Zinab Amin

187 نقاط السمعة
3.07 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
7

النجاح كما نراه في حياة الآخرين

في محيطنا القريب، نرى أشخاصًا يُصنَّفون ناجحين لأنهم حققوا ما كان متوقعًا منهم: وظيفة مستقرة، مسار واضح، صورة مقبولة اجتماعيًا. ومع ذلك، حين يبتعد الحديث عن العلن، يظهر شيء آخر؛ تردد، إنهاك، أو شعور خفي بأن هذا النجاح لم يكن اختيارًا خالصًا، بل نتيجة مسار لم يكن من السهل الخروج عنه. نرى أيضًا العكس: أشخاصًا اختاروا طرقًا أقل وضوحًا، لم يحصلوا على الاعتراف نفسه، لكنهم أكثر انسجامًا مع أنفسهم. لا يملكون إجابات جاهزة عندما يُسألون عن “الخطوة القادمة”، لكنهم يملكون
10

الحسد لا ينظر إلى ما نملك… بل إلى ما ينقصنا

في تجارب كثيرة مررنا بها، أو شاهدناها عن قرب، نكتشف أن الحسد لا يولد من الفقر ولا من الحرمان وحده، بل أحيانا من المقارنة المستمرة. رأيت أشخاصا يملكون الكثير، ومع ذلك لا يرون إلا ما ينقصهم عند غيرهم. كأن النعمة لا تكتمل في أعينهم إلا إذا قورنت بنعمة أخرى. في العمل، قد ينجح أحدنا بعد سنوات من الجهد، فيقابل نجاحه بنظرات صامتة، لا تحمل فرحا ولا تهنئة، بل دهشة مشوبة بالضيق. وفي العلاقات، قد يفرح شخص بزواج، أو استقرار، أو
6

ماذا نفعل عندما لا تكفي الشهادة وحدها؟

كثيرون ممن نعرفهم أنهوا تعليمهم وهم يتوقعون أن تكون الخطوة التالية واضحة، لكن الواقع لم يتعامل مع الشهادة باعتبارها نهاية الطريق، بل بدا وكأنه بداية أسئلة جديدة. فجأة، لم تعد المعرفة التي امتلكوها كافية وحدها، ولم يكن واضحًا كيف تُترجم إلى ممارسة حقيقية. نرى خريجين ممتازين يقفون في حيرة أمام متطلبات العمل، وآخرين تعلّموا معظم ما يستخدمونه اليوم خارج قاعات الدراسة. في المقابل، لا يمكن إنكار أن التعليم منحهم لغة للفهم، حتى وإن لم يمنحهم أدوات جاهزة للاستخدام. التجربة العملية
12

النرجسية التي لا تُرى

ليست كل النرجسية صاخبة أو واضحة. أحيانًا تكون هادئة، أنيقة، ومُربكة. نراها في أشخاص لا يرفعون صوتهم، ولا يطلبون الإعجاب صراحة، لكن وجودهم يجعل كل شيء يدور حولهم دون أن تشعر. حديثهم يبدو متعاطفًا، اهتمامهم محسوب، قربهم مشروط بشيء لا يُقال. من تجارب نراها حولنا، هذا النوع لا يؤلمك دفعة واحدة. لا توجد لحظة فاصلة تقول فيها: “هنا بدأ الأذى”. بل يحدث الأمر تدريجيًا. تبدأ في إعادة شرح نفسك أكثر من اللازم، في الاعتذار عن أشياء لم تقترفها، في الشك
12

الطفل الذي تحمل اكبر من عمره

في كل دائرة تقريبا كان هناك طفل يوصف بانه عاقل زيادة عن اللزوم. طفل يعتمد عليه، لا يشتكي، لا يطلب كثيرا، يفهم الظروف قبل ان تشرح له. في الظاهر كان هذا مدعاة للفخر. وفي الداخل كان يعني شيئا اخر. يعني ان الطفل تعلم مبكرا ان يكون قويا، ان يراعي مشاعر الكبار، ان يقلل من احتياجاته. كبر هذا الطفل وهو يعرف كيف يتحمل، لكنه لا يعرف كيف يطلب. يعرف كيف يقف وحده، لكنه يشعر بالذنب حين يتعب. يعرف كيف يكون مسؤولا،
3

أشياء فعلها أهلنا بدافع الحب وتركَت أثرًا خفيًا

في اغلب القصص التي نعرفها، لم يكن الاهل يقصدون الاذى. كانوا يريدون الحماية، التفوق، الاستقرار، او ببساطة ان يكون الطفل افضل حالا مما كانوا عليه. لكن في التجربة الواقعية، النية وحدها لم تكن كافية. كلمة قيلت بدافع التصحيح، بقي صداها سنوات. مقارنة قصد بها التحفيز، صنعت شعورا دائما بعدم الكفاية. صمت اختير لتجنب المشاكل، ففهمه الطفل على انه تجاهل. كثيرون حين يتحدثون عن طفولتهم يقولون ان اهلهم كانوا طيبين، لكنهم يشعرون بشيء غير مفسر في الداخل. قلق بلا سبب واضح،
9

لماذا نواصل تحمّل مسؤوليات تُرهقنا نفسيًا؟

مررتُ منذ فترة بتجربة جعلتني أنتبه لهذه الفكرة بوضوح. كنت أتحمّل أكثر مما أستطيع في العمل، أوافق على مهام إضافية، وأؤجل راحتي باستمرار، ليس لأنني قادرة فعلًا، بل لأنني لم أرد أن أبدو مقصّرة أو أقل التزامًا. كنت أقول لنفسي إن الأمر مؤقت، وأن التعب سيزول لاحقًا. مع الوقت، بدأت ألاحظ أنني أستيقظ منهكة رغم النوم، وأتعامل مع يومي بفتور، وأحتاج مجهودًا مضاعفًا لأداء أشياء كنت أفعلها بسهولة. ومع ذلك، واصلت. لم أتوقف لأن فكرة الاعتذار أو طلب التخفيف بدت
7

لماذا نشعر بالذنب عندما نأخذ استراحة؟

في كل مرة آخذ فيها إجازة من العمل، أو أقرر الجلوس مع نفسي قليلًا بعيدًا عن أطفالي، يزورني شعور في بالذنب. كأن الراحة تحتاج إلى مبرر، وكأن التوقف المؤقت خيانة لدور ما اعتدت القيام به. أجد نفسي أفكر: هل كان يجب أن أعمل أكثر؟ هل قصّرت؟ هل كان الأَولى أن أستغل الوقت في شيء أنفع؟ مع أنني أعرف في داخلي أن التعب الحقيقي لا يُرى دائمًا، وأن الجسد والعقل لهما حق في التوقف. الغريب أن هذا الذنب لا يأتي لأننا
5

كيف يتحول العطاء إلى استنزاف؟

هناك نساء لا يشعرن أن لهن حقًا في الطلب أو الاعتراض، لا لأنهن ضعيفات، بل لأنهن تعلمن أن قيمتهن في العطاء فقط. واحدة من هؤلاء النساء كانت ترى نفسها دائمًا الطرف الذي يجب أن يحتوي، ويتفهم، ويتنازل، مهما طال الوقت أو زاد الألم. مع السنوات، تحوّل غياب الإحساس بالاستحقاق إلى باب مفتوح للاستنزاف العاطفي. زوجها اعتاد أن يأخذ أكثر مما يعطي، وأن يُحمّلها مسؤولية المشاعر والمشاكل، وحتى تقلباته. كل مرة تشعر بالحرمان، تُقنع نفسها أن هذا طبيعي، وأن طلبها للاهتمام
5

لماذا نُعطي آراء الآخرين وزنًا أكبر من راحتنا النفسية؟

كنت أتحدث مؤخرًا مع أحد أقاربي، وكان واضحًا عليه الضيق. لم يكن منزعجًا لأنه ارتكب خطأ أو آذى أحدًا، بل لأن الناس اعترضوا على اختياراته. كان يعرف في داخله أنه لم يفعل ما يستحق كل هذا القلق، ومع ذلك يشعر بثقل كبير كلما سمع تعليقًا أو رأيًا مخالفًا. ما لفتني في الحديث أنه لم يكن يبحث عن تصحيح مساره، بل عن راحة لا يجدها. كان يعيد التفكير في نفسه مرارًا فقط لأن الآخرين لم يرضَوا، ويمنح كلماتهم مساحة أكبر من
6

تجربة علمتني أن بعض النجاحات لها ثمن خفي

أتذكر فترة كنت أعمل فيها على هدف مهني اعتبرته وقتها خطوة مهمة جدًا في مساري. كنت أستيقظ مبكرًا، أعمل لساعات طويلة، أؤجل الراحة، وأقنع نفسي أن هذا مجرّد ضغط مؤقت وسينتهي بمجرد تحقيق الإنجاز. كنت أرى التعب علامة جدية، وأعتبر الإرهاق جزءًا طبيعيًا من الطريق. عندما وصلت إلى النتيجة التي كنت أسعى لها، شعرت بلحظة فرح قصيرة، ثم سادني إحساس غريب بالفراغ. لم أشعر بالرضا الذي تخيلته، بل بإرهاق عميق وصعوبة في الاستمتاع بما أنجزت. حتى الأشياء التي كانت تمنحني
5

لماذا نعمّم تجارب الآخرين ونُعاملها كحقائق مطلقة؟

ألاحظ أننا في لحظات كثيرة نتعامل مع تجارب الآخرين كأنها قوانين ثابتة لا تتغير. نسمع قصة شخص تعافى بطريقة معينة فنصدق أننا سنشفى بالطريقة نفسها، أو نرى علاقة انتهت بسبب تفاصيل بسيطة فنبدأ بالبحث في حياتنا عن العلامات ذاتها، حتى لو لم تكن موجودة. يحدث هذا لأن الإنسان بطبيعته يخاف المجهول، فيتشبث بأي تجربة جاهزة تمنحه شعورًا بالأمان، حتى لو لم تكن تخصه. مررت أنا أيضًا بهذه المرحلة. كنت ألتقط تجارب الآخرين وأحملها فوق كتفي، كأن حياتي نسخة مكررة من