هل سمعتم بقصة الطالب كوستا التي قلبت مواقع التواصل الاجتماعي قبل شهور؟ لنختصرها سريعا لمن لا يعرفها.

كوستا هو مراهق صيربي الجنسية في الرابعة عشر من عمره. تعرض للتنمر والمضايقات الكثيرة من عدد كبير من زملائه في المدرسة. كوستا في البداية اشتكى لأحد معلمينه وهو تصرف حكيم منه، ولكن التصرف الغير حكيم جاء من معلمه عندما قرر تجاهل شكوته ولم يعره أي اهتمام. فما كان من كوستا في النهاية سوى أن يقرر إنهاء الأذى الواقع عليه بنفسه وقرر قتلهم. بعد تخطيط طويل ذهب كوستا للمدرسة ومعه سلاح وأطلق النار على حارس الأمن الذي حاول منعه من الدخول ثم أطلق النار على 8 من زملائه بالإضافة للمدرس الذي تجاهله. يُذكر أن كوستا بارع في التصويب لأنه أخذ دروس رماية مع والده. ويُقال أن المعلم قد نجا، ولكن الحظ لم يحالف الباقيين.

حادثة مؤسفة تركت صيربيا ومن ورائها كل العالم الذي سمع بهذه الحادثة في حالة صدمة.

هذه الحادثة قد ذكرتني بسؤال قديم كنت أتساءله لنفسي أثناء متابعتي لمسلسل defending Jacob الذي تدور أحداثه حول إنقلاب حياة كل من الزوجين أندى ولوري بعد اتهام ابنهما المراهق جايكوب بتهمة قتل زميله في المدرسة، وكان السبب الرئيسي الذي دفع الجميع للشك في جايكوب هو تنمر زميله عليه. أثناء محاولات كشف الحقيقة والتي كان عقلي جزء منها، لم أعتقد أن جايكوب هو من فعلها، على الأقل إن كان هو فليس لسبب التنمر ولكن لسبب أخر أقوى، فوقتها كان رأيي أن التنمر ليس دافع قوي للقتل، فالقتل فعل وحشي لا يقدر عليه سوى أصحاب قلوب قد تحجرت، وهذا مجرد مراهق حتى وإن غضب لن يفقد رحمته ويفرط في حياة شخص بهذه السهولة!

نهاية المسلسل لم تنصفنا بمعرفة الحقيقة ولم تعط إجابة لسؤالي .. هل التنمر دافع قوي للقتل؟

إلى أن أجابني الواقع بعدما صُدمت بمعرفة قصة الطالب كوستا. وما صدمني أكثر كان اختلاف وانقسام آراء الناس حوله، فمنهم من دعمه ورأى أنه ضحية وأن المقتولين استحقوا هذا، ومنهم من رأى أن الجريمة لا تُبرر وأن ما فعلوه لا يعطي الحق لأي حد بقتلهم.

فأي فريق أنت، هل التنمر دافع قوي للقتل أم أنه غير شافع لإجرام البعض؟