عندما كنا في بداية العمل الصحفي كنت لدي حماسة أربعة أضعاف ما أنا عليه الآن وكنت اتصرف بشكل تلقائي وأعرض الأفكار على رئيسة التحرير آنذاك ففوجئت بأحد الزملاء الصحفيين يستأذن لقراءة أفكاري وما كتبته لكي يتم نشره بالجريدة وقد هالني تعليقه حين قال لي بتكبر شديد : يا أستاذة هل تعتقدي نفسك من مشاهير الكتاب لتكتبي هذه الخواطر بهذه الطريقة ، إن هذا الأسلوب سيلفت أنظار رئيسة التحرير إلى طريقتك في الكتابة ولن توافق على نشر موضوعاتك لأنهم يريدون صحفيين وكتاب عاديين ليس لديهم موهبة كبيرة ليعلموهم أما بأسلوب كتابتك هذه سوف تكون أيامك معدودة ، يجب أن تكوني ماكرة وتسيري على جنب حتى لا تشعر رئيسة التحرير انك اتيت لتأخذي مكانها وفي ذات الوقت أصحابك أيضا سيشعرون انك تريدي أن تسحبي السجادة من تحت أرجلهم وتأخذي مكانهم وبالتأكيد سيكرهوك ، وهذا حقيقة صدمني لأني كنت أتصرف بعشوائية ولا أعرف كيف يمكن أن أكتب لترضى عني رئيسة التحرير أو يحبني الزملاء ورغم ذلك أخذت هذا الحديث كنصيحة ولكن كان صعب علي أن أكتب بغير الطريقة التي أكتب بها ، ولهذا بدأت بالحوارات والتحقيقات حتى لا أضع مكانة لنفسي أكبر من حجمها ولكني كنت مصرة أن أصبح يوما مدونة وكاتبة ولا استمر مجرد صحفية حوارات وتحقيقات والحمد لله استطعت أن أكون مدونة ولكن عندما أتذكر حديث هذا الزميل أرى أنه ربما كان على حق ولكن ربما أيضا كان مخطئا، ما رأيكم أنتم؟