ما مدى خطورة استخدام تطبيقات التعارف للزواج؟

في رأيي بالنسبة إلى نقطة تسريب البيانات، فهو مرتبط بمعظم مواقع التواصل لديها البيانات الخاصة بنا، بالإضافة للشروط التي نوافق عليها قبل دخولنا مواقع أخرى دون دراية كافية بكيفية استخدامها. أما بخصوص تطبيقات المواعدة، فأنا لا أؤمن بجدواها ولا اعتقد أنها طريقة منطقية للتعارف إلى أحدهم في سياق الارتباط والزواج، ومعظم مستخدميها يرغبون في تجربة التطبيق ومعرفة كيف يعمل وهكذا، لكن الهدف ليس علاقات طويلة المدى. اعتقد أن معظمها يناسب الثقافات الغربية أكثر، وأعلم انه مؤخرًا ظهرت تطبيقات مواعدة على الطريقة الإسلامية لتسهيل إيجاد الشريك والزواج في في سياق ديني، ولكني لا زالت أراها غير مناسبة لأن فكرتها سطحية جدًا، ولا يمكن تطبيقها على علاقات تعتمد على تحليل الشخصية، معرفة القواسم المشتركة بين الاثنين في الأفكار والمبادئ وغيرها.

أذكر مساهمة هنا على المنصة من زميلة تقريبًا نشرتها باسم مجهول، كانت تحكي موقفًا يعبر عن استغلال الكثير لتلك التطبيقات سواء من الفتيات أو الشباب بغرض التسلية والتعارف وتضييع الوقت، وقد سبب هذا الامر لها مشكلة شخصية ما زالت تحاول حلها، وأعتقد ان هذا حال كثيرين من رواد تلك التطبيقات.

في رأيي الشخصي تلك التطبيقات لا تقدم فائدة، بل هي إحدى وسائل إفساد الشباب وتسهيل الاختلاط تحت مسمى التعارف، والبحث عن شريك، وحتى لو تمت عبرها بعض التوافقات الناجحة في البداية فهي أساسها خاطئ ولن تستمر لفترات طويلة وسيصبح مضمونها الشك وعدم الاحترام المتبادل.

فتحت هذه التطبيقات بطابع الفضول سواء التي تهتم بالتزويج وعقد القران والتعارف على هذا الأساس أو تلك التي تؤسس مثل ما يقول التطبيق لأول خطوة قبل الزواج وبكل التكبيقات التي اكلعت عليها كان هناك إما غايات أخرى لبيع الخدمات الجنسية بشكل مستتر ومخفي أو هناك خلل واضح بالمعلومات التي يطلبونها واحتمالية تسريب عالية أو تخزين على الأقل لأغراض أجهلها، هناك تطبيق يطلب أربع صور من الشخص الذي يريد أن يسجّل فيه ويقول بأن هذه الصور ضرورية لا اختيارية أيضاً!

أنا غير مقتنع أننا نستطيع أن نقوم بذلك أونلاين ولو كان الأونلاين ناجح كانت انتشتت الغروبات على فيسبوك وغيرها قبل التطبيقات.

بغض النظر عن مشكلة تسريب البيانات لأنها تحدث بكل المواقع، واعتقد أن من يقرر استخدام الإنترنت فكأنه يوقع إقرار بالموافقة على تسريب معلوماته الشخصية.

ولكن أليس خطيراً أن نقبل على خطوة مصيرية مثل الزواج ونأخذ قرار بها من خلال تطبيق أو موقع؟ هل بيانات من نختار من بينهم دقيقة حقاً، وهل توضح شخصية صاحبها وقدرته النفسية على الزواج مثلاً؟ أنا لا أعتقد ذلك وأرى أن الأمر به مخاطرة كبيرة، وأعتقد أن المؤسسات البحثية لو ركزت دراستها على حالات الزواج التي تحدث في مثل هذه المواقع فسيكون معظمها فاشل، أو منتهي نهاية مؤسفة.

بعيدًا عن التطبيقات نفسها، البارحة ظهر لي حساب أنشئ حديثًا على تطبيق الإنستقرام هدفه أيضًا الزواج والتعارف تحت مسمى "الخطابة"، المهم أنني بدافع الفضول دخلت لأشاهد محتواه فدهشت من كمية المعلومات التي تعرض هكذا للعلن بحثًا عن شريك حياة منشود من بين الأشخاص الذين يقلبون مقاطع الريلز لساعات!

تضمنت معلومات دقيقة جدًا لم ينقصها سوى الإسم، ودهشت حقًا من أن هناك أشخاص يسمحون بنشر معلومات خاصة كهذه على العلن ويعتقدون أنهم يحافظون على خصوصيتهم فقط عبر إخفاء الإسم، ما دام أننا وصلنا إلى مرحلة مشاركة هذه المعلومات على مواقع التواصل الإجتماعي بهذا الشكل، فالتطبيقات أمرها أهون!

هل تؤيدين منع مثل هذه الحسابات والتطبيقات لأن مضارّها بصراحة أكثر من فوائدها سواء من الناحية الإجتماعية أو الأمنية أو التقنية؟

البيانات تشمل معلومات حساسة مثل الأصل العرقي، والموقع الجغرافي، وعيد الميلاد. ويمكن الوصول إليها دون الحاجة لاختراق مباشر. ستة من هذه التطبيقات تمكنت من تحديد الموقع الدقيق للمستخدمين، مما يشكل خطرًا كبيرًا على سلامتهم.

لا أجد بهذه البيانات شيئا خطيرا، يعني كلها بيانات قد تعرف من اي موقع على الإنترنت، لكن ما أخشاه فعلا أن تتسرب صور شخصية، أو محادثات بين أطراف هنا الأمر يكون خطيرا. فتطبيقات الزواج مهمة للكثير ممن ليس لديهم علاقات اجتماعية أو المسافرين أو المتأخرين بالزواج لذا أعتقد يجب أن يكون هناك معايير أمنية فريدة تعمل على حفظ كل البيانات دون تسريب