منذ أن نزل آيفون 15 بروماكس ورأيت سعره بالمصري من 80000إلى 100000 تقريبا حسب سعة الذاكرة، ورغم ذلك نفذ في أغلب منافذ البيع حسب ما قرأت، الفكرة أن قرأت عن عيوب كثيرة لهذا الهاتف، بداية من أنه يسخن بسبب معالج آبل A17 برو الجديد. كما أنه لا يتحمل اختبار الضغط والانحناء وينكسر خلفيته الزجاجية بالضغط عليها، بجانب وجود مشكلة في نظام التشغيل كما وضحت آبل، ورغم كل هذا الهاتف عليه إقبال رهيب بكل الدول وخاصة الدول العربية. فلماذا إذن هل يشرحلي أحد ما هي الأسباب لذلك؟
هل يستحق أيفون 15 بروماكس هذه الضجة وهذه الأسعار؟
بالتأكيد لا يستحق، هذه وجهة نظري الخاصة، الناس يلهثون وراء الفارغات فرغا في هذا العثر الذي نعيش فيه، وأبسط مثال هو التدافع أمام مراكز بيع هذه الهواتف بصزرة همجية لا تعبر عن الرقي ولا التحضر، وهذه صفعة قوية لمن يدعي بأن الثراء وريث التحضر، وهو في الحقيقة عكس ذلك تماما، كيف يتدافع هؤلاء الناس في طوابير ويدفعون مبلغا ضخما خاصة عندنا في بعض الدول العربية، من أجل هاتف قد يكون من المكملات لا من الأساسيات، شخصيا لو امتلكت ذلك الهاتف ولو مجانا سأبيعه وأشتري به حاجيات أساسية نافعة.
وأبسط مثال هو التدافع أمام مراكز بيع هذه الهواتف بصزرة همجية لا تعبر عن الرقي ولا التحضر،
هذا المشهد اندهشت له، توقعت بالبداية أنها لأشخاص يتهافتون على عروض أطعمة أو أدوية، وليس هاتف بهذا المبلغ الضخم، خاصة أن سعره بمصر بمرتفع جدا، يعني هو بالدول الأوروبية تقريبا مسعر في متوسط 1200 دولار تقريبا، لكن لدينا بمصر يعادل تقريبا 3000 دولار، وهذا أمر من المفترض يجعل الكثير يتراجع عن الشراء، الفكرة أيضا لو قلنا أن هذه الهواتف لها ميزات فهل تستحق هذا المبلغ، فكنت بحوار مع أحد مختصي التقنية، وأكد أن الجهاز لا يحمل ميزات تعادل السعر أبدا.
يعني هو بالدول الأوروبية تقريبا مسعر في متوسط 1200 دولار تقريبا، لكن لدينا بمصر يعادل تقريبا 3000 دولار
السعر المرتفع بنظري هو لكون المنتج حديث وجديد والكمية محدودة، هذا السعر قد يكون منطقيا في أوروبا أما عندنا فهو أمر لا يتقبله عاقل، لكن لقد تعودنا على هذه المناظر حتى في مسائل الفيزا والغرين كارد فهو ليس بجديد يعني.
يمكن القول بأن الضجة الإعلامية التي ترافق إصدارات أبل، والدعايات التي تكاد لا تخلو منها منصات التواصل، والسمعة التي احتفظت بها الشركة على مدار السنوات الماضية كانوا أسباب تدفع المستهلك لأن يلهث خلف اقتناء تلك الهواتف الجديدة أو قل عنها المجددة، فقد لا تختلف عن سابقاتها إلا بالقليل.
ولنضف على ذذلك سياسة أبل الفريدة في التسويق لمنتجاتها، فقد نجحت في أن تربط هواتفها وساعاتها وبقية الناس بأنها Prestigious Products لها نوع محدد من الزبائن وهم الطبقة العليا من المجتمع. وعلى مبدأ إن لم تكن من الكرام، تشبّه بهم، يسعى الكثيرون للتفاخر باقتناء تلك المنتجات للحصول على نوع من القبول والمكانة الاجتماعية.
أتمنى أن أكون قد وفقت في طرحي :)
هناك شركات كثيرة تعمل على الجانب التسويقي، مثل سامسونج، ورغم ذلك فأخر هاتف أطلقته سامسونج كان جالاكسي s23 ورغم ذلك كان تكلفته بالمصري تقريبا 33000 ولم أسمع كم الشكاوي التي سمعتها عن آيفون 15 برو ماكس.
ولنضف على ذذلك سياسة أبل الفريدة في التسويق لمنتجاتها، فقد نجحت في أن تربط هواتفها وساعاتها وبقية الناس بأنها Prestigious Products لها نوع محدد من الزبائن وهم الطبقة العليا من المجتمع.
ليس فقط الطبقة العليا بالمجتمع، اليوم حتى الطبقة المتوسطة تسعى لشرائه أكثر من أي وقت لتحقق البريستيج بحملها تفاحة آبل.
الأسباب هى أننا نسعى وراء المظاهر الكاذبة، فيسعى أحدهم لشراء هاتف بمبلغ كبير بالتقسيط لأنه لا يملك ثمنه أو حتى جزء منه فقط ليظهر أنه يمتلك هاتف غالي الثمن يظن أنه سيزيد من قيمته في المجتمع وفي نظر من حوله وهذا حتما خطأ فادح لذلك أنه نفذ في أغلب منافذ البيع في الدول العربية لأنها ثقافةمجتمع ليس إلا.
أظن أن الأمر يرجع لسببين اثنين فقط وهما:
أولا: الشعبية والانتشار: بعض الناس يرغبون في ايفون 15 لأنه هاتف شهير ومنتشر في جميع أنحاء العالم، فهو يحظى بإعلانات واسعة وتغطية إعلامية كبيرة، كما أنه يستقطب اهتمام الكثير من المشاهير والنجوم. وهذا يجعل المستخدمين يرغبون في اقتنائه للتميز والانتماء لتلك الفئة.
وثانيا: الولاء والعادة: بعض الناس يفضلون ايفون 15 لأنهم متعودون على استخدام منتجات آبل ونظام التشغيل iOS1، ويشعرون بالولاء والثقة بها. كما أنهم قد يمتلكون أجهزة آبل أخرى مثل الماك بوك أو الآيباد أو الآير بودز2، ويريدون توافقًا وتكاملاً بينها.
سياسة أبل بالأساس تستهدف أرقى الفئات بالمجتمع فهي لا تريد أن يكون منتجها بأيدي الكل، يعني هو ليس منتشرا لهذا القدر بين العملاء، ورغم هذا المشهد المتداول على وسائل التواصل يوضح كم الاهتمام والحرص على اقتناء الهاتف
ورغم هذا المشهد المتداول على وسائل التواصل يوضح كم الاهتمام والحرص على اقتناء الهاتف
ليس جميع من تهافتوا على الإصدار الجديد من الجهاز يودون شراءه لأنفسهم؛ فجزء منهم فعل ذلك لأجل بيعه لاحقًا بسعر أعلى، فهم يقومون بالاستثمار في الجهاز، وبذلك هم يقومون باستغلال غباء الآخرين لصالحهم.
ليس جميع من تهافتوا على الإصدار الجديد من الجهاز يودون شراءه لأنفسهم؛ فجزء منهم فعل ذلك لأجل بيعه لاحقًا بسعر أعلى، فهم يقومون بالاستثمار في الجهاز، وبذلك هم يقومون باستغلال غباء الآخرين لصالحهم.
ولماذا اشتريه من أشخاص بسعر مرتفع ولا أشتريه من منافذ البيع نفسها إلا لو كنت تقصدين التعويم القادم واستغلاله للبيع بعد حدوثه؟
التعليقات