في مساهمة سابقة، كنت قد تحدّثت عن الميتافيرس الذي يتمّ تمكينه بواسطة تقنية الواقع الإفتراضي (VR Virtual Reality) وتحدّثت عن إنعكاساتها السلبية نتيجة الإدمان علي مثل هذه التقنيات الإفتراضية، أمّا اليوم فأردت التطرّق أكثر حول تقنية الواقع الإفتراضي، والفرق بينها وبين الواقع المعزّز (AR Augumented Reality) وكيف يمكننا أن نحقّق إستفادة من هذه التقنيات بعيدا عن الإدمان والإنصهار فيها؟!

تعتبر تقنية الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) تقنيتان مختلفتان تماما عن بعضهما البعض، فالواقع الإفتراضي هو بيئة تفاعلية مبرمجة لتحاكي العالم الواقعي، من خلال استخدام شاشات عرض متخصصة مثبتة على الرأس (HMDs) ويمكن للمستخدم تجربة هذه التقنية عبر إستعماله لأجهزة عديدة من بينها المستشعرات التي تقوم بتتبّع تحرّكاتهم والهواتف الذكية والحواسيب وغيرها، كما أنّ استخدامات الواقع الإفتراضي تتنوّع لتشمل مجالات مختلفة كالألعاب والتعلّم وغيرها، فمن الناحية العلمية نجد أنّه عبارة عن محاكاة يتم إنشاؤها بواسطة كمبيوتر من خلال إنشاء بيئة ثلاثية الأبعاد يتمّ التفاعل معها بطريقة قريبة للواقع.

ولتبسيط المفاهيم فالواقع المعزّز (AR) يتمثّل في إضافة عناصر رقمية إلى العالم الحقيقي، بينما الإفتراضي (VR) هو إنغماس المستخدم بصفة تامّة في العالم الإفتراضي، فمثلا لو أردنا تقديم مثال عن الواقع المعزّز فتوجد ألعاب على الهاتف الذكي يتمّ إستخدام كاميرا الهاتف لمشاهدة شخصيات اللعبة الرقمية في العالم الحقيقي من حولنا، أمّا الواقع الإفتراضي فهو السّماح للمستخدم بالإنتقال إلى بيئة رقمية إفتراضية فنقوم بإرتداء سماعة رأس للعب تلك اللعبة، وداخلها يمكننا التّفاعل مع الشخصيات وكأنّها من واقعنا.

باختصار فالواقع المعزّز يضيف عناصر رقمية إلى العالم الحقيقي، وتستخدمه متاجر شهيرة مثل إيكيا ونايك لخلق تجربة شراء مميزة للعميل، من خلال ظهور المنتجات كمجسمات حقيقية بالواقع. بينما يخلق الواقع الإفتراضي عالمًا رقميا افتراضيا يمكننا التفاعل معه ومع عناصره.

لا شكّ في أنّ لكلّ تقنية مميّزات كما لها إنعكاسات سلبية قد تؤثر على الحياة العامة للإنسان، لكن لا ينفي ذلك أنّها تساهم في حلّ مشكلات عويصة عبر أفكار وحلول مختلفة، في رأيكم كيف يمكننا كمستخدمين أن نحقق أقصى إستفادة من هذه التقنيات في حياتنا اليومية وفي مجالات الحياة المختلفة؟