في كل مستشفى يقابلنا رجل هادئ له ملامح هادئة ونظرة تمتلئ بالثقة هذا بالتأكيد جراح المستشفى الرجل الذي نثق به لدرجة تسليمه كامل جسدنا أمام سكينته ليفعل به كل شيء من شأنه أن يعيد لنا صحتنا والدكتور "باولو ماكياريني" لم يكن مختلف بل أنه صاحب شهرة العالمية بإجرائه عمليات زراعة القصبة الهوائية المدمجة بالخلايا الجذعية التي شكلت له نقلة كبرى، لكن المشكلة الوحيدة أنّ مرضاه يفارقون الحياة. رغم هذا تجد أنه رجل ماهر وعبقري ويبعث الثقة في كل شخص يتعامل معه وكل مرضاه ومع ذلك تنتشر الأسئلة المريبة حوله هل هو عبقري أم نصاب وقاتل هل تسلم له رقبتك .. أم تركض هرباً لتنجو بحياتك .. أن الأمر مثير للحيرة فأنا كشخص عادي لا امتلك ألية واضحة لتقييم الأطباء وبالأخص الجراحين الذين من المفترض أنهم أكثر الأطباء تعرضاً للاختبارات ووجودهم بالمستشفى في إطار المسؤلية الموكلة إليهم هو سبب كافي لكي تثق بهم .. فعندما أدخل مستشفى شهيرة لا تضم سوى أهم الأطباء وأنا أعاني من مشكلة مرضية لا أقوم بفحص التاريخ المهني للأطباء أليس كذلك وهنا يبرز سؤال شديد الأهمية : ما آلية التقييم الطبية لمنح الأطباء الحق في فعل أي شيء بمرضاهم؟ وكيف تبنى الثقة بين الطبيب ومرضاه خاصة بالتخصصات الحرجة؟
المسلسل الوثائقي Bad Surgeon: Love Under the Knife هل أطباء الجراحة مخولين لفعل أي شيء لمجرد كونهم ماهرين؟
وكيف تبنى الثقة بين الطبيب ومرضاه خاصة بالتخصصات الحرجة؟
من واقع تجربتي فهذه التجربة تبني بالتجربة وترشيح الدائرة المحيطة بك، في عائلتي هناك جراح يتعامل معه كل أفراد العائلة وهو جراح ماهر بالفعل وهذه العلاقة نشأت بسبب ترشيح أحد الأصدقاء لأحد أفراد العائلة
لا أدري هل هذه الطريقة صحيحة أم لا خصوصا أنه لا توجد مثلا صفحة بها تقييمات للأطباء مع ذكر عدد العمليات الناجحة لكل منهم فيعتمد الكثير على الترشيحات
من واقع تجربتي فهذه التجربة تبني بالتجربة وترشيح الدائرة المحيطة بك، في عائلتي هناك جراح يتعامل معه كل أفراد العائلة وهو جراح ماهر بالفعل وهذه العلاقة نشأت بسبب ترشيح أحد الأصدقاء لأحد أفراد العائلة
أظن أن ما ذكرتيه هو ألية لفلترة الأطباء بحسب ترشيحات فعالة وهي ليست خاطئة بوجهة نظري بل هو أقتراح جيد ، ولكن أغلب العمليات الجراحية الحساسة تأتي في شكل مشاكل طارئة فلا يوجد وقت كافي في كثير من الحالات لترشيح طبيب مميز فأنت تستيقظ لتجد أحد من أفراد عائلتك أو حتى أنت في حالة حرجة فتسرع للإنتقال لأقرب مستشفى تعتقد أنها مميزة ومتاحة لتنفيذ تلك العملية وهو ما يعيدنا لنفس المعضلة ونفس السؤال
صفحة بها تقييمات للأطباء مع ذكر عدد العمليات الناجحة لكل منهم فيعتمد الكثير على الترشيحات
وبالنسبة لفكرة التقييمات فهي أيضاً فكرة ممتازة في حالة أن توفرت ولكن ما شروطها وكيف ستنجح وهل هي سيتم الموافقة عليها من المؤسسات الطبية أم لا هل ستعتبرها منظمة الصحة مثلاً تشهير بالأطباء هل سيصبح الأطباء على درجة كاملة بالثقة بأنغسهم أم أنهم سيشعرون بالخوف قبل كل عملية خوفاً من الوقوع في خطأ فيجد تقييم يحطم مساره المهني فيشعر بالتوتر والضغط في العمليات الحساسة فيقع في الخطأ ؟
كل ما ذكرتيه هو أفكار جيدة بالطبع ولكن بوجهة نظري لا أظن أنها تقدم حلول فعالة فما رأيك أو أقتراحاتك؟
لكن يوجد بالفعل موقع فيزيتا وهويقترح لك أطباء في التخصص الذي تريده في القاهرة والإسكندرية ويوجد بجانب اسم الطبيب تقييم وسعر الكشف ومميزات مثل النضافة أو أن الطبيب مستمع جيد فالأمر موجود بالفعل
أعرف هذه التجربة بالمناسبة وصادفني إعلاناتهم لأكثر من مرة وسأحاول أن لا أكون متشككاً في نجاح التجربة وإن كنت أراها مميزة ولكن أتسأل إن كان هذا التطبيق ناجح و مميز بتلك الطريقة لما لا تتبعه مثلاً منظمة الصحة العالمية وتعممه كخدمة مجانية متاحة للجميع في كل أنحاء العالم بدلاً من أن تكون خدمة مدفوعة تنفذ في نطاق محدد ،و السؤال الأهم هل هناك إشكالية في وجود عملية تقييم رسمية لأطباء الجراحة أو رفض منهم لوجود أبليكشن يراقبهم ويقيمهم ويقرر مستقبلهم المهني ؟
في العموم الأطباء ليس لهم حق فعل أي شيء كما تقول بل انه على سبيل المثال لا يسمح له الخروج عن اطار العملية الا في حالة ظهور مشكلات ومستجدات أمامه أثناء العمل وهو أمر يحدث بشكل طبيعي حتى مع أخذ كل الاحتياطات، لكن في بعض الأحيان يحدث هذا نتيجة لكون الجراح غير متمرس أو أن هذه هي أول عملية له أو أنه تعود على القيام يأشياء معينة دون النظر لطبيعة الحالة بشكل دقيق لكن إذافة لهذا يوجد أيضًا مشكلات تتعلق بالنظام الصحي عمومًا وفي المستشفى على وجع الخصوص فالنظام الصحي عمومًا قد لا يتيح للأطباء التدرب بالشكل الكافي قبل أن يوكل إليه دور الجراح الرئيسي في العملية أو وجود نقص أو تلوث بالأدوات وما إلى ذلك.
فالأمر متشعب جدًا لكن في العموم معظم الناس يعتمدون على نصائح الأقارب والمرضى الآخرين حتى يختاروا الطبيب الذي سيتولى حالتهم والكثير أيضًا يعتمد على شهرة الطبيب وحتى طريقة الطبيب في الكلام والتعامل مع الناس تكون مؤثرة أيضًا في فكرة الناس عنه وفي اختيار الناس له من عدمه.
والكثير أيضًا يعتمد على شهرة الطبيب وحتى طريقة الطبيب في الكلام والتعامل مع الناس تكون مؤثرة أيضًا في فكرة الناس عنه وفي اختيار الناس له من عدمه.
وهو ما يطرحه المسلسل بوضوح أن هذا الطبيب مشهور وموحي بالثقة ولا يجب أبداً التشكيك فيه لكن النتائج مخيفة وهو ما يدفعني لسؤالك بعد أن برهن ردك على فهم كبير لأبعاد المشكلة : هل يمكن أن تلخص حلول لتلك المشاكل التي طرحتها أو أقتراح ألية يمكن من خلالها تفادي الوقوع في شرك طبيب غير متمرس أو طبيب بشهرة زائفة أو مستشفى لا توفر بيئة صحية مثالية ؟
أعتقد أن الحل يكون من خلال النظام الصحي في العموم الذي يملك بداخله نظام لمتابعة الأطباء والاشراف عليهم ومكافئتهم ومحسابتهم على الأخطاء الناجمة عن سوء النية أو عدم المهنية أو الإهمال وما إلى ذذلك، إضافة بالطبع إلى العمل على تعليمهم وتدريبهم بشكل يسمح لهم العمل بفعالية ومستوى مهني رفيع في نفس الوقت، لكن فكرة أن هناك حل فردي من الشخص للحكم على الأطباء المختلفين أمر لا يعتمد عليه ولا يمكن أن يكون الحل.
لكن فكرة أن هناك حل فردي من الشخص للحكم على الأطباء المختلفين أمر لا يعتمد عليه ولا يمكن أن يكون الحل.
وهل ترى يا صديقي أن الشخص المتضرر من عملية جراحة خاطئة هو أمر لا يعتمد عليه؟
الحل يكون من خلال النظام الصحي في العموم الذي يملك بداخله نظام لمتابعة الأطباء والاشراف عليهم ومكافئتهم ومحسابتهم على الأخطاء الناجمة عن سوء النية أو عدم المهنية أو الإهمال
ونا يبرز سؤال مهم وأعذرني إذا كنت أكثر من الأسئلة فهدف الموضوع هو محاولة الوصول لحل لمشكلة ما أظن إنها ليست سهلة وسؤالي هو الذي أتمنى أن تستطرد بإجابتك فيه لأنه كما أشرت يبدو أنك تملك معلومات ممتازة بهذا الشأن : ما ألية هذا النظام وما هو شكله أو كيف تتخيله تفصيلاً ؟
وهل ترى يا صديقي أن الشخص المتضرر من عملية جراحة خاطئة هو أمر لا يعتمد عليه؟
هذا ليس ما قصدت فبالتأكيد تجارب الأشخاص لها وزن لكن على الجانب الآخر تقريبًا كل طبيب ماهر ارتكب أخطاء في مرحلة ما من حياته المهنية خصوصًا في ظل الأنظمة الصحية الضعيفة مثل التي في الدول التي يسيطر على نظامها الصحي المال أو الفساد، فهل من الحكمة الحكم على الطبيب من هذا الخطأ حتى لو كان بسبب خارج عن إرادته مثلًا؟
لهذا أتحدث عن أهمية النظام الصحي في العموم وتوفر كل أسباب النجاح للطبيب حتى تكون محاسبته على الأخطاء في محلها ودون ظلم له قد يرمي بحياته المهنية بالكامل، وفكرة الأنظمة الصحية المتطورة والتي تجعل من المريض محور لعملها موجودة في أنحاء العالم بدول كثيرة طبعًا بأداءات متفاوتة لكنها على سبيل المثال ناجحة في دول مثل كوريا الجنوبية وتايوان والدنمارك وبلجيكا واليابان وأستراليا وغيرها، ويمكن الاستفادة من هذه الأمثلة لبناء نظام صحي متماسك.
لا يوجد ما يبرّر للأطباء قيامهم بما يخالف حق المريض. أتفق أنّ الحالة الوحيدة التي تبرر حق الطبيب في التصرف وبدن الأخذ بعين الاعتبار حق المريض, عندما يكون المريض يعاني من قصور عقلي يسلبه حق اتخاذ القرار. أمّا بالنسبة لعملية بناء الثقة مع الطبيب فأنا أعتقد أنه أمر سهل بما أنّ الطبيب أصلا أدى قسم المهنة أي أنه أقسم بحفظ أسرار مرضاه. ولذلك لا أر من داعٍ للحذر في التعامل مع الطببب.
هذا بشكل مطلق ولكن الأطباء هم بالنهاية بشر وليسوا ملائكة أو قديسين أن أفهم نزاهة المهنة وقسم أبوقراط وأنا في المعتاد أثق في الطبيب (لأنه في الحقيقة لا خيار أمامي) لكن أنا أتحدث عن الأطباء المجرمين الذين يبدون في أفضل حال مشهورين وموحين بالثقة ليس فقط للمرضى ولكن لكل زميل في الحجرة لديهم ولكن في الحقيقة لقد قرأت عن حوادث مشابهة لجراحين يتسلون بقتل مرضاهم وجعل الأمر يبدو كخطأ طبي غير مقصود أو يتعلق بالمرض نفسه ((نعم توجد حوادث حقيقية مرعبة بهذا الشأن)) و تم إكتشافهم بصعوبة شديدة بعد تنفيذ جرائم قتل كثيرة .. وبالطبع كان المريض يثق في الطبيب ذو الرداء الأبيض لأنه طبيب.
التعليقات