طالب النشطاء الانسانيين في الفترة الاخيرة ايلون ماسك بتفعيل الانترنت الفضائي ستارلنك في غزة بعد انقطاع الانترنت عن سكانها بعد القصف المتواصل من جيش الاحتلال.

استجاب ماسك على استحياء، وقال انه سيوفّر الانترنت للمنظمات الرسمية التي تعترف بها الامم المتحدة.

لم يكن جوابًا يعني أنّ الانترنت سيتوفّر في غزة، لكننا نملك تجربة في اوكرانيا حيث وفّر ماسك الانترنت لسكانها اثناء الحرب الروسية.

تجربة اوكرانيا كانت محفوفة بالغرائب، كانت تعاني سيرفرات الشركة من مشاكل تقنية، لدرجة انها غابت عن العمل لمدة اسبوعين، وصار هناك اعتراضا من الشركة بعد استعمال الجيش الاوكراني لها في تحريك الدرونات الحربية، وانتهى المطاف بالشركة أن تدفع 20 مليون دولار في الشهر لاجل ابقاء الخدمة فعالة في اوكرانيا، اضطرّ ماسك للطلب من الجيش الامريكي ان يغطّي بعض هذه التكاليف.

مع هذه القصة والمقال الذي أرفقته، سيكون من المنطقي أن نعرف لماذا يحاول ماسك توفير الانترنت "على استحياء" الأمر مُكلف، ولا يبدو أنّ أمريكا (التي قطعت الانترنت على عزة) ستقوم بتمويل هذا المشروع، على عكس ما حصل مع روسيا.

الامر يدفعني للتشكيك بجدوى الانترنت المجاني، بل لاكون محددًا، التشكيك بسياسات هذا الانترنت. فهو يُكلّف الشركة، والشركة تحتاج لتمويل من جهة، وحينما تُموَّل فهي تُسيِّس، وهذا يدفعنا للتساؤل، هل الانترنت المجاني مجاني فعلًا؟