المسلسل التركي عمر: كيف ترى الزواج مع فارق السن الكبير بين الطرفين عندما يكون الرجل هو الأصغر؟

الموروث الثقافي: في الثقافة العربية، يُنظر إلى الرجل على أنه قائد الأسرة، وبالتالي يُتوقع منه أن يكون أكبر سنًا من زوجته.

هذا أصلًا خلل بالموروث الثقافي، وههو ربط أمرين لا علاقة لهما ببعضهما مع بعضهما. ما علاقة السن بالقدرة على القيادة وحسن التصرف؟ إحقاقًا للحق، إن كنا سنفكر بنفس العقلية ونحاول الربط، فالأصغر هو الأجدر بالقيادة أو تسلم جزء منها لأنه يعاصر الجديد ويعرف كيف يتعامل معه، في حين أن الكبير بالسن ليست لديه القدرة على القيام بالأمر ذاته.

نحن نربط السن بأشياء كثيرة بدون مبرر. لماذا نعتبر شخصًا حكيمًا لمجرد أنه بلغ الستين؟! قد يكون أمضى ستين سنة هباءًا ودون أن يفعل شيئًا يذكر.

واحد من مبادئي بالحياة أنني لا أذكر سني لأي شخص. لا اجد للأمر داعي. - هل سيغير من طريقة تعامله معي إذا علم سني الحقيقي؟

= نعم طبعًا.

- لا أريد أن يغيرها بناءًا على هذا الأساس الهش.

أتفق مع كل كلمة ذكرتها وتحليلك الكامل للموضوع.

يُتوقع من المرأة أن تكون أصغر سنًا من زوجها، وبالتالي يُنظر إلى المرأة الأكبر سنًا على أنها غير جذابة أو غير مرغوب فيها.

هذه النقطة تحديدا هي أكثر سبب أسمعه من قبل الرافضين لزواج المرأة الأكبر سنا، وهو ما أراه مخيبا بالنسبة لطريقة تفكيرهم، فمعيار الاختيار لديهم لشركاء الحياة قاصر على الشكل فقط، مفهومهم شهواني بحت عن الأمر، والزواج في الأساس يحمل معاني كثيرة وأسس أهم يجب أن يبنى عليها وإلا لن ينجح أو يستمر.

فزواج الرسول عليه الصلاة والسلام من سيدتنا خديجة كانت تفوقه بالعمر بعشر سنوات

جيد أنك ذكرت أهم مثال يخصنا كعرب ومسلمين، فكيف لنا خصيصا أن نعارض ونرفض ونكره الأمر، وقدوتنا الأولى قد فعلت هذا الشيء! والغريب أن أكثر من يعارضون هذا الأمر هم أكثر المتأولين بقال الله وقال الرسول، فكيف لهم أن يكرهوا بمزاجهم ما أحله الخالق والدين وكان مثال عليه الرسول!

لا يمكن تعميم حالة قريبك مع جميع الناس، الوقت قد تغير من سيتزوج امرأة تكبره بعشر سنوات مثلا؟ حتى في السابق وكانت هذه الحالات نادرة، فالمساهمة طرحت تساؤلا حول فارق السن الكبير ولا أعلم ماهو تقدير الأخت رنا حينما قصدت بأن الفارق كبير، هل هو 5 سنوات أو أكثر.

بالنسبة لي لا مشكلة عندي إن كان الفارق لا يتجاوز 5 سنوات إن كانت تتضمن كل المزايا ومزايا الزوجة الصالحة التي تعيل عائلتها، لكني لا أبحث عن امرأة بهذا الشرط أي شرط العمر، أساسا لا أجعل في البداية معيار فارق السن كشرط في عملية البحث، لكن العائلة أكيد ستقوم بجعل هذا الشرط مبدءا أساسيا عند الاختيار.

لا يمكننا بحال إسقاط تجارب الأجيال السابقة على الأجيال التي تليها، أجيال أجدادنا شملت الكثير من الأمور التي نستنكرها وكانت في وقتها بديهيات، ولكن الآن بعد انتشار الوعي بدرجة قد تكون سامة تجد أنه أصلًا لا قواعد يمكن أن تُعمم.

فالتقارب الفكري ليس مشروطًا بالتقارب العمري، قد ينضج تفكير الشخص نتيجة لكثافة تجاربه الحياتية.

وقد يفشل زواج اثنين تنطبق عليهما كل مؤشرات التكافؤ النظرية من سن ودرجة اجتماعية ولكن تختلف طباعهما بدرجة الرفض، أن يرفض أحدهما ما يستجد له من شريك حياته من سلوكيات تظهر مع الوقت.

هذا بالنسبة لفارق العمر عامة، أما فارق العمر الكبير لصالح المرأة فالحاجز هنا قد يكون نفسيًا في المقام الأول، إذ من المعروف أن الرجل مسؤول عن إدارة مؤسسة الزواج فكونه أصغر سنًا بفارق كبير قد يترك أثر من التوتر أو عدم الراحة.

أتفق مع تفسيرك لهذا الأمر في حالات معينة فقط، لأن التغيرات الهرمونية والحالة التي يتأثر بها جسم المرأة تختلف من واحدة للأخرى فقد تجد من وصلت لسن 45 ومازالت لم تتأثر بيولوجيا بما أشرت إليه، ويوجد فحوصات ما قبل الزواج والتي تستطيع أن تحدد الحالة الصحية للطرفين وإذا كانت ستقابلهم أي مشاكل بخصوص هذه الأمور، وأيضا قرار زواجهم أو عدمه يجب أن يكون نابع منهم ومن رؤيتهم واحتياجاتهم من هذا الزواج وليس فيما يعتقده الناس أو يروه صحيحا، ومن هنا يجب ألا يتم تعميم منطق بأكمله على حالات بعينها، خصوصا وهناك حالات أخرى تمثل عقدة لدى العائلات في الوطن العربي، فبمجرد معرفة أن المرأة قد تجاوزت سن الثلاثين يكون الأمر كالرعب بالنسبة لديهم مع أنها في هذا السن لن تعاني من أي مشاكل بخصوص الإنجاب أو غيره، ولكن مجرد تجاوز المرأة هذا السن يشكل مشكلة كبيرة لدى الناس حتى وإن كان الرجل في هذه الحالة أصغر أو أكبر وهذا لا يفسر سوى أن الناس لديهم مشكلة غير مفهومة وغير منطقية فيما يخص سن المرأة المناسب للزواج بالنسبة لهم.

كل هذه عادات سلبية في مجتمعنا ولن تتغير بسهولة ولا أعلم لماذا يتم التمسك بها

لأن الناس لا تعاملها معاملة العادات أو أنها مجرد معتقدات أو أفكار بشرية من الممكن أن تصيب وأن تخطأ وأن للشخص الحرية في إتباعها أو رفضها، بل يعاملونها وكأنها نصوص إلهية، اتباعها حلال واجب، والخروج عنها حرام وإثم.

من خلال النماذج التي كانت حولي لمست حقيقة كل ما ذكرتيه، ولكن أنا لا أحب التعميم، وإصدار حكم موحد على كل الحالات، فنعم الحالات التي تفشل فيها العلاقات مع فارق السن الكبير بين الطرفين ترجع للأسباب التي ذكرتيها، ولكن هناك علاقات ناجحة جدا ولم تعاني مما ذكرتيه من أسباب، وهذا يرجع في الأساس، ليس في عدم وجود العقبات التي أشرت إليها والناتجة عن فارق السن الكبير ، وإنما في مدى إمكانية للشخص للتكيف والتضحية والتغيير لتذليل هذه العقبات، فهناك رجال في الأربعينات من عمرهم يكونون متفهمين لاختلاف رؤية واحتياجات شريكتهم الأصغر سنا، فيعملون على التكيف معها وفي المقابل تعمل هي الأخرى على التضحية قليلا أو التنازل لكي تتكيف مع ما يحتاجه، وطالما أن المجهود المبذول في العلاقة يأتي من كلا الطرفين فلا مشكلة، وكذلك الحال إذا عكسنا الطرف الأكبر سنا.