لنفترض جدلًا أنّ لديك شركة أو فريق عمل، من ستختار؛ موظفين مختصين ودقيقين في مجالهم أم متعددي المواهب؟
أيهما الافضل أن نوظف موظف مختص في مجال معين أم متعدد المواهب؟
حسب نوع العمل المنوط له, يجب تحديد طبيعة العمل للإجابة على هذا السؤال.
إن بعض الوظائف تتطلب خبيرا ومختصا فشركة معمار لن توظف متعدد مواهب من أجل وضع مخطط هندسة معمارية, ستعمد الحكومة على غلق شركته ومحاكمته إن علمت أنه يمزح في توظيف المهندسين, لأن الهندسة المعمارية لا تحتمل الخطأ وقس على ذلك العديد من الوظائف... إن التخصص لم يوجد عبثا بل هو ضرورة ملحة في بعض الحالات.
تعتمد وظائف أخرى على مهارات شخصية لا ترتبط بأي تخصص, كالفطنة والنشاط والقدرة على التواصل والنشاط وغيرها....كمندوبي المبيعات مثلا, وبالتالي وباختصار لكل مقام مقال.
ألا يمكن للمختص أن يكون متعدد المواهب؟ لما لا أجمع بين الأمرين من خلال اختيار شخص مختص متعدد المواهب.
الآن أي شركة تقتنص الأشخاص الذين يمتلكون مهارات متنوعة بجانب التخصص، كل شركة تفاضل بين المتقدمين بعد النظر لملائمتهم للوظيفة المقدم عليها، ثم يقيمون مهاراتهم وأي الأمور يتقنون بشكل عام، والأنسب هو الأفضل بين المتقدمين من حيث هذين الأمور.
فحتى المختص سيحتاج لمهارات جانبية ومواهب أخرى قد تجعل من عمله أكثر احترافية.
في واقعنا اليوم ونظرا لتداعيات جائحة كورونا، بدأ ان الشركات اعتمدت على الموظفين الأكثر مهارة في تلبية ظروف العمل وبالتالي فان متعددي المواهب من الموظفين كانوا على مقدرة تامة لتلبية حاجة العمل وشغل مواقع زملاء لهم لم يتمكنوا من العمل لظروف صحية او غير ذلك.
بينما نجد أن الموظفين المختصين والدقيقين في مجالهم تطلب منهم توفير تدريب داخلي للموظفين لتفادي أي طواريء او تقليص في عدد العاملين.
وفي حال كنت صاحب القرار سأختار الموظف متعدد المواهب وذلك للاسباب التالية:
- لديه عقلية نمو وليست عقلية ثابتة. ويتمكن باستمرار من فهم ما سيأتي بفضل فضوله.
- من خلال وجود موظفين يتمتعون بقدرات متعددة ، يمكن تقليل التكاليف من خلال عدم الاضطرار إلى تعيين شخصين لدورين منفصلين
- الأفراد ذوي المهارات المتنوعة يمكنهم دائمًا المشاركة وإنقاذ الموقف
الأمر يختلف حسب نوعية العمل وحسب نوعية المكان الذي سأضع فيه الموظف
مميزات المختص أنه:
- أعلم بمجاله عن غيره.
- يمكنه حل المشاكل الدقيقة للغاية.
أما متعدد المواهب:
- لديه مرونة وسعة نفس.
- يمكنه حل المشاكل التي لا تعتمد على دقة كبيرة.
- لديه معلومات جانبية يمكننا الإستفادة منها.
سأفضل بالطبع إن وجدت شخصُا مرنًا ومتخصصًا ولكن إن لم يكن سأفاضل بين هذه المهارات واختار فمثلًا إذا كان المنصب لا يحتاج لإبداع شديد والمشاكل التي قد تطرأ تحتاج متعمقًا سأختار المتخصص أما إن كان المنصب حيويًا وبه جديد كل يوم ولا يحتاج إلى تخصص دقيق للغاية سأختار متعدد المواهب بالطبع.
التخصص يعني الاحترافية.
كلما كنت أكثر تخصصا كلما كنت اكثر احترافيا وتمكن من عملك، وهذا هو المطلوب في الوقت الحالي، حسب ما قرأت فإن الكثي من خبراء التوظيف يرون أن الشخص الذي يقفز بين مجالات كثيرة هو شخص تائه وحائر ولا يعلم ما يريد، وهو أيضا ليس محترفا فيما يفعل، وبالتالي كثيرا ما ترفضهم الشركات، ربما يتم توظيفهم في الأعمال التي لا تتطلب احترافية عالية، ولكن بالتأكيد فإن المحترفون دائما هم المتخصصين.
المهمة بعينها ، يجب أن تكون الركيزة الأساسية في اختيار صاحبها، فلو أردنا مترجما مثلا، فنحن نبحث عن مترجم متمكن ، وله ما يثبت ذلك، ولكن لو عرفنا مترجما لأكثر من لغة، ويتقن الكتابة التعبيرية، والتصميم ، سيكون ذا أفضلية، ولكننا لا نختار شخصا يتقن الترجمة والتصميم والكتابة التعبيرية بمستويات مقبولة، وهناك على الجانب الآخر مختص في مجال الترجمة متفوق في مهاراته، لأن الأساس هو المهم.
التعليقات