبذلك فهم ينصحون غيرهم بها. هل هذه صدفة؟
أعلق على حائط مكتبي جملة تقول: "Be stubborn on vision but flexible on details" وهي مقولة لجيف بيزوس، وهذا ما كنت مقتنعة به تمام الاقتناع، ولم يسبق لي أن تعرضت في حياتي لأمر وقفت فيه أريد الشيء ولا أستطيع ولا تجدي كل المحاولات معه نفعًا لأنه كما ذكرت خارج عن إرادتي.
هناك قول شائع مفاده " هناك رزق تلاحقه ورزق يلاحقك". في الغالب فالمنطق الذي أوردتموه ينطبق على الأمور التي سعينا فيها كثيرا ولم ننجح بها. فحينها من الأفضل أن نترك الأمور للقدر إذ أن له الكلمة الفصلى في النتيجة. ولكنني بالرغم من ذلك فأنا من الأشخاص الذين يؤمنون بشدة بمنطق ملاحقة الأحلام حتى الرمق الأخير. فلا يمكننا أن نترك الأمور عبثا لتتحقق ومن دون أن نتمسك بها ونسعى لاكتناز الفرص بشراسة. فالمثابرة والسعي وراء الأشياء هو الأهم في تحقيق أهدافنا حتى الأكثر صعوبة منها. إلا أن السعي المتكرر وعدم امتلاك المزيد مما يمكن تقديمه يحتم علينا أحيانا أن نترك الأمور كما هي. فإن كانت خيرا فعلا لعادت وإن لم تكن لأبعدها الله عنا بعد الأرض و السماء.
نترك الأمور للقدر
ربما يكفي عدد معين من المحاولات فعلا وبعدها يتم الاستسلام حتى إشعار آخر.
أسمع عن الكثير من الحكايات التي قرر بطلها أن يتخلى فيها عن بعض أحلامه ولكن القدر كان له رأي آخر فيها بعد حين حيث أتي إليه بها بطريقة أخرى فيما هو أشبه بالمعجزة.
لم أقتنع أبداً في حياتي بتلك المقولة، وأرى أنها نوع من الاستسلام والضعف وترك الأسباب التي أمرنا الله بالأخذ بها، فمن أراد شيئاً فعليه السعي والاجتهاد والتشبث بكل ما يمكن أن يساعده للوصول إليه، ثم بعد ذلك انتظار قضاء الله ورزقه، والرضا التام به، والتسليم له.
فربما يمكننا صياغة العبارة لتصبح بالشكل التالي:
"إذا أردت شيئاً بقوة فاسع إلى الوصول إليه وتمسك به بنفس القوة، فإن أتاك فهو خير ساقه الله إليك، وإن لم يأتك فهو شر صرفه الله عنك"
وإن لم يأتك فهو شر صرفه الله عنك"
وكيف تعلم أنه شرٌ لك؟ أليس عدم تواتي الظروف وعدم عملها في صالح الشخص قد يكون هو الإشارة لذلك؟ قد يكون هو في حد ذاته إعلان بعدم الاستمرار في هذا الطريق لأنه لا يؤدي إلى نهاية. أعني أنه قد لا توجد علامة واضحة على أن شر، وبالتالي المحاولات قابلة للاستمرار دائمًا، ودومًا هناك خطوة لاحقة يمكن أخذها، ولكن المشكلة أن جميعها بلا جدوى.
وكيف تعلم أنه شرٌ لك؟
ربما لن تظهر لك بالفعل علامات تقول بأنه شر.. ولكن الحديث هنا عن الإيمان بأقدار الله وبأن كلها خير حتى وإن لم ندرك الحكمة من ذلك..
وخلاصة ما قصدت قوله هو أن يسعى المرء فقط نحو ما يبغاه، ثم يترك النتائج على الله ويسلم تمام التسليم بأن ما كتبه الله له هو الخير سواء كان رزقاً بما رغب به أو منعاً عنه.
برغم من مصداقية هذه الجملة وصدقها إلا أنني لا أتبعها، لا أفضل أن أترك شيء من يدي إلا بعد نفاذ كل محاولات الحصول. مع إبماني الداخلي أنه لو لم يكن لي لن آخذه.
يومًا ما ترك أمرًا كنت مصرة على التمسك به بكل قوتي به، بعد مرور الوقت الطويل تجلت الأحكام لاظهر أن هذا الأمر لم يكن يناسبني من البداية ولكني كنت أصر على الأمر بطريقة غير سوية.
ومن حينها تعلمت ألا أتمسك بشدة بأي شيء أسعى وأقاوم وثم أترك الأمر لمجراه يجري.
دعيني أخبرك بأن التخلي أحيانًا قد يكون أصعب من التمسك ذاته ويحتاج إلى قوة وشجاعة أكبر، أن تفلتي الشيء من يدك بعد تأكدك من نفاد كل المحاولات ليس بالأمر الهيّن ولا السهل. تكونين في هذه اللحظة أُجبرتِ على الاستسلام ولم يبقَ سوى التمسك بمعجزات القدر.
فعلتها مرة تركت حلمى اطلقت سراحة ونسيته ولكن هو لم ينسانى وحلمت حلم اخر واستمر الاول الوقوف فى طريقي وفى كل مرة اتركة يعود الى اتركة ويعود ومجددا ومجددا وانا حلمت حلما اخر لا اريد الاول بل كرهته او هذا ما اقنعت نفسى به
كان كل مرة ارى شئ يذكرنى بحلمى الاول كان قلبى ينبض يقول اذهب اريده وانا اتجاهل واقنعت نفسى انى اكرهه و حتى حققت الحلم الثانى
وبدأ افكر فى ان ابدا بحلم اخر ولكن ايتركنى حلمى الاول لا اصطدم بى فأصبحت حياتى فوضي ولا اعلم ماذا افعل ثم ارى حلمى وقلبى ينبض يخبرنى اذهب اريده وانا اقول تبا ركضت اليه ويا ألهى يا لها من متعه نسيت هذا الشعور من زمن طويل كم هو ممتع شعور ان قلبك ينبض وانت تبتسم فعلا شعور لا يوصف ممتع الى اقصي درجة
قد يظهر كلامى انه سخيف او خيالى ولكنه فى نظرى حقيقي وجميل
هذا حين يلعب القدر لعبته، ونحن مجبورن على التسليم لاختيارات القدر؛ فمهما كان الحد الذي تصل إليه قدرات الإنسان فهي ستظل محدودة وسيجد نفسه عاجزًا أمام بعض الأمور لأن حدود قدرته انتهت به إلى مرحلة معينة لا يستطيع الخروج منها.
لقد لمست بقصتك رفض القدر للأمر في البداية ثم العودة مجددًا، ولكني ما زلت في منتصف القصة الأول ولا أدري إن كان سيكون لها جزء ثانٍ أم لا. على كلٍ، هل تنصحني بنسيان الأمر تمامًا؟
انك حتى لو نسيتي الامر فى البداية لو كنت حقا تريدين هذا الشئ لن تستطيعين نسيانه ولو بعد حين ولو حصل ونسيته سوف تتذكريه فا نصيحيتي لو كنت حقا تريدين هذا الشئ حاولى نسيانه ان استطعتي فهو ليس لك وانت لم تكونى تهتمى بأمر هذا الشئ منذ البداية
ولكن اذا لم تستطعين نسيانه فأنت فعلا تهتمين لأمره وهذا سبب كاف لكى تقومى بأكمال طريق حلمك
🔦
هذه طريقة ليست جيدة من منظوري فالأفضل من ذلك هو فعل ما يجب عليك فعله بلا توقع نتائج فالنجاح ليس الإقرار بالنجاح بل أن النجاح هو إتمام العمل الذي يقربك من أهدافك لذلك سر النجاح هو الاتقان و سر ما يريح الإنسان هو عدم توقع نتائج محددة مسبقا.
هو فعل ما يجب عليك فعله بلا توقع نتائج
كيف يمنع الإنسان نفسه من توقع النتائج وهو مطالب بقياس عمله على أهدافه كواحد من أساليب النجاح؟
هل من السهل أن يعتبر شخص عمل على بحث كتابي لمدة 5 ساعات متواصلة أن احتمال رفضه في النهاية سيكون أمرًا منطقيًا؟
🔦
لأن الحياة لا تنصف الإنسان و قد يظلم الإنسان فيها بسبب حسد و حقد و ظلم يجب أن لا يعتقد أنه فشل بل يقاوم و هنا ندرك قيمة الصبر و المقاومة و الإيمان بالله و نعلم أن الابتلاء سلم للإرتقاء.
التعليقات