هذا أمر لطالما حيرني وحير معظم الناس في وقتنا الحالي، دائما ما يقال لك حاول أن تكون صداقات لتخرج من ظلمة العزلة والانطواء ولتنظر إلى الحياة من منظور مختلف بناء على أفكار مختلفة تنبع من أشخاص مختلفين، وصراحة إنه لأمر في غاية الأهمية أن تطور من علاقاتك الاجتماعية لكنه مخيف في بعض الأحيان _أو في معظم الأحيان _ إذ أن الثقة انعدمت تماما في زمن قلت فيه الصحبة الحقة والحسنة، والسؤال الذي حيرني وبشدة لماذا انتشرت هذه الظاهرة ومالفرق بين الماضي الذي عرف بالثقة _ليس دائما _والحاضر الذي لا يعرف معناها بين الأصدقاء؟
لماذا أصبح أمر تكوين صداقات حقيقية مستحيل في الوقت الراهن؟
موضوع مهم جدًا ويستحق التفكير العميق. 🤔
الفرق الأساسي ربما يعود إلى تغير أساليب التواصل وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت العلاقات سطحية أحيانًا وتفتقد العمق والصدق المباشر. كما أن الضغوط الحياتية وزيادة الانشغالات تجعل بناء الثقة واستمرارية الصداقات الحقيقية أكثر صعوبة.
في الماضي، كانت العلاقات تتطلب وقتًا وجهدًا وجهدًا مشتركًا لبنائها، وهذا أعطاها أساسًا أقوى من حيث الصدق والوفاء. اليوم، قد نحتاج إلى المبادرة بوعي أكبر والاختيار بعناية لصنع صداقات حقيقية.
في الماضي، كانت العلاقات تتطلب وقتًا وجهدًا وجهدًا مشتركًا لبنائها
أعتقد أن زيادة الوعي قد تكون سبب مباضر لنقص العلاقات الصادقة، في الماضي سادت صفات الصدق والصراحة لأن الثقة كانت موجودة ومتبادلة، لكن استغل البعض لهذه الصفات الحسنة وتعامل معها كأنها سذاجة، وذاعت الخيانة والغدر فأصبح المجتمع أشد حرصاً وأشد انغلاقاً، لكن في رأيي أننا كما نبحث عن علاقة صادقة، فغيرنا يبحث عنها أيضاً، فقط يبحث بحرص وحذر.
شكرا لمرورك..
نعم قد تكون هذه أحد الأسباب التي جعلت الصداقات سطحية فقط وليست عميقة ذلك العمق الذي يصل لحد الثقة في الطرف الآخر وائتمانه، لكنني أظن أن هنالك أسبابا أخرى تتعلق حتى بالتربية السليمة إذ أنه لا يوجد مبرر لكل هذه الخيانه بين الأصدقاء وإفشاء الأسرار خاصة بعد حدوث تخاصم، لذلك أعتقد أن الشخص ذو الأصل الطيب مستحيل أن يفعل مثل هذه الحماقات، وقد يكون حتى للأهل دخل في هذا الأمر بسبب مقارناتهم التي لا تنتهي بين أبنائهم وأصدقائهم، وهذا الأمر قد يخلق نوعا من الغيرة والحسد وتنتهي بنتائج غير مرغوبة.
في زمننا الحالي أصبحت الصداقة الحقيقية عملة نادرة جدًا فقد صار الكثير من الناس يتعاملون على أساس المصلحة الشخصية فقط عند أول اختبار أو خطأ يصدر منك تجدهم يبتعدون وكأنك لم تكن شيئًا في حياتهم القلوب صارت تتبع الهوى والمظاهر أصبحت تخفي خلفها النوايا السيئة والأقنعة المزيفة باسم المجاملة والصداقة للأسف لم نعد نجد نفس الصدق والإخلاص الذي كان يميز علاقات الماضي لذلك أنا شخصيًا لم أعد أؤمن بوجود الصداقة الحقيقية في هذا الزمن وأتعامل مع من حولي كزملاء أو معارف لا أكثر دون أن أتجاوز هذه الحدود قد يبدو هذا الموقف قاسيًا لكنه واقع يحمي القلب من الخذلان فالثقة تُمنح لمن يثبت بالأفعال لا بالكلام أنه يستحقها
كلام في الصميم ويعكس مدى وعيك بواقعنا المرير، أحيانا يجب أن تكون تعاملاتنا مع الغير سطحية هي الأخرى حتى لا نتعرض لأي أذى من أي أحد مهما كان وعدم إفشاء الأسرار لأي شخص.. أما عن قولك بأن "الثقة تمنح لمن يثبت بالأفعال لا بالكلام أنه يستحقها" فأنا لا أتفق تماما مع هذا القول لأن الناس تتغير كانقلاب الجو فذلك الشخص الذي لطالما وثقت به وجمعتكما صداقة وأخوة لعدة سنوات قد بنقلب فجأة وكأن شيئا لم يكن، و هذا حدث معي شخصيا.
أعتقد أن الصداقة لا تعني بالضرورة التواصل الدائم. فمن الممكن أن ننقطع عن التواصل لمدة أشهر ثم نعود للتحدث، وما زالت المعزة موجودة وتزداد. من الصعب أن يتواصل الأشخاص دائمًا، خاصة مع دخول سوق العمل والانشغال بالضروريات.
لهذا، فإن أكثر الأشخاص الذين سيكونون بالقرب منك يوميًا هم أهلك وزملاؤك بالعمل. أما غير ذلك، فهو برأيي صعب، وهذا جزء من واقع العالم الذي نعيشه. إذا حصلت على زميل عمل جيد، فأنت محظوظ.
في البداية الصداقة العميقة هي عملة نادرة على مر الزمن الآن وفي الماضي، وكثير من الأدبيات تؤكد ذلك، لكن هناك مفارقة هنا:
دائما ما يقال لك حاول أن تكون صداقات لتخرج من ظلمة العزلة والانطواء ولتنظر إلى الحياة من منظور مختلف
هذا المنظور يرى أننا أمام اختيارين: إما العزلة، أو الصداقة الحقيقية؛ وفي الحقيقة لا يجب أن ننحصر أمام اختيارين فقط، فهناك كثير من أنواع العلاقات الطيبة والتي العمق ليس شرط فيها، يمكن أن تكون جيرة جيدة لكن ليس شرط أن تكون العلاقة وثيقة جداً، يمكن أن تكون زمالة حسنة، لكن ليس شرط أن تكون علاقة وطيدة وعميقة..
لماذا أصبح أمر تكوين صداقات حقيقية مستحيل في الوقت الراهن؟
لأننا أصبحنا في عصر سريع في كل شيئ. حتى اللقمة تخطفها في ساندوتش ونجري لاهثين وراء الأعمال و مطالب الحياة! لو نظرت إلى الحياة قبل مائة عام مثلاً قبل عصر العولمة و الإنفتاح على كل شيئ لرأيت الناس يعيشون في قرى - معظمهم - يرتبطون بالأرض التي تؤتي ثمارها في موعد ثابت فلا تخلفهم وكذلك السماء تمطر بانتظام دون أن تخونهم وكذلك الأجواء و الأنواء في وقتها منتظمة انتظام القوانين الطبيعية فلا نشاز أو خلف لموعد. كل شيئ كان يسير هينًا رخيًا في موعده فلا عجلة ولا استعجال ومن هنا كانت صفة الصداقة تشبه البيئة التي تتربى فيها. الصداقة ومتانتها ابنة بيئتها ومناخها ولذلك ندر أن نجد من خان صديقه وقتذاك على العكس اليوم حيث كل شيئ سريع صناعي مهجن غير طبيعي فلما خنا الطبيعة خانتنا فانعكس ذلك علينا وعلى علاقتنا التي أصبحت هشة ضعيفة لا تثبت أمام اختبارات الحياة.
في رأيي السبب هو سرعة الحياة والانشغال الدائم فالناس لم تعد تملك وقتًا لبناء صداقات عميقة ومستمرة وأيضًا تأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي كثّفت العلاقات السطحية فأصبحت الصداقة أكثر صورًا من واقعها وتغيّر قيم المجتمع بحيث صار الاعتماد على النفس أكثر من الثقة في الآخرين لذلك أصبح من الصعب العثور على صحبة حقيقية كما في الماضي ورغم ذلك أعتقد أنه لا يزال بالإمكان بناء صداقات صادقة إذا اختار الشخص بعناية من يقترب منهم وركز على الجودة بدل من العدد
فعلاً موضوع يستحق التساؤل
في مرحلة من عمري اكتفيت بصديقة واحدة وعندما خرجت من حياتي وجدت انني وحيدة للغاية وهنا بدأت اتسائل لماذا لم أكوّن الكثير من الصداقات ولماذا هي الوحيدة التي كانت صديقة لي وأدركت أن إيجاد من يشبهني صعب جداً اي أننا وإن كنا اجتماعيين بما فيه الكفاية فليس كل الناس نستطيع مرافقتهم خصوصاً في زمن كثر فيه التفاهات مثلاً إن كنت قد ربيت في بيئة تهتم بالعلم والدين والتطور وبدأت اندمج مع العالم الخارجي سأجد الكثير من الناس الذين لا يناسبون رفقتي ولا اناسبهم والكثير من الناس يستسهلون ان يستبدلوا علاقاتهم ببعضهم بعضاً على أن يصلحوها وكأنها زيّ ملّو منه فـ رموه خصوصاً عندما يجدو ان التعرف على اناس جدد اصبح اسهل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومختلف التطبيقات التي تسهل علينا التعرف على المزيد والمزيد من الأناس من مختلف الثقافات واللغات والأجناس وبالطبع يوجد الكثير من العوامل الأخرى التي لها صلة وثيقة لضعف العلاقات الاجتماعية ولكنها اكثر من ان تكتب
التعليقات