قليلة هي الأعمال الدرامية التي تعلق في الذاكرة، والمسلسل القصير _الصفارة _ من وقت مشاهدته وأنا أتذكره لأنه يطرح سؤال مهم على أنفسنا وهوي كيف نعزز الرضا في حياتنا ونتقبلها؟ ففي رحلة البطل أحمد أمين يحاول بكل الطرق الممكنة تغيير حياته بالسفر عبر الزمن ليحقق حلمه وفي كل مرة يسافر يكتشف أن هنالك شيئا ما ناقص في هذه الحياة التي تخيل أنها ستكون الأفضل، فبرأيكم كيف يمكن أن نساعد أنفسنا على أن نعزز الرضا عن واقعنا؟
مسلسل الصفارة: لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع.. كيف نعزز الرضا عن واقعنا؟
من لا يقبل بواقعه غالبًا سيكون شخصًا تغلب عليه سلوكيات الضحية والاستحقاقية المفرطة. يعتقد أنه يستحق الأفضل وأنه لم يُخلق لهذا العناء وما إلى ذلك.. لذلك المشكلة بنظرته لنفسه وللحياة. إذا غيّر الزاوية التي ينظر منها إلى كليهما فسيرضى ويستخدم الموارد المتاحة أمامه -حتى لو كانت قليلة- في تحسين حياته وانتهى الأمر.
وفي كل مرة يسافر يكتشف أن هنالك شيئا ما ناقص في هذه الحياة التي تخيل أنها ستكون الأفضل،
أعتقد أن هذه هي المعضلة، لأنه يبحث عن الكمال، وبالتالي ولا حياة ستكون مرضية له، لأنه لا يوجد شيء كامل، لذا نحن يجب أن ندرك أن الحياة ليست رحلة للمثالية بقدر ما هي رحلة بها تفاصيل كثيرة تستحق العيش، فبدلا من أن نعيشها رحلة عناء، نعيشها رحلة استمتاع ورضا، هي قناعات بالنهاية
كانت لجدي نصيحة ذهبية هنا وهي ( عقلك التافه الصغير لن يستطيع تخيل ما يدبره الخالق) وكان يتابع قوله بقول الله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)، وأرى أن من يرغب في تبديل حياته قد يكون طموح ولكن عندما يبغضها ويرفضها فهو يخرج من دائرة الطموح لدائرة السخط، وهذا نقص وعي وقلة ثقة وإيمان، فالخير كل الخير فيما اختاره الله.
يعني ترى من مفهومك أن تعزيز الرضا عن حياتنا وواقعنا، يتعلق بالإيمان في قدرة الله على تدبير الحياة نفسها، لو فهمت وجهة نظرك بطريقة صحيحة فهذا أراه تواكل وليس توكل على الله - وبالتأكيد يمكنك أن توضح لي لو فهمت الأمر بطريقة مختلفة- فنحن مطالبين أيضا بفعل أمور في حياتنا بجانب الإيمان بقدرة الخالص على مساعدتنا ولكن في نفس الوقت علينا أن نسعى لإيجاد طرق تجعلنا نعزز مفهوم الرضا لدينا.
نكون راضين عن واقعنا بألا نتطلع لحياة الآخرين ونعتبر ما لديهم هو ما يميزهم عنا، وأننا إذا حصلنا عليه سنكون أكثر تميزًا، ليس ما يناسب الجميع يناسبنا، يجب ان ندرك ذلك، بهذا نرتاح ونسعى في طريقنا دون تذمر أو ندم.
على الرغم من صحة ما تقوليه وهو المفروض أن نفكر فيه، ولكن بسبب كثرة المقارنات التي يضعنا المجتمع فيها، تقود إلى هذه المعضلة ولا نرضى عن واقعنا، فكيف يمكن أن نتغلب على هذه المقارنات التي يتم وضعنا فيها؟
ليس بالضرورة أن نكون حيث يريد المجتمع وضعنا، عن نفسي لا أقبل المقارنات بأي طريقة فأنا نفسي الآن لست كما كنت من قبل فلن أقرن نفسي بنفسي، فكيف بمقارنتي مع آخرين.
فكيف يمكن أن نتغلب على هذه المقارنات التي يتم وضعنا فيها؟
ألا نستجيب ببساطة، من يقارنه نفسه بي أخبره أنه ربح، ومن يضعني بمقارنة مع آخرين أترك له حرية اختيار الرابح، لن أشغل نفسي بالآخرين فأنا بالكاد أنشغل بأموري الخاصة.
ألا نستجيب ببساطة، من يقارنه نفسه بي أخبره أنه ربح، ومن يضعني بمقارنة مع آخرين أترك له حرية اختيار الرابح، لن أشغل نفسي بالآخرين فأنا بالكاد أنشغل بأموري الخاصة.
هذا ما توصلت إليه من فترة طويلة، وهي أن أتوقف عن المقارنة وفي نفس الوقت لو وضعني أحد في مقارنة فأقول له أنت أعلم مني فلا بأس بهذا فأنا هنا في هذه الحياة لأتعلم وليس لأقارن نفسي بغيري أو العكس.
التعليقات