تُعرف أنظمة الذكاء الإصطناعي على أنّها تستطيع أداء المهام التي تتطلّب في العادة عقلا راجحا بشريا، ومن بين هذه المهام نجد فهم اللغة والتعرف على الصور واتخاذ القرارات بناء على مدخلات مسبقة، بالإضافة إلى التعلم من البيانات التي نقوم بتدريب نماذج تعلّم الآلة بها، لكن ومع هذه القدرات الهائلة التي بلغها الذكاء الاصطناعي لا يزال هنالك سؤال يلوح في الأفق في كلّ مرة، وهو ما إذا كانت هذه الأنظمة واعية، أو أنّها ستغدوا واعية في المستقبل، فتسوعب ما حولها تماما مثل البشر؟!

هذه النقطة بالذات تستدعي منا أن نلجأ إلى الجانب الفلسفي من مفهوم الوعي، فهو ظاهرة بلغت من جهد العلماء والفلاسفة ما بلغت، فيرى الكثير منهم بأن الوعي هو ظاهرة يختصّ بها الإنسان وينفرد به، وأنّ الآلات مهما تطورت أنظمتها الداخلية فهي لن تصل إلى درجة الوعي فهي عديمة المشاعر والإرادة والحرية، هذا من الجانب الفلسفي، لكن ولتبسيط المفاهيم من الجانب التقني، فهو ميزةً متعلقة بالتقنية بشكل كبير، فيرى الخبراء في هذا المجال بأنّه يمكن للآلات أن تبلغ درجة الوعي استنادا لتحديد مفهوم الوعي وقياسه.

بالنسبة لي أعتقد أنه هناك العديد من المفاهيم المختلفة المحدّدة للوعي، وعلى أساس ذلك يمكننا أن نصنّف ما إذا كانت الآلة واعية أم لا، فبكلّ بساطة إن قمنا بتحديد مجموعة من الشروط للآلة وأوكلناها مهمة التنفيذ، فإن وفِّقت فنعتبرها واعية، وإن لم توفّق فهي خلاف ذلك، من جانب آخر إن إعتبرنا أنّ الوعي يفوق المنطق والحسابات وربطناه بالإبداع والشعور والإحساس ففي هذا السياق لا يمكن للآلات بتاتا أن تصبح واعية لأنّ هذه الخصائص ينفرد بها الإنسان، فأيّ الفريقين تؤيّدون الذي يقول بأنّ الآلات واعية أم الفريق الآخر؟!