كيف تتكيف مع بيئة العمل الجديدة؟


التعليقات

هل تعرفين يا إيمان اليوم تم الاتصال بي من أجل الذهاب لاستلام وظيفة في التعليم، وهي عبارة عن عشرة أيام بدل إحدى المعلمات المصابة بالكورونا.

ودائما ما آكل هم اليوم الأول للوظيفة، ولكن بفضل الله جاء الاتصال قبل بدأ الدوام بساعة واحدة، قمت بالمسارعة لارتداء ملابسي، والذهاب وأنا متفائلة.

الجميل في الأمر أنني عادة أواجه اليوم الأول بشيء من القلق، لكن هذه المرة شعرت بحماس شديد، ورغبة في العمل.

وقد كونت بعض العلاقات السريعة، حيث قمت بالدخول إلى غرفة المدرسات في حصة الفراغ التي كانت من نصيبي، وقمت بطرح سؤال لأخذ خبرة منهن، وجر حوار لطيف بيني وبينهن.

وبفضل الله كان سؤالي قد أثار بيننا حوار جيد، حيث كان هذا السؤال: "كيف تقومون بضبط غرفة الصف في ظل منع الضرب وخاصة أن الطلاب ذكور" وقامت كل معلمة بإعطائي بعض الخطط من خبرتها من أجل ضبط الصف.

هذا ساعدني على أخذ خبرة، وايضا الاستفادة من الحوار، والتعارف اللطيف والحوار الهادف، الذي أنتج سرعة في قبولي بينهن.

فقد جربت سابقا أن أظل في يومي الاول جالسة وحدى، صامتة، لكن هذا الأمر لم ينتج إلا نفور، وشعوري بالغربة.

لذا فنصيحتي لأي شخص جديد في العمل هو أن يتفاعل مع الزملاء، ويسأل أسئلة تشعرهم أنهم خبراء، حتى لو لم يكن بحاجة لإجاباتهم.

فتقريبا كل ما قيل لي أعرفه، ولكن كنت أريد الدخول في حديث يثمر علاقات.

في رأيك، ما هي الأسباب التي تُصعب تكيف الموظفين الجديد مع بيئة العمل الجديدة؟

عادة عندما يدخل شخص إلى مكان جديد، يكون هناك فئات وأحزاب، وهو غريب، ولا يعرف أحد.

ويظل ينتظر أن يتعرف عليه أحد، أو يلاطفه أحد، وغالبا لن يهتم به أي شخص من الموجودين، فيستمر شعوره بالوحدة والغرابة وربما يصل به الحال لكره العمل، وانتظار الوقت للانتهاء من أجل الفرار من المكان.

صمت الشخص، وعدم التعريف بنفسه، خجله، تجنب جلوسه وحشر نفسه مع الزملاء، تجعله منبوذ.

العلاقات الطيبة بين الزملاء تترك هامش من الراحة، والشعور بالأمان.. والطمأنينة.

فتقريبا كل ما قيل لي أعرفه، ولكن كنت أريد الدخول في حديث يثمر علاقات.

ماذا إن أخذوا فكرة عنّا أننا لا نملك خبرة كافية في المجال وأننا لا نستحق المكان الذي نحن فيه؟ يقولون الانطباع الأول هو الذي سيدوم، ما الحل إذن؟

ممكن أن تتحدث عن شيء لا يخص العمل..

مثلا تتحدث في موضوع عام الكل يتفاعل معه، مثل أن تتحدث عن كورونا، أو عن جو الخريف والاكتئاب، أو موسم الزيتون والزيت، أي موضوع للنقاش.

نعم الانطباع الأول يدوم، ولكن يمكنك أن مثلا تخبرهم عن أفكارك عن العمل، وتبين لهم أنك ذكي وفلهوي..

نعم الانطباع الأول يدوم، ولكن يمكنك أن مثلا تخبرهم عن أفكارك عن العمل، وتبين لهم أنك ذكي وفلهوي..

النفوس الآن ليست سوية، إذا بينت لهم قدراتي في أول تعامل، ستبدأ المؤامرات حول أنني قادم لكي آخذ مكانهم في العمل، وأصبح الموظف المدلل لدى المدير، وتبدأ المعارك التي تحدث تحت الطاولة!

أنا أتبع دائمًا مقولة "الصديق قبل المكان" وهذه النصيحة الأهم عند التعامل مع بيئة عمل جديدة. تكوين صداقات أو حتى صداقة واحدة كبداية يمكنها أن تسهل عليك الكثير بعد ذلك. ومن أهم أسباب عدم التكيف هي قلة المرونة الاجتماعية للعديد من الأشخاص بمعنى: بعض الأفراد لا يجيدون التعامل إلا مع أشخاص معينة بطباع معينة فقط ولا يستيطعون عمل حوار أو إنجاز عمل مع أشخاص يتخلفون معهم في الشخصية والأذواق. من الأسباب الأخرى هي التكبر ومحاولة إثبات الذات بدون عمل علاقات اجتماعية في مكان عملك. هذا قد يسبب في بعد الناس عنك أيضًا وإيجاد صعوبة في التكيف على بيئة العمل الجديدة.

هل واجهت من قبل مشكلة مماثلة؟

نعم، عندما انتقلت من بيتنا إلى بيت آخر.

في رأيك، ما هي الأسباب التي تُصعب تكيف الموظفين الجديد مع بيئة العمل الجديدة؟

تعوّد الشخص على بيئة معينة، وخوفه من المجهول، فنحن كبشر نخاف مما لا نعرفه وعدم وضوح الحياة الجديدة في بيئة معينة هي ما تجعلنا نخاف وننفر منها. وبعدها يبدأ التكيّف والتعوّد بالتدريج.

اعتقد أنني اوجه ذلك فعلًا يا ايمان الآن مع كورس الديكور والتصميم الداخلي الذي آخده، اشعر بالقلق أحيانً من عدم إمكانية اجادتي للمرحلة الجديدة التي انا مقبلة عليها


ريادة الأعمال

مجتمع المهتمين بريادة الأعمال وإنشاء مشاريعهم الخاصة.

91.6 ألف متابع