في تصريح أثار جدلًا واسعًا، قال لويس فون آن، الرئيس التنفيذي لشركة Duolingo، إن الذكاء الاصطناعي سيتولى مستقبلًا إدارة العملية التعليمية بالكامل، في حين ستتحول المدارس إلى أشبه بدور رعاية للأطفال وسيقتصر دور المعلمين على الإشراف فقط، لا التدريس. قد نرى أن هذا التصريح صادم بعض الشيء، لكن هل هو بعيد عن الواقع؟
Duolingo، الشركة الرائدة في تعليم اللغات، قامت بالفعل بدمج الذكاء الاصطناعي في منصتها لتقديم دروس مخصصة لكل متعلم بحسب مستواه وسرعته. وهذه التجربة الفردية والفورية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي لا يمكن لأي معلم في صف مكتظ أن يضاهيها. من هنا تنطلق فكرة فون آن، فلماذا نصر على التمسك بالنموذج القديم بينما تتغير أدوات التعليم من جذورها؟
لكن ما تغفله تلك النظرية من وجهة نظري أن التعليم لا يقتصر على المعلومات فقط، بل يمتد ليشمل بناء الشخصية والمهارات الاجتماعية المختلفة، هذه عناصر بشرية لا يستطيع الذكاء الاصطناعي محاكاتها بعد، وربما لن يستطيع أبدًا.
تصور المدارس كدور رعاية فيه اختزال كبير لدورها كمكان لبناء الإنسان، وليس فقط كخزان لتفريغ المعلومات. حتى من الناحية النفسية، العلاقة بين الطالب والمعلم لا يمكن استبدالها بخوارزمية مهما كانت متطورة. فكيف سيتعامل الذكاء الاصطناعي مع طالب يشعر بالإحباط؟ أو مع آخر يعاني من مشاكل أسرية تؤثر على تحصيله؟ انا مع استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة في يد المعلم، لكن ليست ولا يجب أن تكون بديلا عنه أبدا
من وجهة نظرك، هل دور المدارس مستقبلا سيقتصر على الرعاية فقط بينما يستلم الذكاء الاصطناعي زمام العملية التعليمية بالكامل؟
التعليقات