ضيّعتُ يومي كلّه على هذا الذكاء الاصطناعي!

وجدتُ منصّة تدعى midjourney تستخدم الذكاء الاصطناعي في توليد الصور المرئية. تُعطي البرنامج أمرًا كتابيًا بالانجليزية مثلا (رجل على حصان، يحمل راية وسيفًا، الجو مظلم) وهو يولِّد لك هذه الصور.

عبثتُ بالبرنامج طويلًا، وحاولتُ أن أصوِّر المشاهد التي تُعجبني في أبيات الشعر القديم، كون الرسومات على تلك التشبيهات تكاد تكون معدومة في جوجل.

جاهزون؟

جواري مغنيات

إذا نحنُ قُلنا: أسمعينا! انبرَت لنا

على رِسلها مطروقةً لم تشدَّدِ

هذا البيت من أبيات طرفة بن العبد، يصف جارية من الجواري، تغنِّي لطرفة حين يقول لها أسمعينا! وهي تغنّي بإقبال تام (انبرت لنا) وبترفّق (على رسلها) وفي لهجتها كسل وتغنّج (مطروقة) ولا تشدّد في غنائها (لم تشدّدِ)

----

تشبيه هوادج النساء بالنخيل

من المشاهد الجميلة في الشعر أيضًا، هو مشهد تشبيه الرحل وهوادج النساء، وهنّ يفارقن المحبّ من بعيد. هذه الهوادج حين تبتعد تُعيد للعربي صورة النخيل.

في هذا يقول امرؤ القيس بن حجر:

فشبّهتهم في الآلِ لمّا تكمشوا

حدائقَ دومٍ، أو سفينًا مقيّرا

أو المُكرعات من نخيلِ إبن يامنٍ

دوينَ الصفا اللائي يلينَ المُشقّرا

المعنى صعب ولكن مغزاه أنّه شببهم تشبيهات عديدة، مرّة بالسراب (الآل) ومرّة بالحدائق ومرّة بالسفن، وأخيرًا استقر على مشهد النخيل (المكرعات، تكرع الماء) من نخيل شخص مشهور يدعى ابن يامن.

-----

شيخة عبشمية

في قلبي لوعة على هذا البيت، يصف حاله مع امرأة من قبيلة الأعداء وهو مأسور، وهي تتضاحك عليه كيف أُسر سيّد جليل مثله؟

وتضحكُ منِّي شيخةٌ عبشميةٌ

كأن لم ترَ قبلي أسيرًا يمانيا

هذا الأسير (الحارث بن عبد يغوث) قال هذه الأبيات وهو يفارق أنفاسه الأخيرة، بعدما قطعوا له عِرقًا كوسيلة للقتل، وتركوه ينزف ويموت، هذه القصيدة خرجت بطلوع روحه!

يا حبذا لمة بالرمل ثانية

للشريف الرضي أبيات غاية في السحر، يصف فيها مشاهد اجتماعه بحبيبته في الرمال، وبقاءهما معًا في إلى وقت الصباح، وكلّ هذا من غير ريبة أو فاحشة:

ثمَّ أنثنينا وقد رابت ظواهرنا

وفي بواطننا بُعدٌ من التُهمِ

تحديث: الصور الجديدة ساضعها في قناتي هذه