وهم النجاح، كيف نحاربه بر أيكم؟....... كتاب " ما أوصلك هنا لن يوصلك هناك"


التعليقات

ما جعلك ناجحا في حالة معينة قد لا يكون مناسبا للتطبيق في حالة أخرى، وهذا صحيح إلى حد كبير، 

ربما يكون صحيح يا ايمان ولكن في رأيي ، ليس إلى حد كبير، لأنني كما اختبرت الحياة وكما سمعت من عدد من اطباء النفس المتخصصين ، اعتقد ان النجاح مثل التاريخ يعيد نفسه، وهو ايضا مثل المال : النجاح يجلب مزيد من النجاح، ولذا فنحن غالبا ما نرى الشخص الناجح في عمله ، هو في نفس الوقت ناجح في صداقاته وكذلك في حياته الزوجية ... الخ ، ربما لأنه اعتاد الفوز وربما لأنه ايضا جرب النجاح وعرف كيف يحصل عليه، وعرف ما يلزمه من اصرار وتخطيط وكتمان واخلاص ... الخ ما هنالك من اخلاق وسلوكيات تدعمه في نجاحه اي كان المجال.

وبالمثل في رأيي غالبا ما نجد الشخص الفاشل في الحب والزواج، يلازمه هذا الفشل في عمله وفي حياته المالية وربما مع ابويه ايضا، هل هي عدوى في رأيك أم ماذا؟ هل لديك تبرير لذلك؟

ولكن يا ايمان ، نفس المنطق لا يمكن القياس عليه في حالة النجاح ، يعني بتطبيقه في حالة النجاح سنجد أن النجاح يعقبه نجاح وبالتالي لن يكون النجاح السابق عائقا لنا عن المضي قدما في أعمالنا.

وبالتالي أنا افهم أن وهم النجاح ايضا معدي ، أي ان من توهم نفسه ناجحا مع اصدقاءه وهو مجرد تابع لهم ، وأن من اجتاز الامتحان بالغش وبفارق درجات قليلة عن درجة الرسوب ، وهو يعتقد ان هذا نجاح، سوف يظل طوال عمره يرضى بالفتات ويتوهم أنه أقصى ما كان يحلم به وأقصى ما يمكن الوصول اليه. أليس هذا هو وهم النجاح والذي بدوره سيؤدي إلى وهم نجاح ثاني وثالث ... الخ. أم ماذا ؟

أنا أؤمن ايمان أن النجاح في موقف معين لا يعني أن تنجح في موقف آخر لأن النجاح لا يرتبط بالشخص وحده وقدراته، فهناك الكثير من الأمور التى ترتبط بالنجاح و تساعد الشخص على ذلك منها البيئة التي تحيط به، نوعية العمل الذي يقوم به، مهاراته وقدراته، الفريق المساعد له، الزمان والمكان الذي يشكلان عاملاً مهمًا في النجاح مثلاً تخيلي لو أن شخصًا افتتح شركة لبيع الهواتف وصياناتها و استيرادها وتصديرها قبل عشرين عامًا هل سيكون نجاحه في ذلك الوقت دليل قطعي على نجاحه في وقتنا هذا ؟ بالتأكيد لا فقبل عشرين عامًا لم تكن هناك الكثير من الماركات المختلفة و الشركات المنافسة الأخرى وبالتالي سيكون نجاحه في ذلك الوقت اكثر باعتباره شيء لم ينتشر بكثرة، هل تؤيدين قولي ؟

نعم حدث ذلك بالفعل، وتحديدا بعد انتهاء الصف السادس الابتدائي!

لقد ذكرت تلك القصة سابقاً، سأحاول تلخيصها:

بعد نجاحي في الصف السادس الابتدائي وحصولي على المركز السابع على الجمهورية وقتها، تلقيت العديد من الاتصالات الهاتفية التي تبارك لي، وتظل مكالمة مدرسة اللغة العربية هي الأكثر تأثيراً، أرجوا أن تكون بأتم الصحة والعافية، فقد كانت من المعلمات الفضليات.

قالت لي:

"حقك أن تفرح، لكن القادم أصعب؛

تذكر أنه من السهل الوصول إلى القمة ولكن من الصعب الحفاظ عليها"

صراحة لم أفهم وقتها ما ترمي إليه، ولكني تذكرت مقولتها عندما حصلت بالكاد على درجة النجاح في إختبار مادة الدراسات الإجتماعية بالصف الثالث الإعدادي، والذي بطبيعته قضى على آمالي في المنافسة على ترتيب جيد وسط زملائي.

ما هي الطريقة الصحيحة التي تجعلنا نحمي أنفسنا من الوقوع في وهم النجاح؟

أن تبدأ وكأنك لم تحقق أي شئ، أن تبدأ كل مرحلة من جديد وكأنها مرحلة مستقلة، لا تعش في الماضي كثيرا، فقط خذ منه العبرة وانطلق.

الفكرة منطقية جدًا يا ايمان لكن لها حل برأيي، وهو عدم تعريف ذواتنا بكوننا تلك المهارات، يعني مثلًا تجدين رجل يقول أن فلان المهندس، أنا فلان الطبيب، هو يعرف نفسه كطبيب وليس كذات مجردة، غالبا هذا الخلط يحدث لأننا لا نفصل بين الواجهة التي نواجه بها المجتمع وبين ما نعرف به أنفسنا من الداخل، يمعنى أننا لا نستطيع التفريق بين من نحن وبين الكود المجتمعي، وفي إثر ذلك الخطأ وهو تعريفنا لأنفسنا من خلال وظيفة نوهم أننا لا نملك شيئًا إلا تلم المهارات والكود المجتمعي

اعتقد بمراقبة الذات يا ايمان بوضع الفكرة أولا في الرأس ثم ترديدها على مسامع العقل والنفس ثم مراقبة النفس حتى يصبح هناك تمكن مع النفس حتى في الوقت الذي تكونين فيه في الكود المجتمعي يكون هناك دراية ان هذا ليس انت


كتب وروايات

مُجتمع متخصص لمناقشة وتبادل الكتب (غير المتعلقة بالبرمجة والتقنية بشكل مباشر) والروايات العربية وغير العربية والمواضيع والأخبار المتعلقة بها.

77.8 ألف متابع