مقولة "الحب أعمى" لماذا لا يرى الشخص الواقع في الحب عيوب شريكه حرفيا؟

ولكن بسبب دافع الاستقرار والتمني بتغير الطرف الآخر بعد الزواج،

هذه النظرة داخلية بحتة بسبب إحساس داخلي نفسي كما يتم تعريفه الخوف من الترك وهنا تتداخل وتتفق الرؤية العلمية مع علم النفس وبأن ما نقوله عفويا وعلى مستوى يظهر وكأنه سطحي بتعريف العلاقة هي" كيمياء" هي بالفعل هكذا عملية كيمايئية بحتة وهذه التفاعلات تجعل تفكيرنا يتداخل مع خوفنا بأثر رجعي وهو الخوف من الترك ما يجعلنا نتمادى في رؤيتنا الحالمة حول مستقبلنا مع هذا الشريك.

 لا يجب ذكر العيوب بمنتهى الصراحة ختى لا يشعر الطرف الآخر بالنفور.

لهذا كانت المرحلة الثانية وهي مرحلة الاكتشاف فمن غير المنطقي أن يداري الشريك مثلا عن شريكه أنه يخاف من الظلام أو الكلاب مثلا لأنه ربما يتعرض لموقف مثل هذا وهو معه وسيكون تصرفه هيستريا، ولكن لو تمت المصارحة بالتدريج بالمناسة وليست دفعة واحدة فلن نجلس وكل منا يملك ورقة مدون عليها كل عيوبه ولكنها تأتي مع الوقت ومنها يمكننا معرفة الشخص الذي نرتبط به هل هو فعلا يتقبل عيوبنا بما فيها أم فقط كان الانبهار هو انبهار مجرد جسدي من الدرجة الأولى ولم ولن يتطور إلى أبعد من ذلك.

جملة عقلانية وصريحة، وبالفعل الصراحة من بداية الارتباط بكل شيء سواء عيوب أو مميزات هو أمر مريح للطرفين، ولكن دعني أعرض عليك وجهة نظر مختلفة قليلًا، تقول أنه لا يجب ذكر العيوب بمنتهى الصراحة ختى لا يشعر الطرف الآخر بالنفور، ولكن دعه يرى العيوب بنفسه في المواقف المختلفة، لأن ذلك سيؤثر على فكرة تقبله لها، فهو هنا سيقرر بنفسه أنه عرف هذا العيب وسيقرر بقبوله لأنه يحب الطرف الآخر، فما رأيك بذلك الرأي؟

أعتقد أنه القليل جداً من الناس من تعرض نفسها في جلاء تام وتتجرد من عبارة ( أنا لا أكذب ولكني أتجمل) يعني : لماذا تتجمل المرأة مثلاً بأحمر الشفاة و ببعض الكريمات وبغيرها - وهو ما قد نعده كذباً في الحقيقة لأنها تظهر على غير الطبيعة - فيما لا يجوز للرجل أن يظهر بمظهر آخر حتى لا ينفر الطرف الآخر فيه؟!! أنا هنا لستُ بصدد رجل أو امرأة بل هما عندي سواء في الصراحة أو التجمل الذي لا يرقى إلى مستوى الكذب. يعني أحدهم عصبي فهو يتحرى ألا يكون عصبياً حتى يكسب الطرف الآخر فهل في ذلك جرح لعدم الصراحة؟ أعتقد اننا لو خلونا تمامًا من التكلف في فترة الخطبة وبدونا كاننا لا يجالسنا أحد - الفتى أو الفتاة هنا- فإنه لن تكمل فترة خطبة وسيفترق الإثنان حتماً! أرى أنه لابد أن تكون هناك اختلافات ولابد أن تحصل مشاحنات قبل الزواج مثلاً ولكن أن تحدث وأن يظهر الخلاف بعد الزواج خير له من أن يظهر قبله؛ لأنهم قبله هناك فرصة كبيرة للترك أما بعده فإنهم سيتحملان لأن كلاهما خسر ما لا يمكن تعويضه أو يمكن ولكن بمشقة عالية!

ولكن في رأيك عند الوصول لمرحلة الفتور أو المرحلة التي يتساءل فيها كل طرف عن سبب حبه للآخر، هل ترى أن هذه مرحلة تستدعي الاجتهاد من الطرفين للشعور بالحب مرة أخرى، أم ترى أنه في بعض الأحيان قد يتوقف شخص عن حبه لشريكه دون أي سابق إنذار؟

أعتقد ان ما يحرسنا من ان نصل إلى تلك الاسئلة ونشكك في صحة قرارانا بحب وارتباط بشخص معين هو ( مدى احتياجنا له). بمعنى أنً الحاجة للطرف الآخر بما يسد من نقص عندي هو ما سيوطد تلك العلاقة. لان الرغبة ستزول في شهر العسل أما الحاجة لحقيقية للطرف الآخر فهي ما ستظل. ثم ياتي دور الأخلاق بالإلتزام تجاه الطرف الآخر و المسئولية في القيام بذلك الإلتزام. أعتقد أن ما سيجعل الطرفان يمضيان العمر معاً هو الحاجة ثم الأخلاق التي تحكم العلاقة؛ تنازل كل طرف عن أنانيته لكي يعيش الطرف الآخر مرتاحاً. ثم تأتي الأطفال في مرحلة لاحقة لتربط بين الشريكين أكثر فأكثر لأنه يكون بينهما أقوى مما يسمى بالحب وهو وجود طرف ثالث ضعيف ليس له ذنب أن يعيش بعيداً عن والديه.

هذا ما عنيته بأن الأمر يحتاج لمجهود فمجرد المشاعر دون التعبير عنها والعمل للحفاظ عليها وإعادة إحيائها في حالة اختفائها يفقد الأمر معناه ويتحول لمجرد مشاعر مراهقة مندفعة، الأمر يحتاج لمجهود ذهني ولحضور ولتلبية حاجات وتحمل المسؤولية وحكمة في التعامل مع الجنس الآخر وفهم لطبيعته وأشياء أخرى قد ينظر البعض إليها على أنها تافه مثل السفر والخروجات والهدايا والمجاملات وغير ذلك كلها أشياء مهمة يجب أن تنال جزء من اهتمامنا وإلا تهاوت العلاقة سريعًا وفقد هذا الحب معناه.

هل من الممكن أن يقابل الانسان شخص يغير نظرته في الحب ؟

هل مررتم بها من قبل ؟