تداخل الذكاء الإصطناعي فينا لدرجة أنه أصبح جزء من حياتنا و حاليا يلعب دورا متزايدا في مجالات مختلفة، ومن بين هذه المجالات هو كشف الأكاذيب، تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا السياق على تحليل البيانات الكبيرة والمتنوعة، مثل تعابير الوجه، ونبرة الصوت، وأنماط الكلام، وحتى الحركات الجسدية. من خلال تعلم الآلة، يمكن للأنظمة تحديد الأنماط غير الطبيعية أو التناقضات التي قد تشير إلى الكذب، و يكون هذا الأمر بعد أن يتعلم الذكاء الاصطناعي من مئات الساعات من الفيديوهات الصوتية والبصرية لتحديد الخصائص المميزة للأشخاص الذين يكذبون، فهل سيطر علينا الذكاء الإصطناعي لدرجة أننا أصبحنا نصدقه و نكذب البشر؟
كيف يمكن أن يكشف الذكاء الاصطناعي عن الأكاذيب؟
إنني أرى أن الجانب الإنساني والعواطف والقيم الأخلاقية لا يمكن استبدالها بالتكنولوجيا، الثقة بين الناس والقدرة على فهم وتقبل المختلف هي جوانب أساسية من تفاعلاتنا اليومية، لذا على الرغم من تطور التكنولوجيا واستخدامها في مجالات متعددة إلا أنه يوجد احتمالات كبيرة للخطأ لذلك لا اؤمن بالذكاء الإصطناعي بشكل كامل .
الذكاء الاصطناعي موثوق يمكنه أن يكتشف وجود تقلبات و تغييرات في الآراء و المواقف .. و لا أعتقد أنه ينبغي تصنيفها في خانة الكذب .. لأن الكذب المتعمد اصطلاح يطلق على كل المحاولات المتعمدة لتزييف الحقائق المؤكدة و المثبتة .. و الذكاء الإصطناعي لا يستطيع أن يفهم سبب التغييرات و الاختلافات التي تجري بين المعطى القديم و المعطى الجديد .. لأنه يؤشر فقط على أن هناك شيء ما مستجد لا يتطابق و لا يتوافق مع ما عنده من معلومات .. من الجيد أن يمتلك كل إنسان مرافقا إلكترونيا ذكيا يسجل كل كلماته و حركاته و تصريحاته و يقوم بتنبيهه عند حصول أي تغييرات ..
الذكاء الاصطناعي يعتمد على تحليل البيانات الكبيرة والتعلم الآلي. رغم قدرته على اكتشاف التغييرات، فهو ليس لديه القدرة على فهم السياق أو الأسباب التي أدت إلى هذه التغييرات، و كما ذكرت الكذب المتعمد هو محاولة لتزييف الحقائق، بينما التغييرات في الآراء والمواقف هي جزء طبيعي من النمو والتعلم، من المهم أن نميز بين الاثنين فالذكاء الاصطناعي سيكون أداة قيمة للتنبيه على التغييرات، لكن يجب أن يكون لدى الشخص القدرة على تفسير هذه التغييرات وتقديم الأسباب خلفها.
فهل سيطر علينا الذكاء الإصطناعي لدرجة أننا أصبحنا نصدقه و نكذب البشر؟
المسألة ليست هكذا، لكن يمكن الاستفادة من تلك التقنية، في مجال التحقيق بالجرائم، فكثير من فرق الشرطة ينضم لها أخصائيين نفسيين لتحليل سلوك المجرمين وردود أفعالهم أثناء التحقيق، فإن كان الذكاء الإصطناعي سيسهل عمل الأخصائيين والمحققين فنعتبرها هنا مساهمة جيدة كما كان عمل جهاز كشف الكذب، وتظل أيضًا النتيجة النهائية ترجع لتقييم المحققين.
المشاعر لا يمكن فقط رصدها بهذه السهولة، فهي معقدة لدرجة أن ممثل ما قد يخدعنا في لعب دور الضحية أو العكس، وأرى لو تم الحكم أو رصد هذه المشاعر من قبل الألة أو التكنلوجيا سيكون هنالك كارثة حقيقية لأنه سهل التلاعب بها.
لا أعتقد أن تلك الآلات ترصد المشاعر ولكن الانفعالات والحركات الجسدية ومعدل ضربات القلب المصاحبة للكذب، وهذا كما ذكرت مشابه لجهاز كشف الكذب وهو بالطبع يصيب ويخطئ، لكن تحت إشراف وتقييم بشري يمكن الاستفادة منه.
بالنسبة لموضوع التمثيل لا أعتقد أن كثير من المجرمين يجيدون التمثيل خاصة تحت ضغط التحقيق.
@Hedidi_chihab @MayadaHelmy
لا أعتقد هذا فحتى اليوم لا يمكننا معرفة أنفسنا وما نمر به وعلم النفس نفسه لا يمكن أن يخبرك بنتيجة واضحة عن شعورك أو تصرفاتك رغم أن من يرصدها يكون بشر مثلك، وكل ما يقال عن قراءة الجسد وهذا الأمر يمكن التلاعب به، وحتى لو أخذنا عينات ورصدناها وما إلى آخره أيضا يكن التلاعب بها بشرب شيئا ما، أنا لست ضد التطور ولكن موضوع أن تحكم وتفهم العقل وأفعال وردود أفعال البشر يحتاج إلى مراحل متعددة ولفترات مختلفة هذا هو الواقع والحقيقة عن البشر.
ليست المسألة أننا نصدقه أكثر من البشر، بل نصدق ولو جزئيًا في الآلية أو التقنية التي يعتمدها للوصول إلى نتائج، هذا موجود من قبل حتى في أجهزة كشف الكذب، بالرغم من أن كثير من تلك الأجهزة تكون نتائجها غير صحيحة ولا يمكن الاعتماد عليها، إلا أن بعضها مثلا يعتمد على التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء الإجابة، ورصد مناطق تنشط في الدماغ عندما نكذب أو نقول الحقيقة.
ولكننا نرى أنه دائما الإنسان قادر على التلاعب بهذه الألات وخاصة لو تدرب عليها، فحتى التحاليل الطبية نفسها تكون تحت ظروف معينة لكي تخرج لنا الألة نتيجة واضحة، لهذا يخبرنا الأطباء مثلا قبل تحليل معين من أخذ عينات من الدم أنه عليك الصيام لفترة كذا أو التوقف عن تناول طعام معين، لأن كل هذا يؤثر في النتيجة النهائية ما بالك بالحكم على مشاعر معينة مثل الصدق والكذب فالألة تحتاج ظروف معينة لإصدار حكم واضح.
بالضبط حمدي، خاصة أن الذكاء الصناعي هنا يكون مدبرًا على نماذج معينة ليس شرطًا أن تكون عالمية فكل شخص يعبر عن مشاعره وتتغير تعبيرات وجهه وحركاته إلخ بشكل مختلف، وليس هناك صفات واضحة يمكننا أن نربطها بالكذب لأننا ببساطة نعلم فقط عن الكذبات التي عرفنا أنها كذب، ولكن هناك الكثير من الكذب الذي لم يكشف والذي نعتبره صدقًا فالعينة من البداية منحازة
التعليقات