كيف تختار مابين اكثر من مجال ?
اذا كان لدينا عمر واحد فكيف تختار مجالك ومهنتك و على اي اساس
على أساس التجربة ،يقوم الإنسان بتجربة كل المجالات الذى يريد العمل فيها وهذا ليس بمستحيل وبإمكانه أن يبدأ وهو فى السابعة عشر أو فى فترته الجامعية ، ومن خلال التجربة سيعرف الكثير عن المجالات المختلفة ،وبعدها سيصل إلى التخصص الذى يريد العمل فيه.
لكن يا زينب ألن يستغرق الأمرة فترة طويلة لتجربة كل المجالات؟
مثلًا لو شخص محتار في مجالات تكنولوجيا المعلومات، فهناك أكثر من 10 تخصصات ربما في هذا المجال ولو أراد تجربة نفسه في كل مجال فسيحتاج وقتًا طويلًا!
أعتقد مع الوقت سيشعر بالملل من التجربة والانتقال من مجال لآخر.
ربما الأفضل والأقل تعقيدًا عن يقرأ عن المجالات ويأخذ صورة عامة عنها ويسأل مجرّبين بها الاختصاص وبذلك يُكوّن فكرة عامة عمّا يرغب بتجربته فعلًا ويُضيّق الخيارات أمامه.
لا يا سها لم يستغرق الامر فترة طويلة فلو بدأ تجربته خلال سنوات الجامعة وعمل فى الإجازة الصيفية وقسم كل شهرين لتجربة مجال جديد، خلال تخرجه من الجامعة سيكون جرب ما يفوق ثلاث مجالات مختلفة ،الشباب طاقة وصحة يا سها ونستطيع خلاله تجربة أكثر من شئ ،وافضل أيضا القراءة عن المجالات.
لا يزال الأمر يبدو صعبًا بالنسبة لي.
مثلًا خلال فترة الجامعة والإجازة الصيفية يستغل العديد من الطلاب تلك الفترة لتقوية أنفسهم في مجال محدد، وليس التجربة!
والبدء في مرحلة مبكرة كالمرحلة الثانوية ممكن لكن لا تتناسب كل المجالات مع مقدرة الطلاب في سن مبكّرة. أنا مع تجربة المجالات لكن بعدد معيّن، وليس إطلاق الأمر . كأن يقوم الشخص بحصر عدة مجالات 4-5 وتجربتها عبر تقسيمها على عام أو أكثر. لكن أكثر من ذلك فهذا صعب.
أول شيء يُساعدك على الإختيار هي ميولك، اسأل نفسك ما هو الشيء الذي تستمتع به ولديك شغف في ممارسته دائمًا ولا تمل من تعلمه؛ اقرأ في المجال العملي لتلك الأشياء، مميزاتها ومساوئها، واختر من بينها ما تشعر أنك ترغب في تجربته، تأكد أن كل تجربة ستتعلم منها حتى لو كانت فاشلة، وستكتشف منها مهارات جديدة ومجالات أخرى تجذبك إليها، وفي طريقك ستجد نفسه قادرًا على الإختيار وستختار المجال الأنسب لك.
يبدو الأمر فلسفي ولكنّه واقعي جدًا، فأي كلام نظري دون تجربة لن يجعلك تستطيع الاختيار بشكل كامل وبشكل يرضيك.
حتى إن تعددت المجالات أمامنا، لا بد ان هناك شيء بعينه نبرع بأدائه، أو على الأقل لدينا الشغف والرغبة لتعلّمه. لذلك حدد ما هذا الشيء الذي تجد نفسك مرتاحًا فيخ أكثر، ويُمكنك ان تواكبه وتتعلمه.
إن لم تكن لديكَ خلفية عن شيء وترغب بنصيحة من آخرين، أنصحك بالقراءة عن المجالات التي تُفكّر بها. ربما لديكَ أكثر من مجال لتختار فيما بينه، لذلك اقرأ عن كل مجال وما هي مخرجاته وطبيعة الأعمال المرتبطة به.
كذلك كن واقعيًا وادرس سوق العمل لكل مجال وهل هو رائج وناجح أم لا، وهل يُمكن تطوير ذاتك به أم لا.
بهذه الطريقة تُضيّق الخيارات عليك وتُحدد ما ترغب بتعلمه.
مررت بهذه الحيرة والتخبّط كثيرًا، ولكن ما ساعدني على اختيار مجالي والاستقرار عليه هو:
-كثرة القراءة عن المجالات المختلفة والسماع عنها من أهلها أنفسهم.
-الإطلاع على بعض الدورات المجانية البدائية في بعض المجالات إن أردت أخذ فكرة أكثر عمقًا عنها.
-أحيانًا كنت أجرب العمل ببعض المجالات لفترة قصيرة وبعد التجربة العملية أغيّر رأيي تمامًا.
-من خلال تحديد رسالتي في الحياة وقيمي الأساسية التي تحكم حياتي وأهدافي (ويمكن أن يأتِ هذا في أول القائمة).
-من خلال استخارة الله كثيرًا والدعاء بإنارة بصيرتي.
التعليقات