كيف يمكن للفرد القادم من بيئة ريفية الحفاظ على قيمه وسط إغراءات المدينة، أم أن التغير أمر محتوم؟ من مسلسل شباب امرأة

التغيير أمر طبيعي، لكن الأهم أن يكون واعيًا وليس مجرد انجراف وراء إغراءات المدينة. من يأتي من بيئة ريفية يمكنه الحفاظ على قيمه بالوعي الذاتي، واختيار محيط داعم، والتطور بما يضيف له دون أن يفرغه من مضمونه. الانفتاح لا يعني الذوبان، بل إيجاد توازن يحفظ الهوية ويواكب التطور.

قد يكون إغراءت المدينة أقل من السفر إلى خارج الدولة، ولا سيما في مسألة الالتزام بالهوية الثقافية، على كل طريقة التفكير الشخص والوعي هي من تساهم في ما إن كان الشخص سيحافظ على هويته أم لا، ماذا كان هدفه عندما جاء لهذه المدينة؟ لنفترض للدراسة، هل هنا يقوم ربط الهوية الثقافية، بالزي والاكل وهلم جرا، أم بهدف الدراسة وتحقيق النجاح، الانسان مطالب باحترام عادات الاخرين ولكنه مطالب بالالتزام بثقافته، والافتخار بها أمام الاخرين، لا أن يخجل منها.

اعتقد أن هذا الأمر قد خفّ أثره اليوم في عالم السوشيال ميديا والأنترنيت، لم يعد أهل الريف بعيدين عن أجواء المدينة وثقافتها المختلفة، لاسيما وأنه يمكن للشخص بضغطة زر أن يزور أي مدينة من هاتفه، لقد أصبحنا نحمل العالم في جيوبنا حرفيا .

لكن كجواب على سؤالك ومن وجي تجربة شخصية أقول أن كل ما يطرأ على الإنسان من نتغيرات في الحقيقة لا تغيره حرفيا وإنما تظهر أصله وطريقة تفكيره ومرباه الأصلي لا أكثر، إذا كان شخصاً خلوقاً وطيباً فسوف تجعله التغيرات التي رأها في المدينة دافعاً له للتشبث أكثر بهويته وأخلاقه، لأنه سيرى الدنس ويرفض أن يكون فيه، أما إذا كان شخصا بدون شخصية واضحة، أو ذو شخصية انتهازية أو متهلهلة القيم سوف كل ما يسيجري له سيكون اكثار مما هو عليه في الماضي وإظهار له بشكل أوضح، لأن المرء سيجد حرية أكبر ورقابة أقل ومتسع ليفعل ما يريد في بيئة المدينة التي لها قيود أقل بكثير من الريف، وبالتالي سيظهر وجهه الحقيقي .

ما المشكلة في التغيير وعدم الحفاظ على بعض العادات؟ أنا أرى الكثير من عادات أهل الريف ليست صحيحة وليست جيدة. أولوية المرء الذي ستتغير بيئته هو اكتساب صفات حميدة، والحفاظ على صفاته الحميدة التي اكتسبها بالفعل من بيئته، وربما خسران بعض العادات السيئة التي أتى بها من بيئته.

أما التمسك بعادات لمجرد أنها قادمة من بيئته الأصلية فلا أتفق معه.