كان “عمر” شاب هادي بطبعه، من النوع اللي يضحك كتير… بس ضحكه دايمًا ليه صدى فاضي.
طول عمره متعوّد يشيل همّه لوحده، لدرجة إنه بقى جوّه دماغه “غرفة” محدّش يدخلها غيره—غرفة مقفولة على خوفه، وجعُه، وذكريات محدّش يعرف إنها لسه بتوجعه.
كان ناجح في شغله، محبوب وسط صحابه، بس لما الليل ييجي… كل حاجة تهدى، وهو يتهز.
يحس بإيده بتترعّش بدون سبب، وقلبه يجري كأنه بيهرب من حاجة هو نفسه مش عارف يطولها.
ويفضّل يقول لنفسه:
“عدّي… انت قوي.”
بس الحقيقة كانت إنه مرهق… قوي لدرجة إنه ما عادش قادر يبقى قوي.
نقطة التحوّل
في يوم كان راجع من شغله، وقف قدّام مرايته في أوضة نومه.
بصّ لنفسه كويس لأول مرة من شهور.
وشاف حاجة غريبة…
شخص تعبان، بيحارب معركة محدّش شايفها.
وقتها حسّ، لأول مرة، إن القوة مش إنه يستحمل…
القوة إنه يعترف إنه محتاج مساعدة.
الجلسة الأولى
دخل عند دكتور نفسي، وقعد في الكرسي وهو مش متأكد هو بيعمل الصح ولا لأ.
الدكتور قال له جملة بسيطة:
“أنا مش جاي أصلّحك… أنا جاي أقعد جنبك وإنت بترتّب الغرفة اللي محدّش بيدخلها.”
الجملة دي كسرت حاجة جواه.
“عمر” فجأة حس إنه مش لوحده.
وإن الغرفة اللي كان خايف يفتحها… مش لازم يدخلها لوحده كل مرة.
وبدأ يتكلم.
مرّة يبكي، مرّة يسكت، مرّة يضحك.
بس في كل مرّة، وزن الغرفة كان بيخف سنة.
بعد شهور…
ما بقاش عمر شخص تاني،
لكن بقى “نفسه”… نسخة أنضج، أهدى، أقرب لجواه.
اتعلم إن اللي جوّه الإنسان مش مفروض يتحبس، ولا يتدفن.
اتعلم إن المشاركة مش ضعف…
وإن العلاج مش للناس المجنونة—العلاج للناس الشجاعة.
مغزى القصة
كل واحد فينا عنده “الغرفة اللي محدّش يدخلها”.
بس الحقيقة إنك مش مطالب ترتّبها لوحدك.
وأوقات كتير، أول خطوة للعلاج مش إنك تكون بخير…
لكن إنك تعترف إنك مش بخير وتسمح لحد يساعدك.
ولو انت اللي بتقرأ الكلام دا وحاسس إن في جواك غرفة شبه دي…
فـ صدّقني:
أنت مش لوحدك، ولا ضعيف، ولا أقل.
أنت بس إنسان… وده كفاية جدًا.
التعليقات