أعلن الرئيس التنفيذي لأمازون في مؤتمر حديث عن نية الشركة إدخال الإعلانات الممولة إلى خوارزميات المساعد الصوتي "أليكسا".

بمعنى أوضح، حين تسأل أليكسا عن أفضل هاتف يناسب احتياجاتك أو أي منتج عموما، قد تُوجَّه تلقائيًا نحو منتج من شركة دفعت لتكون ضمن الاقتراحات التي تطرحها عليك أليكسا.

من منظور تسويقي، قد يبدو هذا تحوّلًا جذابًا وواعدًا. الإعلان لم يعد شيء مزعج يقطع الفيديو، أو لافتة تومض في وجهك فجأة أثناء تصفح موقع، بل بات أقرب إلى نصيحة من مساعد رقمي. بحيث لا يطلب المعلن انتباهك، بل يحصل عليه دون مقاومة. تجربة سلسة، طبيعية، شبه خفية.

لكن هل هذه السلاسة في صالح المستخدم فعلًا؟

فحين يصبح المساعد الذي تثق به، ويعرف تفاصيل يومك ومشترياتك ونمط حياتك، أداة إعلان، فإن التوصية لم تعد بريئة. أنت لا تسمع رأي محايد، بل توجيه مدفوع الثمن. ويكفي أن تغيب عنك هذه المعلومة أو تنساها مع الوقت حتى تبدأ في اتخاذ قرارات استهلاكية ظنًا أنها نابعة منك، بينما هي في الحقيقة مزروعة بهدوء في وعيك من قِبل خوارزمية تعرف كيف تختار اللحظة والأسلوب المناسب.

من السهل أن نقول إن المستخدم يمكنه دائمًا أن يقرر، لكن الواقع أكثر تعقيدًا. نحن لا نستهلك الإعلانات كما في السابق، بل نعيش داخلها. أصبح من الصعب أن نفرّق بين ما نريده حقًا، وما طُرِح أمامنا أكثر من مرة حتى اعتقدنا أننا نريده. ما تفعله أمازون قد يكون تطورًا طبيعيًا في اقتصاد المنصات الذكية، لكنه يفتح أسئلة وجودية حول العلاقة بين الإنسان والخوارزمية.