يحدث أن نضعف امام الشهوات خاصة في وقت اصبح فيها الحرام سهل الوصول، هذا الضعف قد تكون نتيجته ارتكاب عمل لا يرضي الله وقد يكون المرتكب لهذا العمل شديد الحرص على أن لا يطلع على عمله ذاك احد، لكن قد يعلم بأمره بعض الجيران أو الأصدقاء أو زملاء العمل أو ما شابه وقد ينتشر امر صاحبنا في محيطه فيصبح مفضوحا رغم تستره (نسأل الله دوام الستر والعافية)، فترمقه الاعين بنظرة ماقتة ويصبح خطأه _رغم ندمه وتوبته_ فاكهة المجالس، فيترتب عن ذلك ان يشعر صاحبنا بالعار والدونية ويعيش حياته مع ألم داخلي واحساس بالذنب لا يفارقه، ويصل به الامر احيانا الى التفكير في المحظور. فما التصرف الصحيح في هذه الحالة؟ وما نصيحتك لصاحبنا علما أنه لا يستطيع تغيير محيطه في الوقت الحالي.
كيف نتعامل مع الفضيحة؟
أولاً، ينبغي على صاحب الأمر العودة إلى الله والتوبة الصادقة من العمل الذي ارتكبه والاستغفار والتضرع إلى الله ليغفر له ويسامحه ويعينه على تجاوز ما ارتكبه.
وبالنسبة للتصرف الصحيح في هذه الحالة، ينبغي على الشخص عدم الانعزال عن المجتمع والابتعاد عن الناس والعيش في حالة من الشعور بالعار والذنب. بدلاً من ذلك، ينبغي عليه الاستمرار في العمل على تحسين نفسه وتطوير نفسه والسعي لإصلاح الأخطاء التي ارتكبها في الماضي.
أما نصيحتي لصاحب الأمر، فهي أن يستمر في العمل على تحسين نفسه وتطويره وتجنب العمل الذي يؤدي إلى الخطأ والمعصية.
أيًّا كانت طبيعة الأفعال، لا حقّ لإنسان في وصم إنسان آخر بالعار. وعليه، لا أتفق على الإطلاق مع الموقف الذي يتعرّض له هذا الشخص. على الرغم من ذلك، لا أرى للأسف أي أملٍ في تحرّره من هذا القيد إلذا من خلال هجره لهذا الوسط. وإذا كان غير قادر على ذلك حاليًّا، يجب عليه أن يعمل على الأسباب التي تمنعه من ذلك ويحلّها. لأن المجتمع الذي اتخذ الوصم منهجًا لن يتغيّر ولو بعد ألف عام، وبالتالي لا يمكنه على الإطلاق أن يستكمل حياته في هذا المجتمع دون انعزالٍ.
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " لو رأيت الفضيحة بأم عيني لسترتها بردائي، فإن مذيع الفاحشة كفاعلها "
من ستر مسلم، ستره الله في الدنيا والآخرة.
بما ان هذا الشخص قد أذنب وتاب عن ذنبه لا ينبغي علينا ان نستمر في الخوض بهذا الامر وتناقلها بين البعض. نحن بشر والبشر خطائون لا أحد معصوم عن الخطأ. العيب في الخوض بأعراض الآخرين واستمرار الحديث في هذه الأمور.
بالنسبة لصاحب الفعل الأفضل التوبة إلى الله ومحاولة التكفير عن ذنوبه وأن يحيط نفسه بأمور تمنعه من تكرارها، والاستمرار بالاستغفار، أما بالنسبة لكلام الآخرين في كل الحالات سوف يتحدثون او يتحدثون بالأساس، ان يحاول عدم الاستماع لهم وأن يشغل نفسه بأموره الخاصة.
فما التصرف الصحيح في هذه الحالة؟ وما نصيحتك لصاحبنا علما أنه لا يستطيع تغيير محيطه في الوقت الحالي.
في الحقيقة لن يستطيع تغيير محيطه أبدا، في حالة كان القصد بالمحيط أولئك الناس الذين يتحدثون فيه بالسوء ويرمقونه بالأعين، فهذا أمر مستحيل لكون أننا لا نستطيع ضبط الناس وما يقولونه عنا، سواء أإرتكبنا فضيحة أم لم نرتكب، أفعلنا خيرا أم لم نفعل، فالناس لطالما كانوا هكذا، ولا يمكن إرضاؤهم أو إسكاتهم فغايتهم لا تدرك، لكن ماذا؟! إرضاء الله غاية لا تترك، فكما إبتلى صديقنا بإرتكابه للمعصية ثم أنقذه منها ونصره بها بأن تاب وتركها، فكذلك هذا إبتلاء آخر وهو الفضيحة بين الناس، ويجب على المرء أن لا يهتم كثيرا لما يقال هنا وهناك فحتى ربنا سبحانه وتعالى وتحدثوا فيه، فما بالك بنا نحن للبشر الضعفاء.
فلنهتم بالتوبة وإرضاء الله سبحانه وتعالى، أما الأمور الأخرى فهي لا تهم وحاول أن تخلق صحبة صالحة تعينك على الخير لا على الشر.
فيترتب عن ذلك ان يشعر صاحبنا بالعار والدونية ويعيش حياته مع ألم داخلي واحساس بالذنب لا يفارقه، ويصل به الامر احيانا الى التفكير في المحظور.
الناس تتكلم وتخرجنا عن طوعنا في كل الحالات، سواء بذنب أو بدون ذنب لا يمكننا السيطرة عليهم، لكن ما يمكننا السيطر عله هو طريقة تفاعلنا معهم هو الفارق، علينا أن نثق في انفسنا ونتعامل بحزم مع الآخرين والأهم لا نتفاعل معهم، تعلم فن التجاهل وعدم التفاعل من المهارات الضرورية في هذا الوقت.
وعندما نكون بعقلية التفاعل مع كل سلبي في المحيط سواء كان كبير أو صغير الأمر أينما ذهبنا سنجد ناس تنتقدنا، علينا أن نغير أنفسنا وليس المحيط أو المكان.
فما التصرف الصحيح في هذه الحالة؟ وما نصيحتك لصاحبنا علما أنه لا يستطيع تغيير محيطه في الوقت الحالي.؟
هناك قواعد وخطوات أساسية لعلاج هذه المشكلة بطريقة عقلانية وحضارية من أجل التخلص من السمعة السيئة الناتجة عن تلك الزلة وإليك في هذه المقالة أهم القواعد والخطوات الأساسية للتخلص من السمعة السيئة بالطريقة الصحيحة:
كيف نتعامل مع الفضيحة؟
بحسب نوع الفضيحة المقترفة أو العمل السيء الذي أقدم عليه الإنسان، في حال كان إيذاء للشخص الآخر عليه فوراً أن يقوم بالأمور التالية دون أي مماطلة أو تأخير حتى ولو على حساب السمعة الشخصية، الذهاب إلى الشخص وإصلاح ما أفسدت في حياته ومن ثمّ تقديم الاعتذارات له وتقويم طريقي عن جديد فيما يخصّ هذه المسألة والاعتناء بأن آخذ منها موقفاً عكسياً إصلاحياً دائماً (والتحمّل لتبعات الفضيحة من كلام الناس دون أي ردود حتى تهدأ القصص وتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي).
أما إن كانت الفضيحة على أمر ليس فيه أذيّة لأي إنسان فبرأيي أنسب طريقة للتعامل مع هذا الأمر هو عبر شقّين: الأوّل نفسي بالطبع في محاولة التركيز على أنّ المسؤولين الأن عن هذا الكلام ضدّي لن يضرّوني وأنني قادر على تجاوز ثرثراتهم طالما أنني قادر على إصلاح نفسي باستمرار وعدم الاكتراث بأقوالهم.
والشق الثاني هو: القانون. القانون يعطينا في فرص كثيرة حقّ الردّ، على أنّ في ذلك شروط، أن يكون الشخص الذي يشهّر بسمعتك يقوم بذلك بشكل مسجّل إلكترونياً أو عبر شهود يمكنهم تأكيد ذلك، عادةً تدخّل القانون في المسألة ولو بشكل شكلي يكون رادعاً للناس لتفادي التحدّث بالموضوع.
التعليقات