منذ القدم لم يخل عمل درامي من شخصية الأم، ما بين الأم المضحية الشمعة التي تحترق من أجل الآخرين مثل أمينة رزق وفردوس محمد ، وما بين الأم المتسلطة الأنانية القاسية مثل صفية العمري في ليالي الحلمية.
ولكن في الفترة الأخيرة، شاهدنا علا عبدالصبور في "البحث عن علا"، والتي في رأيي هي تجسيد للأم الحقيقية، الأم التي تتعب وتغضب وتثور وتهدأ، تحاول كسر دائرة الأذى الذي تعرضت له، فلا يتكرر مع ابنتها حتى لو استلزم الأمر أن تخسر أقرب الناس.
تربي ذكر داعم لأخته وسند لها وليس شوكة في حلقها.
أم تحاول أن تقوم بكل شيء بشكل مثالي، تحاول أن تكون سيدة أعمال ناجحة، وتراعي أطفالها ومشاعرهم واحتياجاتهم، تحاول أن تكون صديقة جيدة وابنة طيبة، ولا تنسى أنها امرأة ولها مشاعر وبحاجة لونيس، بعد طلاقها تقع في الحب ولكن لا ينكسر قلبها، تتألم قليلاً لكن تنشغل بمشاكل الاولاد حتى يقابلها الحب مرة أخرى.
مثيلات علا في الحياة الواقعية كثيرات، لكن قليلين من يتفهموا، حظ علا كان أوفر لأن طليقها والد ابنائها شخص متحضر ومتفهم، على عكس ما نراه بالواقع فمنذ أيام قام أحد المستشارين بقتل طليقته لأنه علم بخبر زواجها!
وهكذا تعيد الحياة تأكيد الصورة القديمة، إما أن تكونِ أماً مضحية، أو تتهم بالأنانية ليكن المصير هو القتل بمباركة المجتمع !
التعليقات