أحد مقالاتي المترجمة:
الترجمة كما نعرفها جميعًا هي عملية تحويل النصوص والمقالات والكتب وغيرها من لغةٍ إلى أخرى وفي نفس الوقت النجاح في التعبير عن نفس الأفكار والمشاعر التي يقصد الكاتب في النص الأصلي إيصالها والتعبير عنها.
يمكن أن تأتي الترجمة أيضًا بالعديد من الأشكال والأحجام المختلفة؛ فلديك الترجمة الطبية والتقنية والإعلامية والأدبية بين العديد من أنواع الترجمة المتباينة. ومع ذلك، فإن نوعًا واحدًا من الترجمة يبرز نفسه حقًا من بين الآخرين بهامشٍ ضخم؛ الترجمة القانونية.
مصطلح “الترجمة القانونية” يعود إلى ترجمة أي نص يُستعمل ضمن النظام القانوني. كالمستندات المستخدمة لأغراض قانونية يُطلب تقديمها عادة باللغة الرسمية للسلطة القضائية المرتبطة، ويمكن أن يشمل المصطلح مجموعة واسعة من النصوص، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، إفادات الشهود والأحكام القانونية والسوابق وبراءات الاختراع المقدمة والمحاضر والتقارير الرسمية والوثائق المالية ووثائق الهويّة.
ما هي الترجمة القانونية؟
اتفاقيات الشراكة بين شركتين أجنبيتين وتأجير الممتلكات أو المعدات هي ما يتعامل معه الكثير من المترجمين القانونيين بشكلٍ دوري. التعامل مع المحامين والقضاة وحتى مع الموكلين الذين لا يستطيعون التواصل مع محاميهم لأنهم لا يستطيعون التحدث بنفس اللغة التي فيها كل القضايا التي تعامل معها كل مترجم قانوني سابقًا.
لذلك إذا اعتقدت أن التعامل مع الموكلين ذوي المهام الصعبة شاق، فعليك أن تحصل على ترجمة قانونية. الترجمة في مجال القانون يمكن أن تكون في نطاقٍ ثقافي محدد وبالتالي من الصعب أن تُترجم. وأيضًا، زلَّة واحدة فقط قد تؤدي إلى أن يتم رفض دعوى قضائية أو حتى أن يتم مقاضاتك أنت.
ومع ذلك، رغم هذه التحديات، فإن الترجمة القانونية ليست مزعجة بالقدر الذي تبدو عليه عندما تعتاد عليها، وخاصةً عندما تعرف كيفية معالجة التحديات الشائعة التي يواجهها المترجمون القانونيون في مجالهم.
التحديات التي تواجه المترجمين القانونيين:
١. المصطلحات بين اللغتين مختلفة جدًا
المصطلحات القانونية بين اللغة المصدر واللغة الهدف تكون غالبًا مختلفة على نطاق واسع وهذه هي الصعوبة الأكثر شيوعًا التي يواجهها المترجمون القانونيون.
كيفية التغلب عليه: اطَّلع بنفسك على النصوص القانونية في كلا اللغتين المصدر والهدف، ستلاحظ فعليًا أن الكثير منها تكرارية. وشيء آخر عليك أن تأخذه بعين الاعتبار هو السؤال المستمر! نعم، إذا كنت تعرف شخصًا يتحدث باللغة التي تترجم إليها فربما قد يستطيع مساعدتك، ونفس الأمر ينطبق إن لم تكن متأكدًا تمامًا من مصطلح معين في لغتك الأم.
٢. الأساليب القانونية المختلفة المستخدمة في كل لغة
كل دولة لها نظامها القانوني الخاص، وبالتالي لديها أسلوبها الخاص في كتابة الوثائق والعقود القانونية. مجرد ترجمة المصطلحات القانونية لن يعوّض عن عدم وجود نمط قانوني معين، لذلك فتركيب الجملة الخاص يلعب دورًا كبيرًا هنا.
كيفية التغلب عليه: كما ذكرت من قبل، اقرأ نصوصًا وعقودًا قانونية مختلفة. ونصيحة أخرى مفيدة – إذا كان لديك بعض الوقت – هي أن تفتح كتاب القانون في تلك الدولة وتبدأ في قراءته سريعًا أو حتى قراءته فقط لتتمكن على الأقل من اكتساب فكرةٍ عن نوع الأساليب القانونية الذي يتم استخدامه هنا.
٣. الثقافات المختلفة
مجرد كونك وجدت ترجمة لمصطلح قانوني معين في لغةٍ واحدة لا يعني أنك يمكنك استخدامه في كل عقدٍ منشورٍ في كل دولةٍ تتحدث هذه اللغة. لنأخذ العربية على سبيل المثال، عندما تجد دولةً واحدة تتحدث العربية تستعمل ذلك النوع من “صيغة التاريخ” في النصوص القانونية، لا يعني هذا أن تندفع وتقوم باستعماله في عقد آخر يخص دولة أخرى تتحدث العربية.
كيفية التغلب عليه: كن دقيقًا وواضحًا حول البلد الذي ينتمي إليه الموكِّل الذي تترجمه له. تذكّر، قانون الدولة يعكس ثقافتها، لذلك تأكد من أنك على درايةٍ بالأعراف والتقاليد الثقافية في ذلك البلد. حتى لو كانت هنالك دولتان تتحدثان نفس اللغة فلا يعني هذا أن لديهما نفس الثقافة بالضبط. قد يكون بعضها مشابهًا للبعض الآخر وبينما البعض الآخر قد يكون مختلفًا تمامًا.
قد تكون الترجمة القانونية مهنة صعبة لاتخاذها، ولكن مع بدء ترجمة المزيد واكتساب المزيد من الخبرة، سوف تبدأ فعليًا في إدراك أن معظم العقود تتبع نفس البنية. لا تيأس، فكل مهنةٍ عظيمة لديها مجموعتها الخاصة من التحديات، لذلك قم بما تحبه ولا تخش شيئًا!
للنقاش:
أريد أن أستغل هذا وأسأل، ما رأيك بمستقبل الترجمة الآلية والبشرية؟
هل تعتقد أنك كمترجم قد تتخصص في المجال القانوني وتخوض مغامراته؟