المسلسلات تزرع أوهام الرومانسية وتفكك العلاقات الحقيقية من مسلسل حكاية ليلة

بصراحة أرى كل من يتأثر لهذه الدرجة ما هو إلا شخص بتفكير ومشاعر وعقلية سطحية للغاية، وهؤلاء لا مفر لهم من الاصطدام بالواقع وتجربته التي تفرض على الجميع تذوق الألم.

لا أتفق معك إسلام في الشق الأول من العبارة وأتفق في الشق الثاني وهو معرفة الحقيقة بعد اللاصطدام بالواقع. أنا في مراهقتي وبداية شبيبتي كنت أتأثر جداً بالأفلام الرومانسية حتى أنني ( آمنتُ) أن اليوم سيأتي وأغني ( كعبد الحليم حافظ في فيلم لا أذكر اسمه) لفتاتي ( التي ستشبه زبيدة ثروت 😍) يوماً ما! ثم إني دخلت التحقت بالجامعة وأردت أن أطبق ذلك كي أبدو طبييعاً أمام نفسي أولاً!!! لا داعي لذكر التفاصيل ولكن بالفعل تلك المسلسلات والأفلام تغسل أدمغتنا وترينا الواقع على غير حقيقته وتصور لنا المشاعر على غير ماهيتها عند الإحتكاك بها وتجريبها. إنها تصور لنا اجتماع الرجل بفتاة أحلامه كأنه جنة على الأرض فلما يتزوج الإثنان يجدا الواقع المرير فلا يصمدان أمامه! فلم يكن آنذاك تفكيري سطحي ولكن سحر الأفلام و و كثرة مشاهدتها والتعلق بها تجعلنا نتوهم أن ذلك واقع سنعيشه يوماً ما ولابد ان يكون على هذه الطريقة التي تدمها الأفلام بعينها وإن لم تكن فالخلل فينا وفي شركائنا ونحن غير طبيعين أو نشذ عن القاعدة!

المشكلة أن الأعمال الرومانسية تعكس شكل معين من الرومانسية الاستهلاكية

مثل أن يظهر الفنانين المؤدين لدور الحبيب والحبيبة أو الزوج والزوجة يقضون أفضل لحظاتهم الرومانسية في رحلات سفاري في أغلى الشواطئ ويأكلوا أفخر وأشهى وأغلى أنواع الأطعمة والمشروبات ، ويشتري لها هدايا باهظة الثمن كهدايا مع الورود والشكولاته بالطبع مثل هاتف حديث أو لاب توب أو سيارة ، ويأتي لها الرجل في كامل وسماته وأناقته بذقن حليق وعطر يمكن أن تشمه عبر شاشة التلفاز (صيغة مبالغة مقصودة) وكذلك النساء الأنيقات التي يرتدون أغلى المجوهرات والفساتين والأكسسورات وكل ملابسهم نظيفة طوال الوقت مثل منازلهم ، ويكون كافة مشاكلهم التي تبنى عليها الحبكة شخص غازل زوجته أو حبيبة سابقة ظهرت بحياة الرجل .. مشاكل سمجة ليست لها علاقة حقيقية بالواقع ، ولأن النساء يعشقون بطبيعتهم الخيال الرومانسي تنطبع الصور في رؤسهم بدون وعي وينعكس هذا بعمل مقارنات ظالمة بين ما يشاهدوه ويتوقعوه وبين ما يحدث بالحقيقة .. ولكن حتى لا أكون متطرفاً برأيي هل واجهت نساء من طراز السيدة التي طلبت الطلاق من زوجها المذكورة بالمساهمة .. أم أن هذه حالة إستثنائية من وجهة نظرك؟