من بين أهم المبادرات العلمية الرائدة على المستوى العربي نجد برنامج الجينوم الإماراتي الذي يهدف إلى تحليل تسلسل جينات الإنسان بغية تسهيل الوقاية والعلاج من الأمراض المزمنة والمستعصية، وهذا من خلال إنشاء قاعدة بيانات ضخمة تتضمن المعلومات الوراثية للمواطنين الإماراتيين ثم القيام بتحليلها ودراستها من أجل فهم التغيرات والطفرات الوراثية التي تمثل في العادة الأسباب الرئيسية لتفشي واستفحال الأمراض المزمنة، فما مدى نجاعة هذا البرنامج وما إحتمال أن يتمّ تعميمه على مستوى دولنا العربية؟!

الحديث عن البرنامج يستدعي لا محالة الكشف عن دوره في المجال الطبي والطب الوقائي خاصة فحص الجينات قبل الزواج، قبل الحمل وبعده، وقبل الولادة، وهذا يمكن أن يساعد في تجنّب الأمراض الوراثية التي قد تتناقل وللأطباء في هذا الشأن علم ومعرفة، بالنسبة لي إن لم يكن الأمر يتعارض مع أخلاقيات الطب وتعاليم الإسلام فهذا الأمر مشجع وملهم، خاصة من باب الوقاية.

الحديث عن الوقاية هنا مرتبط بالتشخيص المبكّر والتدخل السريع للعلاج، خاصة مرض السرطان وأنواعه الخبيثة، بما في ذلك الأمراض الوراثية من خلال القيام بفحوصات دورية من أجل الكشف عن المرض فور ظهوره ثم بداية رحلة العلاح قبل تفاقمه وإستفحاله.

بالنسبة لي أرى أن هذا البرنامج يعدّ مبادرةً هامة وملهمة من شأنها أن تعلّم الناس ثقافة الوقاية والتشخيص المبكّر وتساعد الطواقم الطبية في العلاج فكلما كان الكشف عن المرض مبكرا كلما سهل علاجه، فماذا ترون في إمكانيات هذا البرنامج على المستوى البعيد في دولتك؟ وهل تعارض الفكرة أم تتقبّلها؟!