الآلات تتفوق على البشر في الاختراقات: الأمن السيبراني سيصبح ساحة حرب جديدة للذكاء الاصطناعي

أكتب لك وأنا اليوم أعمل على مشروع اختبار أمان نموذج من احدث هذه النماذج، واقسم بالله أقل عقلية في المبرمجين يمتلك وعي وذكاء عنه، النموذج يتم خداعه بسهولة ويتم افقاده للوجهة والتركيز بسهولة تشتته وخطأه يتكرر بنفس النمط ولا ثغرة يتم تعديلها.

أظن لو أصبحت هذه حرب فعلاً فالعنصر البشري مازال المتحكم والمنتصر بها، سواء الطرف الذي يحرك ويهاجم أو الطرف الذي يطور النموذج في الناحية الأخرى.

بصراحة أجد أن ما يحدث اليوم في مجال الأمن السيبراني أقرب لما كنا نقرأه في روايات الخيال العلمي منذ سنوات قليلة فقط أن تتمكن أداة ذكاء اصطناعي مثل Xbow من التفوق على البشر في اكتشاف الثغرات واختراق الأنظمة بهذا المستوى يجعلنا أمام واقع جديد تمامًا لا نملك فيه رفاهية التأخر عن مواكبته الأمر لم يعد يتعلّق بمهارات فردية أو جدار ناري تقليدي بل بصراع يومي بين أنظمة ذكية تهاجم وأخرى تردّ عليها في الوقت الحقيقي ما يقلقني هو أن هذا السباق قد يخرج عن السيطرة فعلًا حين تصبح الآلات هي من تُخطط وتُنفّذ وتتعلّم من نفسها دون رقابة بشرية كافية نحن أمام مرحلة تتطلب تشريعات دولية جديدة وفهمًا أعمق لمفهوم الأمان الرقمي وللأسف كثير من المستخدمين لا يزالون يجهلون خطورة هذه التغيرات أو حتى أهمية حماية بياناتهم الأساسية لكن السؤال هنا هل سنتمكن من ضبط هذا السباق قبل أن تفلت زمامه من أيدينا أم سنجد أنفسنا مجرد مشاهدين كما يحدث مع الكثير من التحولات التقنية الأخرى؟

أعتقد أننا سنكون على مشارف عصر جديد تعاد فيها ترتيب القوى في العالم ليس فقط على من يمتلك أسلحة أكثر وأفضل بل من يملكون أدوات ذكاء اصطناعي أكثر تطور وقدرة. تهديدات الحروب الآن لن تكون بالنووي والصواريخ مثلما يفعلون الآن. ولكن يكفي أن تهاجم الدولة الأقوى نظام الدولة الأضعف. بنوك، أنظمة دفاع، محطات طاقة، قواعد بيانات. شل كامل لنظام الدول بدون الحاجة لإراقة نقطة دم واحدة.