كلّنا سمعنا بالكارثة الإنسانية التي حلّت بجنوب تركيا وشمال سوريا بعد زلزال بشدّة تفوق ال 7 درجات على سلم ريشتر قبل أيّام، حيث خلّفت أزيد من 35 ألف قتيل وآلاف الجرحى، هذه الحادثة الأليمة وعبر متابعتي لمُجرياتها وعمليات الإنقاذ التي صاحبت هذه الكارثة الطبيعية لفت إنتباهي إستعمال روبوت يعرف بالأفعى! إضافةً إلى إستعمال كلّ ما بإمكانه المساعدة من أدواتٍ وحتّى الحيوانات كان لها دور في المساهمة في البحث عن الضّحايا، فماهو روبوت الأفعى؟ وكيف يمكننا تحقيق أقصى استفادة منه في الأماكن المتضرّرة من الزّلزال؟

روبوت الأفعى أو الثّعبان هو نوع من أنواع الرّوبوتات المتنقّلة والمتحرّكة والتي تمّ تصميمها لتشبه الثّعبان في حركته ومرونته، بحيث يكون مهيكَلا من سلسلة من المفاصل أو الأجزاء المُترابطة التي يمكن أن تنحني وتلتفّ ممّا يسمح لها بالتنقُّل عبر بيئات ضيقة ومعقّدة مثل الأنابيب والشّقوق والأنقاض، ممّا يسهّل عملية الوصول إلى الجرحى وإجلائهم قبل تفاقُم حالتهم الصحية.

ما أعجبني في هذه التقنية وفي هذا الرّوبوت أنّه يمكن إدماجه في تطبيقات مختلفة وليس مُقتصِرا فقط على عمليات البحث والإنقاذ، بل يتعدّاه إلى فحص وصيانة المرافق الصناعية واستكشاف البيئات الخطرة أو التي يتعذّر الوصول إليها، والمميّز فيها أنّ هذه الروبوتات مجهّزة بأحدث أجهزة الكاميرا والمستشعرات الخاصة بجمع المعلومات، بالإضافة أيضًا إلى أجهزة الكشف عن الإشارات السّمعية والبصرية ومعدّات التوجيه والتعريف وأجهزة الإتصال اللاسلكية المصمّمة للتّواصل مع أعوان الحماية المدنية وفرق الإنقاذ المختلفة.

كل هذه الميزات والخصائص تجعل من روبوت الأفعى أداةً مفيدة وأساسية لعمليات الإنقاذ والإنعاش بعد الزّلزال من أجل العثور على أفرادٍ مُصابين أو محاصَرين تحتَ الأنقاض، فما رأيكم في هذا الرّوبوت وهل توجد مجالات أخرى يمكننا الاعتماد عليه فيها؟! وهل يمكن للتقنية أن تصل لدرجةِ توقّع حدوث الزّلزال قبل وقوعه أم أنّ الأمر أقرب للمستحيل؟!