كوني اعتمد في تعلمي على قراءة الكُتب و بالتالي عندما أريد شرح موضوع فإني الجأ الى الطريقة الكتابية(التي تعتمد على الكتابة والصور) و اشاركها في بعض الأحيان مع أصدقائي , لكن احدهم قال لي : " لم يعد احد يهتم بالقراءة حاول استخدام الفيديو بدلاً من ذلك ) فهل انت ممن يعتقد ان شرح المواضيع و وضعها في كتاب أصبحت وسيلة غير مُجدية ؟؟ اتمنى ان استمع الى آرائكم لأنني بصدد اعداد كتاب تعليمي و بدأت افكر في تعديل الفكرة .
هل ترى ان الكتاب لم يعد وسيلة تعليمية فعالة ؟ ( حوار مفتوح)
كنا بنقاش حول هذا الموضوع منذ فترة، واختلفنا الحقيقية في تأييد الرأيين، ولكن ما توصلنا له بالنهاية أنه وفقا لموضوع الذي ستطرحه للتعلم سيكون اختيار الطريقة، يعني مثلا لو سأتعلم البرمجة سيكون الفيديو والشرح العملي أمام عيني أفضل وأكثر فعالية عن الكتاب حتى لو كان مدعوم بالصور، لكن هناك مجالات أخرى قد يكون التعلم عبر الكتاب مفيدا مثل ريادة الأعمال، العمل الحر، الاقتصاد، ومن قبيل هذه العلوم.
أيضا الكتاب مهم جدا ولكن وفقا لما يقدمه من محتوى، فيجب أن يكون المحتوى المقدم متقدم من حيث المحتوى والجودة، ومن حيث دعم الكتاب بالصور التوضيحية ويمكن أن تكون لقطات شاشة حية تتناسب مع موضوع الكتاب وتسهل الأمر.
لا يمكن الوصول أبدا إلى هكذا استنتاج إذ أن جميع ما وصلنا له من معارف يعود بشكل أساسي إلى الكتب . لربما ما تغير هي الطريقة التي يرى فيها بعضنا انها الأفضل لتوسيع قاعدة المعرفة. فمنهم من يرى أنها الكتب والبعض الآخر يكتفي بالعملاق التكنولوجي للبحث عن اي معلومة. ولكن كما يقول المثل: جميع الطرق تؤدي إلى روما. لذلك لنتناول الموضوع بدقة أكبر، لربما تختلف الطريقة التي نتصفح عن طريقها المعلومات إلا أنها غالبا ما تكون من خلال كتاب. لربما يرى البعض أن الفيديو أفضل ، ولكن عندي سؤال، هل يكفي أن نحصل على معلوماتنا ظن كتاب بدون العمل على تطوير مهاراتنا اللغوية من خلال القراءة؟
رأي الشخصي انني ممن يفضلون قراءة الكتب واعتماد مرجعيتها ولكن ايضا علينا الاعتراف بالتطورات والتقنيات الحديثة.
أفهم من ذلك أ. معتز أنك مثلاً لا تستخدم أو تحب أن تستخدم القارئات الإلكترونية وخاصة تلك التي يمكن استعمال تقنية القلم فيها فنقرأ و نكتب مثلاً مثل Remarkable و SuperNote وغيرها؟
على الرغم من أهمية القراءة و التعليم الرقمي، إلا أن هناك دراسات في عام 2018 أجريت على 171000 قارئ، قارنت بين القراءة الرقمية والمطبوعة، ووجدوا أن الفهم كان أفضل بشكل عام عندما يقرأ الناس المطبوعات بدلاً من النصوص الرقمية، يبدو أنه الدماغ له يد في ذلك.
لكن بشكل عام لا يمكننا الاكتفاء بتعلم الكتب، فمثلا نجد أنّ بعض الكتب المدرسية أصبح مملة وبه حشو في المعلومات أو قد تكون به معلومات معقدة في الشرح، لذا قد يحتاج الشخص إلى دورات والوسائل المرئية والصوتية. فكلاهما يفترض أن يكملان بعضهم البعض.
نجد أنّ بعض الكتب المدرسية أصبح مملة وبه حشو في المعلومات أو قد تكون به معلومات معقدة في الشرح، لذا قد يحتاج الشخص إلى دورات والوسائل المرئية والصوتية. فكلاهما يفترض أن يكملان بعضهم البعض.
كذلك ربما يكون النمط التعليمي للمتلقي له دور في الاختيار، فمثلًا عن نفسي عندما أدرس مجالًا ما معتمدًا على الشرح المرئي أجدني ألخصه كتابةً بيدي، وأجد المحتوى المقروء المطبوع أفضل بالنسبة لي من المحتوى المقروء رقميًا.
لكن متى ألجأ للمقاطع المرئية؟ عندما يكون المتحدث فيها مختصًا في المجال الذي يشرحه، مع غياب المحتوى المكتوب، هنا أجد اللجوء للمقاطع المسموعة أو المرئية بديلًا إجباريًا.
لا، الكتاب لا يزال وسيلة تعليمية فعالة. لا يُمكن تجاهل قوة الكتاب في توفير المعرفة والتفاصيل العميقة. الفيديو يُكمّل الكتاب بتوضيح الأفكار، لكنه لا يستبدله. يفضل توفير الاختيار بين الوسائط المختلفة لتلبية احتياجات المتعلمين المختلفة.
هنالك الكثير من الجوانب التي تحتاج إلى التغطية من خلال الكتب. المحتوى الأسرع في الوصول بالتأكيد هو محتوى أكثر تفاعليّة. لكن في المقابل، لا يوفّر هذا النوع من المحتوى الدرجات الأعلى من الاحترافية وإتقان المهارة أو الإلمام بالمصطلح والفكرة بشكل عام. لا أرغب في إنكار دور أيٍّ من الجانبين في تصدير المعلومات. لكن في المقابل، يجب علينا ان نعتني بالمزيد والمزيد من الإتقان في تقصّي المعلومات. وإذا كنّا نرغب في المزيد من الاحترافيّة، علينا بالمزيد من الاطلاع الاحترافي.
الكتاب كان لسنوات عديدة الوسيلة الأساسية للتعلم والتثقيف. ومع ذلك، مع تطور التكنولوجيا وتوفر الانترنت، أصبح من السهل الآن الاعتماد على مصادر أخرى للتعلم. ومع ذلك، اعتبره بالنسبة لي لا يزال يحتفظ بقوته كونه يوفر المعلومات المنظمة والموثوقة بطريقة مختلفة عن المصادر الإلكترونية.
والأكثر جاذبية في الأونة الأخير ة هي استخدام الكتب التفاعلية والمصورة والملونة لجذب انتباه الطلاب وتعزيز فهمهم للمواد التعليمية. أيضا استخدام الكتب المسموعة للمساعدة في تطوير مهارات الاستماع والتركيز.
لا، بالطبع هو أحد الوسائل ولكن ليس الأوحد بلا جدال. فلقد صارت هناك وسائل تعليمية أخرى تعلم أحياناً أفضل من الكتاب. فالمحتوى المُشَاهد له أهميته لاسيًما في كل ما يتعلق بتعليم المجالات البصرية ويجدي فيها عنصر البصر أكثر من عنصر التأمل و التفكير مثلاً. أما الكتاب فهو أحد تلك الوسائل ولكن لم يعد الكتاب الورقي - كما نعلم - هو المسيطر فثمة قارئات إلكترونية جميلة قد تفيد أكثر من الكتب الورقية. وأحيانأً يمكننا أن نؤلف كتاب ورقي ثم نرفق به - إذا احتجنا ذلك- مثلاً كيو آر كود يمكن مسحه لقيديو معين أو مقاطع تعليمية على اليوتويب فنكون قد جمعنا بين الحسنيين.
التعليقات