إسألني عن أقباط مصر، سأرد بموضوعية!

كم نسبة الأقباط في مصر ?

ليست هناك نسبة رسمية معلنة، لكن بعض الإحصائيات القبطية تقول أنه نسبتهم حوالي 15% أكثر أو أقل.

ما مدى ولائهم لمصر ?

لا أريد أن أقول أن ولائهم أكبر من ولاء غيرهم، لكن أود أن أخبرك أنهم يكنون حبا شديدا لمصر، فهي بلدهم الوحيد، ومعروف أن المصري القديم لم يحب على الإطلاق مغادرة موطنه على عكس الفينيقيين الذين كانوا يرتحلون كثيرا سعيا للتجارة. لولا الظروف الإقتصادية الصعبة، ولولا بعض الأحداث الطائفية، ما خرج قبطي واحد من أرض أجداده إلا للسياحة ربما!

كيف هي علاقتهم بالفاتيكان ?

معظم الأقباط من الطائفة الأرثوذكسية، أما الفاتيكان فهو راعي الكاثوليكية في العالم كله، فعلى صعيد المعتقد يوجد إختلافات عديدة، ربما ليست تناقضات بقدر ما هي إختلافات. أما عن علاقة الأقباط سياسيا بالفاتيكان فهي كعلاقتهم بأي دولة أخرى، أي لا يوجد أي علائق سياسية، ﻷن الأقباط ليس لديهم كيان سياسي ما.

مرحبا أختي سارة،

أنا أيضا لاحظت هذا! أحيانا عندما يعرف أحدهم أني قبطي يعرض علي المساعدة، لذلك لو كنت مكانك ولا تغطين شعرك وأردتِ قضاء شيء في أي مصلحة حكومية، لتوجهت فورا للموظفات المسيحيات! :D

هو ليس تمييز في أغلب الأحوال، لكن المسيحيين يحاولون أن يقتفوا أثر أجدادهم الأوائل أيام الكنيسة الأولى، حيث ذكر سفر أعمال الرسل أنهم كانوا يحبون بعضهم بعضا حبا جما، حتى أنه كان عندهم كل شيء مشتركا، حيث كان يبيع الفرد المسيحي كل ما له ويضعه عند أرجل الرسل ويوزع للكل حسب الحاجة. وهذا تطبيق عملي لوصية السيد المسيح (لكن تطبيق ناقص للأسف سأشرح سبب نقصه حالأ) التي تقول: "أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم" ووصية أخرى "أحب قريبك كنفسك"

التطبيق ناقص أو يعتبر تطبيقا مشوها للوصية ﻷن السيد المسيح كان يقصد كل البشر، حب كل البشر كحب النفس، فالله هو أبي كما أنه أبوكِ (مع إحترامي لجميع إعتقاداتك عنه) كما أنه أب جميع البشر، فهو يريدنا أن نحب جميع البشر من كل قلوبنا، وهذا ما دفعه مرة ليقول:

أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، صلوا ﻷجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم

كثير جدا من الأقباط يحبون كل البشر حتى الأعداء، أنا أحاول أن أتبع هذه الوصية بمفهومها الأعم والأشمل كما علمنا المسيح، ليس كما يفهما كثير من الأقباط بصورة ضيقة كما لاحظتِ. حتى أنني مرة كتبت قصيدة عامية أوجه فيها حديثي للأخوة الدواعش وأسميتها "إنت قريبي"

إضافة: أما عن شعورهم تجاه الأخوة المسلمين، أو التظاهر بحبهم، فربما تكوني محقة، لكن ليس الكل، ولا حتى المعظم، لو كان القبطي مسيحي حقيقي ﻷحب المسلم كما يحب القبطي، كما أسلفت أعلاه!

مرحبا، ما هي الأشياء التي تخفيها الكنيسة؟ أتعلمين؟ لقد ظلوا يقولون ويزيدون أن بالكنائس وبالأديرة أسلحة تخفيها الكنائس، لكن عندما حدث حرق وهدم لكثير من الكنائس في كل أنحاء الجمهوية لم يخرج حتى خرطوش واحد من الكنيسة، هذا عن الأشياء المادية، أعرف أنكِ تقصدين أشياء معنوية، لكن أردت أن أخبرك أنه ليس كل ما يقال صحيح، وإلا فأخبريني عما تقصدين؟

من هم أقباط مصر ؟

يطلق لقب الأقباط على مسيحيي مصر، رغم أنه قديما كانت كلمة قبطي تعني مصري، لكن بعد دخول العرب والإسلام مصر، وبمرور الوقت، إقتصرت كلمة قبطي على المسيحي دون المسلم.

إضافة: والأقباط هم أحفاد الفراعنة، ليس قصرا بالطبع، ﻷن هناك الكثير من أحفاد الفراعنة دخلوا دين الإسلام. ربما من أشهر الأقباط في العصر الحديث:

1. الأمين العام الأسبق لمنظمة الأمم المتحدة بطرس غالي.

2. وقبله الطبيب نجيب محفوظ والذي سمي أديب نوبل/ نجيب محفوظ على إسمه (لاحظ أن إسم الأديب إسم مركب: نجيب محفوظ)،

3. والسياسي اللامع وليم مكرم عبيد.

لو أردت معلومات أخرى عن من هم الأقباط إسألني وسأجيب..

مرحبا بك أخي عمر، يعتقد البعض منا أننا مضطهدون، أنا عن نفسي أرى أن هناك قليل من حالات الإضطهاد الواضحة، لكن أعتقد أنها ليست من جانب الدولة في الغالب لحسن الحظ، لكن من جانب بعض الأشقاء المسلمين الذين يعتقدون أن إضطهادهم لنا بمثابة خدمة لله..

في المقابل، ستجد أن مشاعر الود واﻷلفة تطغي على مشاعر البغض والكراهية، مؤكد أنك قد رأيت فتاة مسيحية أو أكثر تسير مع فتاة مسلمة أو أكثر أو العكس، وربما شاهدت فتاة منتقبة تتعامل بأريحية مع فتاة مسيحية، وهذا يدل على التآخي الموجود بيننا ..

ملحوظة: إستخدمت مثال عن الفتيات لسببين:

1. لا يمكن على الإطلاق معرفة ديانة الرجل / الشاب المصري بمجرد النظر إليه.

2. أما الفتيات فمعروف أن المحجبة أو المنتقبة هي مسلمة، وما غير ذلك فهي مسيحية، خاصة في مصر العليا (الصعيد/منطقتي) برغم أن معظم النساء المسيحيات كبيرات السن هنا تغطي شعرها خاصة الفلاحات في القرى.

إضافة: علاقتنا بأقباط المهجر إنهم منا وإخوتنا، لا يفصل بيننا إلا المسافة، وأحب أن أعلمك أن معظم أقباط المهجر ليس كما قد تظن أو كما يشاع عنهم، معظمهم كمعظم أقباط الداخل من ناحية الأراء السياسية مثلا.

مرحبا بك أخي عروة،

هل يوجد أقباط يعيشون خارج مصر؟

نعم، يوجد الكثير جدا جدا من الأقباط خارج مصر، ربما عدة مليونات، ومنهم من ولد بالخارج، ويطلق عليهم لقب أقباط المهجر.

ما هي نظرتكم تجاه المسلمين -تجاهنا- وهل هناك واجب ديني عليكم بكره المسلمين؟

حضنا السيد المسيح على محبة أعدائنا كما في هذه الآية: "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، صلوا ﻷجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم" فكم وكم أخوتنا المسلمين الأشقاء، هذا ليس نفاقا، إن عرفتني ستجدني فعلا أعيش ما أقول أو على الأقل أحاول ..

الأقباط كأي أقلية في العالم تريد مزيد من الحرية والعدل والمساواة والإنصاف.. لكن هذا ليس السبب الوحيد في إشتعال الأوضاع أحيانا، أعتقد أن هناك من لديه مصلحة دائما في تعظيم حجم المشاكل القبطية في مصر، لعرقلة الدولة غالبا أو ﻷي سبب آخر..

ربما أوضح مثال على كلامي هذا هو ما كان يحاول الإنجليز تنفيذه على الأرض إبان فترة الإستعمار خاصة فترة زعامة المرحوم سعد زغلول، حيث كان مبدأهم اﻷول هو "فرق تسد" لكن الشعب حينذاك عرف هذه الحيلة وأجهضها وتلاحم معا بطريقة تبهرني أنا شخصيا!

صحيح هناك حالات فردية تعرض فيها بعض اﻷقباط للتمييز السلبي أو للإضطهاد، لكن نشكر الله، فليس الوضع مشتعلا دائما كما قد تظن، ربما محبطا قليلا للبعض، لكن ليس مشتعلا!

هل ساهم الأقباط فعلا في تعذيب وحرق هيباتيا؟

لم أكن قد ولدت بعد لأعرف أين الحقيقة! ربما وربما لا، الكنيسة تكذب، وآخرون يزعمون، هذا أمر ليس لي فيه ناقة ولا جمل، أعتذر على أني خيبت أملك .. لكني أتمنى من كل قلبي ألا يكونوا قد فعلوا هذا. أحب التاريخ جدا، لكن ما ليس متأكد منه لا أستطيع أن أدلو بدلوي فيه.

ما مدى الصحة التاريخية لما ورد في الرواية المنحولة ليوسف زيدان (عزازيل) عن الاقباط؟

أيضا أعتذر على تخييب أملك للمرة الثانية، فأنا لم أهتم من الأصل بقراءة هذه الرواية، رغم أني قاريء نهم جدا! أظن أن الرواية تحكي عن مقتل هيباتيا أيضا.

ما رأيك في الجهود المبذولة لحفظ اللغة القبطية وتراثها وهل هي كافية؟

أقل من المطلوب بكثير جدا، مبدأي في هذا الأمر بسيط جدا، لنقم بإحياء اللغة كما فعل اليهود مع العبرية، أو إن لم نستطع لنتركها ونهتم بشيء آخر نستطيع النجاح في القيام به (شيء آخر لكل واحد على حدة، أنا مثلا إهتممت بتعلم اللغة الإنجليزية والبرمجة والقراءة)، أعتبر نفسي مسيحي أكثر من كوني قبطي، لذلك أتضايق جدا جدا عندما أصلي بلغة لا أفهمها في القداسات والصلوات والتسابيح في كنيستنا الأرثوذكسية، وقلت لكثيرين من قبل: إما أن نتعلم اللغة القبطية جيدا جدا بحيث أننا نفهم ما نقوله ونتعبد به لله، أو أن نحول الصلوات القبطية لدينا للعربية حتى تخرج الكلمات من قلوبنا قبل أفواهنا ونجعل القبطية في المعاهد الأكاديمية فقط.

أعتقد أن الدولة هي المنوطة بالحفاظ على هذه اللغة قبل الكنيسة، لكن الدولة على عاتقها -فيما يبدو- أمور أكثر ضرورة هذه الأيام، نتمنى أن تكون لدولتنا رفاهية تسمح بدراسة القبطية في الجامعات كما يدرس الأوروبيون اللاتينية في جامعاتهم.

لو رأى كثير من أخوتي الأقباط (خاصة الأرثوذكس) هذا الرد لرجموني بحجارتهم، لكني متعود على هذا، ومتصالح مع نفسي جدا ..

أبدا، التعامل أسهل وأسلس بمراحل من تعامل المسلمين مع ملحديهم أو مرتديهم، وإن لم يكن كالتعامل العادي في أحيان كثيرة. أعتقد أن الأقباط يتعاملون مع الملحدين عامة كما يتعاملون مع المسلمين والبهائيين واليهود. من المفترض على الأقباط كمسيحيين أن يحبوا كل أحد حتى الأعداء، فمؤكد من المفترض أن يحبوا ملحديهم، لكن كثير منهم يتعامل مع الأمر كشرق أوسطي أصيل: يتحاشونهم وكثيرون أيضا يستمرون في نفس طريقة التعامل معهم (قبل إكتشاف إنهم ملحدين).

مرحبا بك أخي عثمان..

س1 \ هل أقباط مصر هم الفئة الغنية ورواد الاقتصاد فيها كما أخبرني بذلك اصدقائي ؟

أعتقد أن الأقباط منقسمين على شرائح المجتمع المختلفة كالمسلمين تماما، لكن أغنى ثلاثة في مصر حسب الإحصائيات هما أنسي ساويرس وسميح ساويرس ونجيب ساويرس، مع بعض الأثرياء المسلمين، لا أدري سببا آخر غير الجد والإجتهاد والطموح العالي، حيث أن هؤلاء، وهم من عائلة واحدة كما يظهر من إسمهم خرجوا من أفقر منطقة في مصر وهي الصعيد، لكنهم درسوا بجد وعملوا بجد، ولكل مجتهد نصيب كما يخبرنا الإسلام! بالمناسبة أعتبر نفسي من أعلى شريحة بالطبقة الفقيرة أو أسفل شريحة بالطبقة المتوسطة، لكني والحمدلله راضِِ جدا بهذا النصيب.

س2 \ مالذي تراه عيبا ومشكلة تريد تغييرها عند فئة الاقباط لديكم ؟

كما ذكرت في أحد التعليقات السابقة، فالصلاة لدينا تقام باللغة القبطية بجانب العربية، وذلك سيء ﻷنه كيف تصلي لإلهك بكلام لست تفهمه أصلا إلا بقراءة المقابل العربي؟ كثير من الأقباط يعتبرون أن من له نفس هذا الرأي متنكر لثقافته وتراثه وأحيانا لطائفته ودينه، تفكير شرق أوسطي بإمتياز، أليس كذلك؟

س3 \ ان كان السؤال الاول اجابته نعم ، فهل تدعمهم الحكومة وتعطيهم تسهيلات اكثر من غيرهم ؟

لا أظن ذلك على الإطلاق، حتى أن المجتمع يحاربهم أحيانا، مثلما حدث مرة مع نجيب ساويرس، المساهم الأول سابقا في شركة أورانج مصر (موبينيل سابقا) حينما رفع كاريكاتيرا على تويتر أعد حينها إزدراء للإسلام، فقاطعه طائفة كبيرة من مسلمي الشعب المصري.

شكرا جزييلا لك :)

العفو يا أخي، سعدت جدا بالرد على إستفساراتك :)

أعرف الكثير عنه، فهو من مواليد أسيوط 1923 .. حارب بفلسطين 48 كضابط مشاة حيث رأى الهزيمة النكراء بأم عينيه بسبب الأسلحة الفاسدة. في هذا الاسبوع تحل الذكرى الخامسة لوفاته / نياحته. وكثير جدا من المعلومات اللطيفة عنه ومنها انه كان شاعرا كبيرا، وأيضا 'ابن نكتة' إن جاز لي هذا التعبير..

لا أستطيع اعتباره متطرف دينيا، رغم وجود هذه الصفة في البعض القليل من مرءوسيه من الرؤساء الأصغر رتبة منه، لكن التطرف لديهم داخلي في أغلب الأحوال أي ليس تطرفا موجها ضد المسلمين بل ضد الطوائف المسيحية المغايرة كطوائف الأخوة البروتستانت مثلا..

هل يقرأ الأقباط العهد القديم أيضا؟ هل هو بنفس أهمية العهد الجديد أم أقل؟

يؤمن الأقباط بالعهد القديم أيضا، كأي أو على الأقل كمعظم المجموعات المسيحية في العالم، وهو بنفس أهمية العهد القديم، وإن قال البعض القليل بعكس ذلك، فالكتاب المقدس في رأيي طائر يتكون من جناحين هما عهديه القديم والجديد، ولابد من وجود الجناحين والإعتماد على كليهما وبنفس المقدار لكي يطير الطائر.

هل يؤمن الأقباط أن العهدين (أحدهما أو كلاهما) كلام يجب اتباعه حرفيا، أم هو كلام رمزي؟

قال يسوع فيما معناه أن الحرف يقتل أما الروح فيحيي، في العهدين كلام أفضل شيء أمامه هو أن نتبعه حرفيا، وكلام يجب أن نتبعه فقط روحيا، وكلام نستطيع (وربما يجب) أن نتبعه حرفيا وروحيا على السواء. أحب أن أنوه فقط أن العهد القديم في المجمل مليء بالرموز والنبوءات عن شخصية المسيح، أما العهد الجديد فممتليء عن آخره بتحقيق هذه الرموز وإتمامها على شخص يسوع ابن مريم العذراء الذي كان يظن إنه ابن يوسف النجار الذي من الناصرة! إذا فالسيد المسيح هو محور كل الكتاب المقدس، العهد القديم يتكلم عنه برموز ونبوءات على إعتبار ما سيكون، والعهد الجديد يتحدث عنه بمعلومات تاريخية ولاهوتية عديدة على إعتبار أن الراوي رأى المسيح بعيونه ولمسه بيده.

مرحبا ،

مرحبا بك أخي عمرو

ما دور الكنيسة ودور العبادة تحديدا ؟ هل هي للعبادة فقط ؟ أم لها أدوار أخرى ؟

من المفترض أن دور الكنيسة هو العبادة فقط، فمعنى كلمة الكنيسة هو الإجتماع بالله وجماعة المؤمنين، لكن على مر السنين كان دائما الخلفاء والولاة والسلاطين والرؤساء يتشاورون مع الكنيسة ورأسها لتسيير أمور الأقباط، وهذا ليس جيدا في رأيي، لأنه بذلك لم يحدث فصل بين الدولة / المجتمع والكنيسة، وهذا لعمري خطأ كبير، لكن كما أسلفت من قبل كانت الإدارات المتتابعة تتعامل مع رأس الكنيسة الدينية على أنه أيضا رأسها الأقباط القومي، وهذا غالبا خارج عن إرادة الرأس الديني وربما لا، لكني لا أستحبه.

لماذا توجد أنشطة اقتصادية تابعة لإدارة الكنائس والأديرة ؟ بالتأكيد ليست مخالفة للقانون ، لكن ألم يكن من الأفضل فصل دور العبادة عن الأنشطة التجارية ؟

صحيح توجد أنشطة إقتصادية كثيرة تابعة لإدارة الكنائس والأديرة، لكن معظمها في الغالب ليس ربحيا وإنما خيريا، كالمستوصفات ومصانع الملابس ومصانع الأثاث والمزارع وغيرها، صحيح من الأفضل ألا يكن للكنيسة نشاط إقتصادي ما، لكن هذه الأنشطة نافعة لسببين أو أكثر

1. ﻷنه في بداية الرهبنة القبطية (وبالتالي العالمية)، وبعد أن تململ القديس أنطونيوس عن العبادة اليوم كله، وتحير كيف له أن يعيش عابدا اليوم كله، فظهر له ملاك من عند السيد الرب وأرشده أن يشتغل بعمل يديه حتى لا يمل، يشتغل ساعة ويعمل ساعة، ومنذئذِ والعمل فريضة أساسية على الرهبان لابد وأن يؤدوها.

2. لكي يعول الدير أو الكنيسة نفسها بالمردود الناتج عن تلك الأنشطة، فمعروف أنه لا اﻷديرة أو الكنائس تتلقى أموالا من وزارة الأوقاف المصرية، على عكس المساجد وأئمتها، وهذا الوضع أفضل عن أي وضع آخر، ولا أحد يشتكي منه.

3. تصرف الكنيسة مصاريف باهظة من الأموال الناتجة عن هذه الأنشطة على أخوة الرب (مصطلح يطلق على الفقراء).

4. غالبا تسد هذه الأنشطة نقصا حادا في مثيلتها لدى المجتمع أو الدولة وبأسعار أحيانا كثيرة تكون رمزية، كمستوصفات الأخوة الفرنسيسكان، أو المدارس أو المزارع وخلافه، فالمستوصفات والمستشفيات والمدارس تساعد كلا من المسيحيين والمسلمين على حد السواء، وهذا واجب على الكنيسة ليس تفضلا.

إضافة (يبدو إني نسيت الإجابة عن السؤال الثالث):

لماذا توجد تلك العنصرية (التي قد لا تكون ظاهرة) في التعامل بين المسيحيين والمسلمين ؟ أنا أقصد تحديدا عدم الشراء أو التعامل سوى مع البائع المسيحي حتى لو كان هناك بائع مسلم أقرب للمشتري المسيحي !

أنا عن نفسي لا أميز بين قبطي ومسلم أو على الأقل أحاول ألا أميز، فمئلا لدينا في البلدة التي أقطن بها حلاق مسيحي وهو أقرب حلاق لمنزلي بالمناسبة، لكني لما ذهبت عنده مرة وجدت أن الإنتظار هناك لا يناسبني حيث قيلت أمامي ألفاظ خارجة كثيرة، فإستأنفت الذهاب للحلاق المسلم.. على أي حال أعتقد أن هذا الأمر موجود لدى المسلمين أيضا، وليس قصرا على الشرق الأوسط، لكن في أوروبا وامريكا أيضا، فالإنسان كما قيل عدو ما يجهل، لكن بمجرد أن أعرفك جيدا وأجدك إنسان طبيعي جدا، مثقف ومحترم سأتعامل معك بأريحية..

أخيرا ، كيف ينظر المسيحيون لمسألة السفر إلى كنيسة القيامة عن طريق الكيان الصهيوني ؟

تنقسم وجهات النظر، حيث أن البابا السابق شنودة رفض رفضا باتا السفر هناك إلا مع أشقائنا المسلمين (يقصد بعد حل كل المشاكل العالقة)، لكن كان هناك كثير من الأقباط يسافرون هناك في مدة حبريته على أي حال، والأكثر من ذلك أن عدد أكثر بدأ يذهب إلى هناك بعد نياحته (وفاته) لكن الكل على مسئوليته الخاصة وليس على الدولة أي إلتزامات تجاه هؤلاء كما أعرف.

أما عن رأيي الشخصي فيتبدى من نقطتين أساسيتين:

1. ليس هناك إلزام أو فريضة دينية على الأقباط أو غيرهم للحج إلى هذه الأماكن المقدسة.

2. ليس هناك ما يستدعي معاداة اليهود ﻷن يسوع قال "أحبوا أعدائكم".

لكني أتمنى ومن كل قلبي أن يعم السلام أرجاء فلسطين الحبيبة وألا نرى مزيد من الدم المهرق في شوارعها.

شكرا لك .

العفو يا أخي، سعدت بالرد على إستفساراتك :)

كانت الكنيسة في البداية كنيسة واحدة في نفس المعتقدات حتى الفرعية أو الثانوية منها، حدثت إنشقاقات بمرور الزمن، كانت كنيسة الإسكندرية (الكنيسة القبطية) دوما حائط الدفاع الأول عن معتقدات المسيحية السليمة فيها، حتى أنه من الصعب على دارسي التاريخ المصري ولو بنظرة بانورامية عامة إغفال دراسة الأبطال الأقباط كأثناسيوس وديسقورس وكيرلس وغيرهم..

وهذه بعض المقتطفات من موقع الأنبا تكلا توفيرا للوقت:

في القرن الخامس حدث الانشقاق الكبير بين الكنيستين الشرقية والغربية بسبب مجمع خلقيدونيا (عام 451 م)، فأصبحت كنائس الشرق تحت قيادة كنيسة الإسكندرية تُعرَف بالكنائس "الأرثوذكسية"، وكنائس الغرب تحت قيادة كنيسة روما وسميت بالكنائس الكاثوليكية. إلى أن جاء القرن الحادي عشر حيث انفصلت كنائس القسطنطينية واليونانية وشقيقاتها عن الكنيسة اللاتينية وأصبحت هي الأخرى تعرف بالكنيسة الأرثوذكسية.

وفي القرن السادس عشر (سنة 1529) قام مارتن لوثر بثورة ضد الكنيسة الكاثوليكية أطلق عليها ثورة الإصلاح. اعترض فيها على بعض التعاليم، وأطلقوا على أتباعه لقب المحتجين (البروتستانت) Protest. وداخل الكنيسة البروتستانتية حدثت انقسامات كثيرة وخرج منها طوائف عديدة جدًا!

كان بإمكاني إيراد الرابط، لكني أخترت أن أنقل الفقرتين أعلاه فقط، ﻷن تلك الصفحة بالموقع المذكور تتبع مباديء وأفكار محافظة جدا فيما يختص بموضوع الطوائف فيها الكثير من المبالغات في تحجيم الإختلافات..

أما عن الإختلافات العقيدية، فأنا لا أقيم لها وزنا كبيرا، ﻷني أرى أن كل الطوائف توصل للهدف الأساسي رغم إنكار بعضها على بعضها هذا الشيء! فمثلا: يقول الأرثوذكس أن أقنوم الروح القدس ينبثق من اﻵب، بينما الكاثوليك يقولون بأنه ينبثق من اﻵب والإبن، وهذا شيء لا أفهمه أصلا لذلك لن أخوض فيه..

بمرور الوقت ظهرت لدى الأخوة الكاثوليك بعض الأفكار التي لا توجد لدى الأرثوذكس ومؤكد قرأتِ عن بعضها أستاذة ليلى مثل المطهر وصكوك الغفران وتميز بابا روما عن باقي الباباوات وغيرها.

أما البروتستانت، فظهروا أساسا لإصلاح ما فسد وعطب في العقيدة الكاثوليكية في رأيي المتواضع، حيث كان يستشري الفساد والفقر والجهل والخرافات بين الشعب الأوروبي، فظهر رجال دين (كاثوليك أصلا) هم من قاموا بمحاولة إصلاح كل شيء، لكن ﻷنهم لم ينسقوا فيما بينهم التنسيق الكافي، فظهرت طوائف بروتستانتية عديدة، وهذا ليس عيبا كما قد يدعي معظم الشعب القبطي، فالتنوع شيء جيد ليس سيئا كما قد يظن البعض.. المهم أن البروتستانت أنكروا عقائد الكاثوليك المستحدثة مثل صكوك الغفران والمطهر وتميز كهنوت بابا روما في الرتبة وأنكروا الكهنوت كله، وأيضا قالوا بأن التبرير والخلاص بالإيمان فقط دون الأعمال على عكس ما يعتقد الأرثوذكس والكاثوليك، في حين يلطف الكثير منهم هذا الإختلاف قائلين بأن الأعمال الصالحة دليل على الإيمان وثمار له، لكنها ليست الفيصل في الخلاص، وأعتقد أن هذا هو أكثر الأراء وسطية وإعتدالا وصحة.

على أي حال هاكِ بعض الإختلافات الملحوظة:

1. الكهنوت والرهبنة يوجدا لدى كلا من الأرثوذكس والكاثوليك دون البروتستانت

2. يؤمن الأرثوذكس والكاثوليك بوجوب الإيمان والأعمال لنوال الخلاص أما البروتستانت فيؤمنون بأن الإيمان يكفي.

3. طائفة البروتستانت تنقسم إلى طوائف فرعية عديدة على عكس الطائفتين التقليديتين الأرثوذكسية والكاثوليكية.

4. البروتستانت لا يؤمنون بشفاعة الأبرار والقديسين بعكس الطائفتين الأخريين..

والعديد من الأختلافات التي يعتبرها البعض جوهرية والبعض ثانوية، أما أنا فأعتبر بعضها جوهري وبعضها ثانوي، لكن في النهاية إختلاف العقيدة بل والدين لا يفسد للود قضية ..

وعليكم السلام أخي، لا يوجد موقع أو مصدر رسمي بالشكل المطلق، ﻷن الموقع الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية مثلا ليس رسميا لكنيسة بروتستانتية أمريكية مثلا، والعكس صحيح أيضا. حتى أنك قد لا تجد موقع أو مصدر يتوافق عليه الكل (بفرض أنه ليس تابعا ﻷحد) فحتى القائلون باللاطائفية تم إعتبارهم طائفة جديدة من قبل طوائف عديدة خاصة التقليدية منها.

نعم صحيح، هذا هو المنظور السائد لدى الأقباط.

يؤمن المسيحيون أنهم منفردين عن باقي البشر أنه يسكنهم الروح القدس أي روح الله.. والروح القدس كما في المنظور الإنجيلي له دور بارز في حياة المؤمن وربما من أهم أدواره مكتوب في اﻵية اﻵتية: واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم (يو 14 : 26)، لذلك فالمسيحي عموما غير ميال للمجادلات والمناقشات ﻷنه يعرف أن اﻵخر مهما كان، طالما ليس عنده روح قدس، فمن الصعب أن يقبل كلام الله ويصدقه، ومن ثم فإن أي جدال في نظر المسيحي غير ذي فائدة ..

في المقابل، نحن مدعوون للتبشير والكرازة بإسم الرب، وفي اﻵية التالية، يوجد طريقة أخبرنا بها المسيح، يستعيض بها الأقباط وغيرهم عن الطريقة السابقة - آية (مت 5: 16): فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.

هذا الرجل شرير.. والاشرار لن يدخلوا ملكوت السموات في النهاية.. أهم شيء أنه لا يعديك. أنت رجل محترم، فلا تغر من الأشرار كما قال الكتاب المقدس.

هل تبرج الفتيات جائز في دينكم؟

تبرج الفتيات غير جائز على الإطلاق في المسيحية، وهذه بعض الآيات التي تعالج هذا الأمر:

1. "ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلى بالذهب وليس الثياب بل إنسان القلب الخفى فى العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذى هو قدام الله كثير الثمن" (1بطرس 3: 3، 4)

2. "الحسن غش والجمال باطل أما المرأة المتقية فهى تمدح" (أمثال 31: 30)

3. يوصى الله النساء قائلاً "أن يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل " (1تيموثاوس 2: 9)

4. "فانه هكذا كانت قديماً النساء القديسات أيضاً المتوكلات على الله يزين أنفسهن خاضعات لرجالهن" (1بطرس 3: 5)، أى يزين أنفسهن بالخضوع لرجالهن.

5. يوصى الكتاب النساء "أن يكن محبات لرجالهن ويحبن أولادهن متعقلات عفيفات ملازمات بيوتهن صالحات خاضعات لرجالهن لكى لا يجدف على كلمة الله" (تيطس 2: 4، 5)

6. "وكذلك أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل لا بضفائر أو ذهب أو لآلى، أو ملابس كثيرة الثمن، بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة" (1تيموثاوس 2: 9، 10 )

لو كان غير جائز فلماذا لايحثكم رجال دينكم على تركه؟

لماذا أسمع رنة التأكد في كلامك أن رجال ديننا لا يحثونا على ترك التبرج؟ لطالما حث رجال الدين الفتيات والرجال أيضا على لبس الملابس المحتشمة وعدم التبرج، آخر مرة أتذكرها كانت منذ ثلاثة أيام بالضبط، حيث نظر القس إلى الفتيات وقال: "لا يجوز على الإطلاق أن تأتي إحداكن وعلى وجهها مكياج" ثم حول نظره للشباب: "وأنتم، لابد أن تحلقوا ذقونكم" (في الحقيقة ذقني طويل، ولا أدري أين ذكر في الكتاب المقدس أن يحلق الرجال ذقونهم! مما يؤدي إلى إستغرابي كل مرة أسمع هذه الوصية)

هل لمجرد الاختلاف الظاهري عن المسلمات؟

أتعرف، لو تعامل الأقباط بهذا المنطق لحجبن بناتهم بل ونقبوهن، فالحجاب أمن للفتاة السائرة في الشارع (نسبيا) عن أن تكون غير محجبة.

ولا يهمك أخي، لكن مقتل أسماء البلتاجي أمر مشكوك فيه حسب ما رأيت على المواقع الإلكترونية، لكن -وبنفس منطقك- هل يتحدث الأخوان ومشايعيهم على الشهداء الأقباط أيضا وحرق وهدم الكنائس؟ يعتقد كثير من الأقباط أن الأخوان هم أول من تحدث عن هذا، ﻷنهم هم من فعلوا هذا، وتحدثوا عنه في خططهم، على إعتبار ما سيكون! وتحدثوا عنه فيما بعد "الإنقلاب" كما تدعي ليألبوا الأقباط ضد النظام الحالي.

بصراحة أظن أن سؤالك لا محل له من الإعراب، وليس مرتبط بملاحظتك أصلا، لكني أجبت عنه أعلاه على أي حال. لكن في النهاية نزع معظم الأقباط كمعظم الشعب المصري إلى البعد عن السياسة والسياسيين، ﻷن السياسة تحمل قدرا من النجاسة!