بعد الضجة التي أحدثها محرك البحث Perplexity، أثار ذلك اهتمامي فقضيت مؤخرًا عدة أسابيع في استخدامه كمحرك البحث الافتراضي الخاص بي على سطح المكتب، وبعد المئات من عمليات البحث، أستطيع القول بأنه على الرغم من أنني لست مستعدًا للانفصال تمامًا عن جوجل، لكنني الآن أكثر اقتناعًا بأن محركات البحث التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل Perplexity يمكن أن تخفف من قبضة جوجل على سوق البحث أو على الأقل تجبرها على اللحاق بالركب.

للوهلة الأولى، تبدو واجهة سطح المكتب في Perplexity شبيهة إلى حد كبير مع واجهة جوجل، ولكن بمجرد أن تبدأ في الكتابة تصبح الاختلافات واضحة، فعندما تطرح سؤالاً، لا يعيد لك Perplexity قائمة الروابط، وبدلاً من ذلك، يقوم بالبحث في الويب نيابةً عنك ويستخدم الذكاء الاصطناعي لكتابة ملخص لما يجده، تُشرح هذه الإجابات بروابط للمصادر التي استخدمها الذكاء الاصطناعي، والتي تظهر أيضاً في لوحة أعلى الرد.

لقد اختبرت Perplexity على مئات الاستفسارات، بما في ذلك أسئلة حول الأحداث الجارية وتوصيات التسوق والمهام الوظيفية، في كل مرة كنت أتلقى ردًا أُنشئ بواسطة الذكاء الاصطناعي، عادةً ما يكون طوله فقرة أو فقرتين، مملوءًا باستشهادات لمواقع مثل نيويورك تايمز وريدت، أي أن إجاباته كانت دقيقة في الغالب، أو لأكون أكثر دقة، كانت دقيقة مثل دقة المصادر التي اعتمدت عليها، وإحدى ميزات المحرك المثيرة للإعجاب هي كابيلوت Copilot، التي تساعد المستخدم على تضييق نطاق الاستعلام عن طريق طرح أسئلة توضيحية، كما كان المحرك جيداً أيضاً في اعترافه بأنه لا يعلم كل شيء، ففي بعض الأحيان كان يقدم إجابة جزئية عن سؤالي، مع تحذير مثل "لا توجد تفاصيل أخرى متوفرة في نتائج البحث"، كما وجدته أكثر فائدةً لعمليات البحث المعقدة أو المفتوحة، مثل تلخيص المقالات الإخبارية الأخيرة حول شركة معينة أو إعطائي اقتراحات لمواقع مفيدة.

لكن عندما سألت Perplexity عن اتجاهات الانتقال إلى مكان في السوق لم يعرف أين أعيش، بينما كان جوجل يعطيني توجيهات خطوةً بخطوة من منزلي، وذلك بفضل تكامله مع خرائط جوجل، لذا تعد بيانات الموقع مجرد واحدة من المزايا الكثيرة التي يتمتع بها جوجل مقارنةً بنظام Perplexity ، كما أن الحجم شيء آخر، إذ لدى شركة Perplexity عشرة ملايين مستخدم نشط شهريًا، وهو رقم مثير للإعجاب بالنسبة لشركة ناشئة شابة ولكنه ضئيل مقارنةً بمليارات من مستخدمي جوجل.

على الرغم من أنني استمتعت باستخدام Perplexity، ومن المرجح أن أستمر في استخدامه جنبًا إلى جنب مع جوجل، لكنني ما زلت أشعر بالقلق بشأن ما يخبئه المستقبل للكتّاب والناشرين والأشخاص الذين يتصفحون وسائل الإعلام عبر الإنترنت وعن مدى مصداقية وصحة ما ينشرونه باعتمادهم عليه.​​​​